نيويورك – العرب اليوم
تسببت الكوارث الطبيعية أو تلك التي من صنع الإنسان في خسائر اقتصادية تصل إلى 71 مليار دولار في النصف الأول من العام 2016، بزيادة بلغت 38% خلال سنة واحدة، لكن صناعة التأمين العالمية غطت 31 مليار دولار من قيمة الخسائر، أو 44% من مجموعها، بحسب ما نشرته "الاقتصادية".
وأودت الكوارث بحياة ستة آلاف شخص في الأشهر الستة الأولى من السنة، مقارنة بـ12 ألفا في النصف الأول من العام 2015، وفقاً لـ"سويس ريه" ثاني أكبر شركة تأمين في العالم.
وأسفرت الكوارث الطبيعية وحدها عن الجزء الأكبر من الخسائر المالية بين يناير ويونيو، أو ما يُعادل 68 مليار دولار مقارنة بـ46 مليار دولار في النصف الأول من العام 2015، بحسب ما كشفته شركة إعادة التأمين السويسرية "سويس ريه" التي تتخذ من العاصمة المالية لسويسرا زيورخ مقرًا لها.
في المقابل، انخفضت الخسائر المؤمن عليها من الكوارث التي من صنع الإنسان بمقدار الثلث، أو إلى ثلاثة مليارات دولار، مقارنة بخمسة مليارات دولار في النصف الأول من العام 2015. وفي المجمل العام، أثبت الجزء الأول من السنة أنه أقل فتكا بأرواح الناس، على خلاف الخسائر الاقتصادية، إذ إن عدد الضحايا الذي تم تحديده يقل بمقدار النصف عما كان عليه في النصف الأول من 2015، والذي شهد الزلزال المُدمِّر في نيبال
وتسببت ثلاثة أحداث منفصلة جراء حالة الطقس في الولايات المتحدة، بما في ذلك سقوط البرَد بأحجام كبيرة، في إجمالي خسائر مؤمَّن عليها تجاوزت سبعة مليارات دولار، وكانت الأكثر حدة، العواصف الشديدة التي ضربت ولاية تكساس في أبريل الماضي، والتي أسفرت عن خسائر مؤمَّن عليها بمقدار 3.1 مليار دولار، حيث ألحقت أضرارا بالممتلكات وخسائر ناجمة عن انقطاع الأنشطة الاقتصادية.
أما فاتورة الفيضانات التي وقعت في أوروبا في أواخر مايو ومطلع يونيو، لاسيما في فرنسا وألمانيا، فقد ارتفعت إلى أربعة مليارات دولار، بينما أسفرت سلسلة الزلازل التي ضربت محافظة كوماموتو في اليابان، بما في ذلك زلزال بلغت قوته 7.0 درجة ضرب المحافظة في الساعات الأولى من 16 أبريل 2016، عن أضرار هيكلية وحرائق وانهيار المباني فضلاً عن مصرع 64 شخصاً. وبلغت الخسائر بين 22 و48 مليار دولار، تضمنت 5.6 مليار مؤمَّن عليها.
من ناحية أخرى، ضرب زلزال بلغت قوته 7.3 درجة إكوادور، وكانت المنطقة الأكثر تضررا مقاطعة مانابى على الساحل، حيث انهارت الجسور والمباني. وقد لقي 668 شخصاً مصرعهم في هذا الزلزال، ما جعله الكارثة الطبيعية الأكثر دموية في النصف الأول من السنة، لكن بسبب التغطية المنخفضة للتأمين في هذا البلد الواقع في أميركا اللاتينية، لم يتجاوز مقدار التعويض سوى 400 مليون دولار.
وكانت حرائق الغابات في كندا سببا آخر لخسائر كبيرة منيت بها شركة التأمين السويسرية في النصف الأول من العام 2016، فالطقس الجاف والرياح العاتية أدت إلى سرعة انتشار حرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا، حيث تم إخلاء بلدة فورت ماكموري، بعدما دُمر عدد من المنازل بشكل كامل.
وتعد تلك المنطقة قلب إنتاج كندا من النفط الصخري، حيث فرض هذا الحريق الضخم عبئاً مقداره 2.5 مليار دولار على خزينة "سويس ريه"، وهو مبلغ التأمين المُغطَّى من مجموع 3.6 مليار دولار شكلت مجمل الخسائر، وقد اعتبرت الشركة حريق كندا أغلى حرائق الغابات في تاريخ صناعة التأمين.