الرئيس عبد الفتاح السيسي

 قال الدكتور عبد الرحمن طه خبير الأسواق المالية الناشئة إن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى آسيا تستهدف تأمين البعد الإستراتيجي الاقتصادي لمصر في تلك المنطقة الغنية بالتحالفات الاقتصادية من جهة، ويؤمن نطاق المعرفة والتقدم الصناعي والمجتمعي من جهة أخرى، مما يسير في نهج تعدد مصادر التعامل الاقتصادي والذي ينتهجه الرئيس في الآونة الأخيرة مما يعدد الفرص ويفتح الأسواق ويتيح السبيل الأمثل للأداء الاقتصادي محليًا ودوليًا.
وأكد طه - في تصريح اليوم /الاثنين/ - أنه فيما يتعلق بكازاخستان فتأتي أهميتها من الناحية الاقتصادية في المقام الأول فبخلاف إنشائها نموذجًا للعاصمة الإدارية التي تعتزم مصر القيام بها في المرحلة الراهنة وكونها من أكثر دول العالم احتياطًا للغاز الطبيعي فهي من أهم مصدري القمح في العالم وهو يأتي في المقام الأول للأمن الغذائي المصري، فمصر تريد تعديد موارد القمح وليس الإبقاء على القمح الروسي أو الأوكراني أو الأمريكي.

وأشار إلى أن كازاخستان تمتاز بكونها نافذة على أكثر من تحالف اقتصادي فهي عضو مؤسس في الاتحاد الأوراسي والذي تحوي سوقه على 180 مليون مستهلك، وكذلك المؤسس للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، كما أن فتح أسواق بها يساعد على التغلغل إلى مجموعة البريكس ومنطقة شنغهاي والآسيان، مما يساعد المصدر المصري على فتح أسواق جديدة، بخلاف أوروبا التي تعاني أزمات مالية متلاحقة ودول المنطقة التي تحارب الإرهاب، خاصة في مجال التصنيع الغذائي والحاصلات والملابس.
وفيما يتعلق بزيارة الرئيس لليابان، أوضح طه أنها تأتي من زاويتين: الأولى كون اليابان عملاق اقتصادي مانح ومنشئ للعديد من المشروعات التنموية في مجالات عدة من جهة، ومن جهة أخرى تطوير التعليم المصري وتطبيعه بالنموذج الياباني في نطاق رد التجارب الذي قامت به اليابان في مطلع القرن الماضي وحتى الخمسينيات، فبخلاف أن مصر تحتاج إلى تطوير منظومة التعليم فهي أيضا فرصة استثمارية في نطاق إنشاء المدارس والجامعات على الأسلوب الياباني المتقدم متوازيًا مع التعليم الأمريكي والبريطاني والماليزي الذي يسيطر على منظومة المدارس والجامعات الخاصة في مصر، وهو ما يعد تطبيقًا واقعيًا لمبادرة الرئيس التي أطلقها بنفسه وينفذها بيده وهي (التفكير والعلم والابتكار)، مضيفا:" فالرئاسة تسعى إلى جعل العلم أسلوب حياة وعادة راسخة في الثقافة المصرية على غرار الثقافة اليابانية وهو أول طريق التطوير الاقتصادي في البلاد".

وعن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كوريا الجنوبية، قال طه إن الرئيس يستعيد ذاكرة الكوريين على المستوى السياسي فهي الأولى منذ 17 عامًا منذ قيام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتابع:"فعلى الرغم من زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين لصالح كوريا الجنوبية ورغم وجود أكثر من أربعين اتفاقية بين البلدين إلا أن الأداء الاقتصادي بينهما في حاجة إلى تطوير كبير إذ تعد مصر سوقا استهلاكيا لكوريا في مجال الإلكترونيات والسيارات في حين أن مصر تصدر مصادر الطاقة والمنسوجات ومكونات البنية التحتية والملابس القطنية ولكن في إطار أقل مما يجب أن يكون عليه فعلا".
واختتم تصريحاته قائلا :" تأتي تلك الزيارة لفتح المزيد من الفرص للمنتج المصري وتسويقه في كوريا ".