لندن ـ سبأ
تعتبر مقابر العاصمة البريطانية لندن وخاصة تلك التي ترجع إلى العصر الفيكتوري من أكثر الأماكن التاريخية التي تستحق الزيارة. غير أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا أمام هؤلاء الطامحين الحالمين بالحصول على مثوى أخير رومانسي شاعري هادئ في لندن بصفة خاصة والمملكة المتحدة بصفة عامة، إذ حذر كثير من الخبراء من مشكلة ازدحام المقابر في العاصمة البريطانية وندرة أماكن الدفن بها. وكشف استطلاع أن 25% من بين 400 إبراشية وكنيسة ستعاني من مشاكل كبيرة تتعلق بندرة أماكن الدفن خلال مدى أقصاه السنوات العشر القادمة، فيما أكد نحو 50% أن المدى قد يمتد إلى 20 عامًا، حيث لن يكون هناك موضع لدفن أي جثامين أخرى بمقابر العاصمة. فيما أعرب قدر لا بأس به ممن شملهم الاستطلاع عن مخاوفه من تفاقم المشكلة خلال أقل من 5 سنوات، بالإضافة إلى أن بعض الكنائس والإبراشيات أعلنت بالفعل أن الأمر بلغ ذروته بالفعل ووصل إلى مرحلة الخطر، لدرجة أنهم أصبحوا يستخدمون باحات انتظار الشاحنات في إقامة مقابر جديدة لدفن الموتى. في هذا السياق، يقول مسؤول معهد إدارة المقابر والمدافن، تيم موريس: "الوضع أصبح خطيرا بالفعل ونحتاج إلى حلول فورية وبصورة عاجلة"، ويحمل موريس الحكومة مسؤولية تفاقم الأوضاع بسبب "عقود من السلبية". حسب قوله. يذكر أنه على الرغم من ارتفاع معدلات عمليات حرق جثامين الموتى في بريطانيا بدلا من دفنها (تكاد تصل إلى 75%)، فيما لا تزال ندرة أماكن الدفن تمثل مشكلة قائمة في المملكة المتحدة. يشار إلى أنه حتى الآن، لا يسمح سوى في مقابر العاصمة البريطانية، باستغلال مساحات إضافية، من خلال إعادة دفن رفات الجثامين التي مضى عليها 75 عامًا، على مستويات أكثر عمقا من سطح الأرض. ويطلق على هذا التقليد الذي بات شائعا في بعض المقابر "رفع الرفات لدفنها على مستوى أكثر عمقا". وتؤكد وزارة العدل البريطانية أن هذه القضية تمثل موضوع يخضع لنقاش مستمر، مشيرة إلى أن أي تفاصيل تتعلق بتغيير التشريعات المنظمة لأوضاع المقابر والمدافن يجب التعامل معها بالاحترام والتقدير اللائقين. إلا أنه وفقا لما تؤكده المصادر الرسمية "لم يتم اتخاذ أي قرار بعد في هذا الشأن".