رفاق السؤ يقتلون فتى شتم والدة أحدهم

أفردت الجدة مساء يوم 21 تموز/يوليو الماضي، طبقا من الحلويات لحفيدها (س. ع) ذي السبعة عشر ربيعًا، ونشوة الفرحة بخطوبته من قريبتها ما زالت تملأ قلبها الذي غاص فيه الحزن بعد حادثة غرق أخيه الأكبر الذي لم يتعدَّ الثامنة عشر من العمر في نهر دجلة قبل عامين.

لم يأكل (س ،ع) من حلويات جدته بل سارع للالتحاق بأصدقائه وهم جيران العمر الذي دعوه الى مرافقتهم للتنزه في شوارع القريبة بعد اخذ الأذن من الام، رغم ان الساعة أوشكت على الثامنة مساء.

وما هي الا ربع ساعة لا أكثر حتى دق هاتف الأم ليعلن لها المتصل ان ولدها (س ،ع)  قد تم اختطافه وانه سيقتل ان لم تدفع له العائلة مبلغًا معينًا. ووصل الخبر المروع الى الأب الذي لم يطلب من المتصل سوى إمهاله ساعتين فقط ليجمع المبلغ المطلوب وهو الرجل الميسور الحال الذي يملك معملا للنجارة في المنطقة.

وربما وجد الخاطفون ان فترة الساعتين طويلة جدا لأنهم وبعد ربع ساعة أخرى ابلغوا الأب المسكين ان ولده( س،ع  ) قد قتل وعليه ان يبحث عنه في احد الهياكل المتروكة  في مدينة بغداد الجديدة وهو اسم الحي الذي تسكن فيه العائلة.

وكانت الصدمة قاسية على العائلة التي فقدت أبناءها الواحد تلو الآخر وهم في ريعان الشباب في غضون عامين فقط خاصة بعد ان وجدوا ان (س ،ع ) قد تم شنقه بسلك معدني ومن ثم ضربه بـ(بلوكة) على رأسه بعد ان فشل السلك في إزهاق حياته. وليس هذا فحسب بل انه دفن تحت التراب في احد الهياكل بعد ان حاول القتلة دفنه في قبر من خلال حفر حفرة كبيرة في الأرض.

اهتزت المنطقة لهذه الجريمة المروعة وتبادلتها الألسن التي أكدت بعضها بأن قتله كان (حسد عيشه) خاصة بعد القاء القبض على اثنين من أصدقاء الشاب القتيل عندما شم الضابط المكلف بالقضية رائحة المشروب من أفواههم، في الوقت الذي تظاهروا فيه بالبحث عنه مع العائلة المنكوبة كونهم جيران العمر ويعملون في معمل النجارة الذي تملكه العائلة.

بضع ساعات فقط وانكشفت ملابسات القضية عندما اعترف أصدقاء السوء وهم ممن يتعاطون الحبوب المخدرة انهم قتلوا (س ، ع) وهم تحت تأثير المخدر لا لشيء فقط لأنه شتم والدة احدهم في حين أظهرت التحقيقات إنهم قتلوه بعد ان حاولوا الاعتداء عليه.

عدد المشتبه بهم في هذه القضية ثمانية أشخاص تم القبض على ثلاثة منهم وهم أصدقاء المجني عليه ، فيما ظل الخمسة الآخرون مطلوبين للعدالة ومنهم امرأة اعتادت بيع الحبوب المخدرة لهؤلاء الشباب وربما تكون هي زعيمة العصابة, اما المتهم الرئيسي في هذه القضية فله سجل حافل بالإجرام  كونه احد المدمنين على الحبوب المخدرة كما اتهم قبل أعوام بحادث اغتصاب فتاة ومن ثم قتلها، الا انه خرج من القضية بعد ان دفع ( الفصل ) لعائلة الضحية  وهو من جيران القتيل أيضا. وعلى هذا الاساس أصبحت جميع أصابع الاتهام  تشير اليه في جميع الحوادث التي مرت على العائلة ومنها غرق الابن الأكبر قبل عامين وجريمة حرق معمل النجارة للعائلة العام الماضي.