دانت دولة الكويت باسم المجموعة العربية اليوم بشدة العدوان العسكري الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة وطالبت المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته لحمل إسرائيل على الوقف الفوري لعدوانها على غزة.
جاء ذلك في كلمة للوفد الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة باسم المجموعة العربية ألقاها القائم بالأعمال بالإنابة عبد العزيز عماش العجمي أمام مجلس الأمن خلال مناقشته لموضوع (الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية).
وقال العجمي إن المجموعة العربية "تدين بشدة العدوان العسكري الغاشم والوحشي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة والذي تجاوزت به إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال سجلها الحافل بالانتهاكات للقانون الدولي والقانون الانساني الدولي إلى ممارسات أكثر خطورة من خلال توعدها بتصعيد وتكثيف عملياتها العسكرية الوحشية".
وأضاف أن اجتماع المجلس أعاد إلى الأذهان الأحداث المأساوية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أواخر عام 2008 والتي مازالت شاخصة في الذاكرة الإنسانية.
وأشار إلى تزايد أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 600 قتيل غالبيتهم مدنيون من أطفال ونساء عزل وإصابة الآلاف وفقدان عشرات الآلاف لمنازلهم قائلا إن مجزرة حي الشجاعية تعتبر جريمة حرب.
ووصف الحالة بأنها "على مشارف كارثة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى" مع استمرار تعامل إسرائيل وتعاطيها مع الواقع بعقلية ترفض السلام وتنكر على الشعب الفلسطيني أبسط حقوقه وتنسف أحلامه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتتجاهل كافة مبادرات السلام ومنها مبادرة السلام العربية.
وقال إن المجموعة العربية تطالب المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته التي حددها الميثاق في ضمان السلم والأمن الدوليين واتخاذ "خطوات إيجابية" لتحقيق معادلة السلام الصعبة واتخاذ "التدابير اللازمة" لحمل إسرائيل على الوقف الفوري وغير المشروط لعدوانها العسكري بكافة أبعاده على قطاع غزة مع ضمان عدم تكراره وإلزامها بتحمل المسؤولية القانونية عن كافة الخسائر والأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالشعب الفلسطيني الأعزل جراء هذا العدوان الغاشم.
وأضاف أن المجموعة العربية تطالب المجلس أيضا بإدانة الممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين العزل وممتلكاتهم ومقدساتهم والتي تعد انتهاكا وخرقا لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب لعام 1949 وبالعمل على رفع الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة ومع ضمان إعادة فتح المعابر لوصول المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية لسكان القطاع.
وطالب العجمي باسم المجموعة العربية المجتمع الدولي بدعم المبادرة التي طرحتها جمهورية مصر العربية في 14 يوليو الجاري لوقف إطلاق النار ومطالبة كافة الأطراف المعنية والإقليمية والدولية بقبولها وتهيئة المناخ الملائم لاستدامة التهدئة ودعم طلب دولة فلسطين في وضع أراضيها تحت الحماية الدولية وصولا إلى إنهاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من ممارسة سيادتها.
وشدد على ضرورة مطالبة المجتمع الدولي إسرائيل بالإسراع في إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين منذ بدء العدوان دون شرط أو قيد خاصة أولئك الذين تم اعتقالهم إداريا والذين لم توجه لهم أي تهم وكذلك من أطلق سراحهم في عمليات تبادل الأسرى وأعيد احتجازهم والعمل على تقديم كافة أشكال الدعم العاجل لدولة فلسطين لمواجهة المتطلبات الطارئة للشعب الفلسطيني لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الدمار الذي لحقه من الحصار والعدوان الإسرائيليين.
وعن الوضع في لبنان جدد العجمي التزام المجموعة العربية بالوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية ودعمها بما يحافظ على أمنها وسلامة أراضيها وطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها المستمرة للأجواء والأراضي اللبنانية والانسحاب الكامل من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 .