بقلم - عبدالله الفرج
فراغ إداري كبير لم يسبق له مثيل في نادي النصر، النصراويون لم يتعاملوا مع قرار إبعاد الأمين العام السابق، سلمان القريني، باستدعاء بديل مناسب يقوم بالمهام المهمة على مستويات مختلفة، فراغ إداري لم يعانه الفريق الأول فحسب، بل الفئات السنية هي الأخرى وجدت إهمالاً، ويحاول المخلصون من أبناء النادي بجهود لافتة سد الفجوات والتعامل مع الواقع السيء للحفاظ على سمعة النادي.
أنا لا أتحدث هنا تفاعلاً مع خسارة الفريق الأول لمباراة أمام القادسية في الدوري، بل هي رؤية عامة يمكن المرور على نماذج تكشف الحقيقة، مراحل الإعداد هي ما تحكي مستقبل العمل للموسم، الأولمبي أمضى 40 يومًا من دون مدير للكرة، لانشغال خالد الغنيمان بمهمة في الحج، وإبراهيم العيسى ابتعد لأسباب تتعلق بالأمور المالية، فبقي الناشئون شهرين من دون مدير كرة، ولا حتى إداري، مساعد المدرب الوطني حسين مرزوق كان يقوم بكل شيء، ابن مسؤول الملابس كان يتولى إدارة الأمور في الأولمبي والفئات السنية، في كل تدريب يومي يدخل بين عشرة و15 لاعبًا مستجدًا للتدريبات على طريقة فرق الحواري.
الأولمبي وكل الفرق السنية يفترض أن تكون داعمة للفريق الأول، وليس العكس، مشرف الفئات السنية، صالح المطلق، استدعى ثلاثة لاعبين، وهم النجعي والعمري والشويع، لمواجهة الأهلي أولمبيًا من دون موافقة المدرب غوستافو، أحدث ذلك شرخًا في العلاقة بين الفئات السنية والفريق الأول، وكشف حجم الخلل في العمل التنظيمي على مستوى النادي. وفي الناشئين أدى الصغار تدريباتهم في فترة الإعداد دون وجود مدرب مختص في حراسة المرمى، وحده فريق البراعم الذي لا يزال يؤدي بصورة مثالية بوجود الكرواتي كريس والإداري ناصر التويجري، الذين حقق الفريق معهما بطولة منطقة الرياض.
النصر، على الرغم من كل شيء، كان متميزًا في فئاته السنية، وفريقه الأول يمكن أن يقدم الأفضل لو استقرت الأمور، وعمل الجهاز الفني بهدوء، وامتلأ الفراغ بعودة الرئيس واستقطاب كفاءات من أبناء النادي وداعمين، وأعيد النظر في العنصر الأجنبي، هذا النادي الكبير بني في فئاته السنية وبات الفريق قويًا، على مدى أعوام، من الظلم أن يأخذ مسار الانهيار بهذه الصورة.