وتبقى علمانية الإسلام هي الحل
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

وتبقى علمانية الإسلام هي الحل!

وتبقى علمانية الإسلام هي الحل!

 الجزائر اليوم -

وتبقى علمانية الإسلام هي الحل

بقلم: صلاح النادي

ننظر دائمًا إلى الدول الأوروبية المتقدمة بشيء من الانبهار بسبب ماوصلوا إليه من تطور كبير في كل المجالات، دون أن نبحث جديًا عن السر الحقيقي الذي أوصلهم إلى هذا التقدم الهائل في كل الأصعدة، والسر الحقيقي يكمن في الفصل بين السياسة والدين في طريقة الحكم، فبعدما كانت تُسيطر على تلك الدول قديمًا ظلمات العصور الوسطى، بسبب التحكم الصارخ لرجال الدين في السياسة والذي أثبت فشله فيما بعد، حيث زادت مستويات الجهل، وتفشّت الأمراض، وتوطنت الأوبئة بين المواطنين حيث كان يُحرّم رجال الدين على المرضى الحصول على الدواء من أجل الشفاء، على اعتبار أن المرض من عند الله ولا يجب عليهم أن يطلبوا العلاج، وتوجد أمثلة عديدة من هذا القبيل الذي يطول سرده، الأمر الذي جعلهم يحتكمون إلى العلمانية كبديل للمعاناة التي كانوا يعانونها جراء تزايد سطوة رجال الدين في الحكم.

ورغم ماتعرضت له تلك الدول في العصور الوسطى من تدهور على جميع المستويات والأصعدة، إلا أنه مع الاحتكام إلى العلمانية تم الحفاظ على حقوق المتدينين في ممارسة شعائرهم العقائدية بحرية وسلام، وذلك شريطة عدم استخدام الدين في أغراض أو مطامع سياسية واهية، فالمواطنون في الدول العلمانية متساوون في الحقوق والوجبات، الأمر الذي جعلهم يتقبّلون سُنّة الاختلاف بين بعضهم البعض، مما أثرى مبدأ التعايش في نفوسهم.

فالعلمانية ليست لإقصاء الدين عن الحياة العامة كما يزعم بعض الأصوليين، لأنها ببساطة لا تتعارض مع الأديان والمعتقدات السليمة للشعوب، فهي تجمع كل الفئات باختلاف أديانهم وأصولهم، وتضع الدين في موضعه ومكانه المقدس الصحيح المخول للعبادة، بعيدًا عن الاستغلال السياسي العقيم للدين، وذلك للحفاظ على المعتقدات الدينية من العبث بها في مستنقع السياسة، لأن الدين يتصف بالنقاء، على عكس السياسة التي تبحث دائمًا عن المصلحة دون التقيد بأي شيء أخلاقي، وهذا لا يعني أيضًا أن يتم ترك الدين بالكلية ويتم فصله عن النظام القانوني للدولة، فأنا لا أعني ذلك أبدًا، لأن العلمانية تُتيح للمواطنين المتدينين أن يتم تطبيق الأمور التي تتعلق بأحوالهم الشخصية داخل معتقدهم الديني كالميراث والزواج وغيره من الأمور الدينية الأخرى التي تمس صُلب العقيدة.

فعلى من يُنادي بتطبيق الشريعة في السياسة، عليه أن يعي جيدًا، أنه بذلك يضر بالشريعة ضررًا كبيرًا، لأنه في حالة حدوث أي خطأ ممن يطبق الشريعة سيُصبح الدين في محط الخطأ، والدليل على ذلك تنظيم "داعش" الإرهابي الذي ساهم بشكل كبير في تشويه الإسلام، لأنه كان يدعي كذبًا أنه يحكم باسم الدين، الأمر الذي جعل العالم الغربي يتشكك أكثر في الإسلام، ورغم أننا كمسلمين نعلم يقينًا أن الإسلام بريء من ممارسات "داعش" الإرهابية، إلا أننا لم نستطع حتى الآن إيصال الصورة الحقيقة للإسلام الذي يدعو إلى احترام الأخر، بسبب نجاح المتطرفين مع الأسف في إظهار صورة غير حقيقة للإسلام على أنه دين دموي وانتقامي، الأمر الذي يجعلني أكاد أجزم أنه توجد مؤامرة حقيقية على الإسلام لتشويهه، وتعتمد تلك المؤامرة على زيادة نبرة التعصب والتطرف لدى قلة من المسلمين المرضى، وإحياء أفكار أحادية بعيدة كل البعد عن الإنسانية وإلصاقها بالإسلام.

لذا يتوجب على العقلاء من دعاة تطبيق الشريعة أن يسعوا إلى عدم إقحام الدين في السياسة وليس العكس، حفاظًا على الشريعة التي يطالبون بتطبيقها، فرسول الإسلام الكريم قال للمسلمين في حديث شريف "أنتم أعلم بشؤون دنياكم"، وهذا الحديث يؤكد للجميع أن دولة الإسلام الأولى لم تكن دينية أبدًا، بل كانت "علمانية" بالمفهوم العصري الشامل لطريقة حكم الدولة في الوقت الراهن، لأنها فرقت بين الأمور التي تتعلق بشؤون الحياة العامة وشؤون العقيدة التي يعتنقها الناس، ولهذا نجحت الدولة في احتواء الاختلاف الذي كان سائدًا في عصر صدر الإسلام، حيث كانت دولة الرسول الأولى مكونة من المسلمين والكفار واليهود والمسيحيين، ومع ذلك تعايشوا مع بعضهم البعض رغم اختلاف عقائدهم، في جو يسوده العدل، فتعقلوا يرحمكم الله !   

algeriatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وتبقى علمانية الإسلام هي الحل وتبقى علمانية الإسلام هي الحل



GMT 17:46 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

كيف تسببّت الحكومات الفاشلة في صناعة الإرهاب ؟!

GMT 00:40 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإخوان" يفشلون دائمًا في السياسة !

GMT 20:44 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

حكومة بلا رؤية

GMT 18:36 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"بروزي" تطلق معاطف شتوية تمنح الرجال أناقة وجاذبية

GMT 08:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أكثر من 120 شركة تطرح فرص وظيفية في معرض وظائف 2018

GMT 11:26 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المطربة اللبنانية هيفاء وهبي تستعد لإطلاق أغنية " توتة"

GMT 23:02 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سيف الحشان يطلب عدم الاستمرار مع القادسية

GMT 13:07 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

العثور على حيوان برمائي نادر في كهف بالصين

GMT 03:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

مرسيدس تؤكد استدعاء 60 ألف سيارة من طراز واحد

GMT 11:10 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس بيع الكرواتي كوفاسيتش في مزاد

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

ساعة من "شوبارد" تعكس بريق الألماس كحبات الثلج
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria