بقلم: أحمد المالكي
في الصباح الباكر كل يوم أفحص حسابي على موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، لكن هذا الصباح كان مختلفًا عندما وجدت شخص يدعي أنه الباحث عن الحقيقة هكذا هو اسم حساب.
لكنه يبدو أنه يبحث عن تجنيد الشباب في "داعش" ويعمل في اللجان الإلكترونية لهذا التنظيم المتطرف.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول شخص أن يحدثني عن إنجازات داعش لقد حدث ذلك معي منذ عام، عندما تحدثت معي فتاة من الجزائر وقالت إنها من أصل سوري وتعيش في الجزائر؛ لأن والدها يعمل هناك منذ سنوات وهذه الفتاة كانت تضع شعارات "داعش" وتتابع أخبارهم وتنشر فيديوهات "داعش" على صفحتها وكانت تقول إن الدول الصليبية تحارب الإسلام وهذا أيضًا ما قاله لي هذا الشاب الذي يبدو أنه أيضًا شخص أحمق مغرر به.
هذه الفتاة التي كانت من أصول سورية وتجلس في الجزائر كانت تسمي نفسها "بنت الشام"، وهذه الأسماء الحركية لهذا التنظيم، وكنت دائمًا تهاجمني على صفحتي عندما كنت أنشر مقالًا عن تنظيم الإخوان المتطرف في مصر وموقفي الواضح والصريح من هذه التنظيمات التي لا تعرف غير القتل والتطرف.
ومرّ عام وإذا بهذا الشاب الذي سمى نفسه الباحث عن الحقيقة أراد أن يقنعني بأن "داعش" على حق وأنني صحافي حر، وهو بهذا الكلام الذي يمجدني فيه يريد مني أن أتعاطف معهم وكأنني لا أرى جرائمهم كل يوم أو أعيش في كوكب منفصل.
هذا الشاب الأحمق والذي يعمل في اللجان الإلكتروني لداعش بدأ الحديث بأن رجلًا عجوزًا من الصين سافر إلى سورية مع أولاده للانضمام إلى داعش، وهذا إذا تحدثنا عنه من باب السخرية يبدو أن الصين ستقوم بصناعة داعش صناعة صينية وهذا جيد لنا لأن الصناعة الصينية رديئة ويمكن أن نهزمها بسهولة.
ثم تحدث أن هناك تحالف صليبي من 60 دولة يحارب الإسلام لكنه لم يقدر على داعش وطلب مني البحث في سبب قوة داعش فكانت إجابتي له "إذا كان هناك تحالف صليبي ضدكم لا تستخدم الإسلام؛ لأن الإسلام برئ منكم ولم يأمر أحدًا بالقتل والحرق كما تفعلون وأنه إذا اردت أن تعرف سبب قوة داعش ابحث عن إيران التي صنعت داعش في سورية وانتقل إلى العراق بعد ذلك ولولا وقوف إيران بجانب هذا التنظيم لما كانت قوته.
إيران أرادت أن يكون هذا التنظيم موجود في سورية حتي يبقى بشار الأسد وتكون صورة الأسد أنه يحارب التطرف، وبذلك يتحول الموقف الدولي من إسقاط نظام الأسد إلى محاربة داعش.
وسألت هذا الداعشي الأحمق لماذا لا توجهون أسلحتكم ناحية "إسرائيل" فكانت إجابته أن أرسل رسم كاريكاتيري داعشي فية الجيوش العربية كلها توجه أسلحتها ناحية فلسطين وهذا طبعًا غير صحيح وقال كيف نحارب "إسرائيل" والجيش المصري يحميه، وأن ولاية سيناء التي بايعت داعش "تقوم بالواجب مع جيش السيسي" وهذا أيضًا غير صحيح؛ لأنه الجيش المصري وليس جيش السيسي كما يدعي هذا المتطرف الأحمق.
وكانت إجابتي عليه أن كل معلوماته خاطئة وأنه يعيش في الوهم ليغطي كذبته الحقيرة، ووعدته في النهاية بأن نهاية داعش ستكون على يد الجيش المصري الذي سيثاْر لكل العرب من هذا السرطان اللعين.
وهؤلاء الصبية الذين لا يجدون من يتصدى لهم في سورية والعراق ويرعاهم الأميركان والغرب وتمولهم إيران لزعزعة استقرار المنطقة والسيطرة عليها كما تفعل إيران في سورية والعراق، وكما نرى تصريحات المسؤولين الإيرانيين أنهم سيطروا على العواصم العربية وأن لهم أنصار الآن فيها.
النصر قريب على هؤلاء وسوف يذهب اسمهم ويذهب هؤلاء إلى "مزبلة التاريخ" ولن يذكرهم أحد.
ويجب على الأجهزة الأمنية في الدول العربية أن تعمل بكل قوة وتتصدى لهؤلاء وترصد لجانهم الإلكترونية وتحاول غلقها؛ لأن هذه اللجان الإلكترونية أخطر بكثير من انتقال التنظيم على الأرض من سورية والعراق إلى أية دولة عربية.
نسأل الله أن يحفظ كل بلادنا العربية من كل سوء ويرزقنا الأمن والأمان.