باها بنكيران مأساة الصداقة في قلب السياسة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

باها بنكيران.. مأساة الصداقة في قلب السياسة

باها بنكيران.. مأساة الصداقة في قلب السياسة

 الجزائر اليوم -

باها بنكيران مأساة الصداقة في قلب السياسة

الدار البيضاء- عبدالحميد جماهري

أيًا كانت درجة الثبات عند الواحد منا، لا يمكنه أنَّ يدعي الحياد والبرودة أمام مصاب جلل مثل رحيل عبدالله باها، ومهما بلغت درجة الخصومة لا يمكنها أنَّ تزيف شعور المرارة من فقدان رجل سياسي مثل الراحل باها.

وكيفما كان التسليم القدري، صعب كثيرًا أنَّ يسلم أي كان بفجاعة الموت ولا يستنطق الجثة بعد رحيلها.

ولكن خلف هذا كله، هناك ما كان هنري دومونترلان يقوله: "مأساة الصداقة توجد في قلب السياسة".

ولا بد من أنَّ يذهب التفكير إلى عبدالإله بنكيران ونحن نؤبن عبدالله باها.

والواضح، ولا شك، هو أنَّ بنكيران فقد العقل المدبر، وفقد العلبة السوداء، لكنه فقد في قلب الفاجعة صديقًا، وفيًا، وأهلاً للثقة.

وكثيرون يرون عبدالإله بنكيران، في قلب العاصفة رئيسًا بلا رأس، لكن الأكثر فداحة ولا شك بالنسبة له أنه بقي الآن بلا طمأنينة في قلب التحولات والتمرُّن على قيادة بلاد عصية، بعد دستور غير مسبوق.

ما يستحق الانتباه منا ولا شك، هو هذا التبادل العاطفي، والثقة والتحصين المشترك بينهما، ونموذج العلاقة بينهما.

وكان عبدالإله بنكيران يجتهد طويلاً، في تقديم استعارات عديدة لتوفير البلاغة الكافية لتقديم علاقته بالراحل عبدالله باها: في البرلمان كان يشهده على كل ما يقول (إيلا ما صدقتونيش سولوا باها)، وأحيانًا كان يذهب بالبلاغة إلى ما لا تتصوره اللغة السياسية المتداولة، بنوع من التفجير الذي لا يسلم به العقل السياسي المغربي (أنا اعطيوني غير باها وديرو اللي بغيتو في الحكومة كمثال)، ومرات عديدة يشعرنا أنَّ يشبه الراكب الثاني في سيارة تعليم، وأنه لا يقبض على المقود، إلا من باب التعلم أما السائق الفعلي فهو عبدالله باها.

ولم يتصور أحد، عند كتابة الدستور، أنَّ رئيس الحكومة، سيطرح على العقل الدستوري أمرًا غير مسبوق، عندما دافع عن وضع الراحل كنائب لرئيس الحكومة، وهو ما رفضته الأغلبية قبل المعارضة وقبل مسؤولي الدستور.

ولا أحد سينسى أنَّ زوجة رئيس الحكومة، قد أذهلت الجميع وهي تصرح بعفويتها التي دخلت بها من بعد إلى البيت الأبيض، أنها تشعر بأنها في الدرجة الثانية بعد عبدالله باها عند زوجها رئيس الحكومة.

والذين يشتركون معهما الحياة التنظيمية والجماعية، يذكرون أنه لم يكن يدخل اجتماعًا هامًا في حياة الحزب أو الحركة لا يحضره أولًا عبدالله باها، البرلمانيون يذكرون كيف أنَّ باها كان يلازم عبدالإله بنكيران، وأحيانًا "يقرصه" كي يخفض من انفعاله العالي، كما لو أنَّ الرئيس سلك كهربائي عالي الضغط والآخر هو الطيرموسطا الذي يهدئه.

كل هذا صنع ثنائيًا سياسيًا ومجتمعيًا غير مسبوق، ولكل هذا لا أحد سيسلم بأنَّ عبدالله بعد رحيل باها هو نفسه عبدالإله قبل الرحيل، ونعود إلى مسلمة هنري دومونتريلان، أنَّ مأساة الصداقة هنا توجد في قلب السياسة المغربية.

ويمكن التسليم بأنَّ عبدالإله بنكيران لن يبحث عمن يعوض عبدالله باها في حياته، كما لو أننا نسلم بأنَّ عبدالإله بنكيران نفسه ليس قادرًا على تعويض عبدالله باها عند عبدالإله بنكيران! ولكن سيصبح ولا شك هو ذاته ويحقق نفسه بعد وفاة صديقه.

وإلى ذلك الحين نتأمل ضرورة هذه الصداقة والوفاء والثقة في بناء رجل السياسة في المغرب، ونتساءل: هل يمكن بالفعل أنَّ يكون الإنسان إنسانًا دون صديق حقيقي يفجر فيه أجمل ما فيه، أو أحكم ما فيه أو أدهى ما فيه؟

ولقد عرف الحقل السياسي المغربي الكثير من "الثنائيات"، ومن الصداقات التي تتوافر على مشترك يفوق المعدل الوطني في تبادل الثقة، وعرف أيضًا علاقات ثقة تفوق الوصف، لاسيما بالنسبة لجيل من المناضلين والقياديين الوطنيين الكبار، الذين كانوا يعرفون أنَّ السر هو مخزون السياسي المخصب، كما يمكن أنَّ يكون السم القاتل، والمنهك، وكانوا يدركون أنَّ من لا سر له لا سياسة له، ومن لا رجل سر لديه، لا نضال له!

ورحم الله عبدالله باها، وأعتقد بأنَّ موجة الحزن العميقة التي أشعر بها شخصيًا على الأقل، ومعي غير قليل من الاتحاديات والاتحاديين، ربما تعود لأنه عاد بنا إلى مكان حزننا، هناك حيث الماء كان القاتل وكانت السيارة أداة الجريمة، وحيث كان القطار المجرم الرسمي في جريمة قتل باها.

وربما أيضًا رسم الرجل حزننا وأعاده الى جمرته الأولى، ولهذا نشعر بفداحة المصاب الذي أصاب عائلته وأصدقاءه وإخوانه وأبناءه، نشعر لأن الموت، ذاتها لم تكن صديقة أحد وهي تطعن من الخلف، مثل صديق غير وفي تمامًا، مثل السياسة في البلاد، كما كان جان واتربوري، يعرف الحقل المغربي منذ الستينات.

algeriatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باها بنكيران مأساة الصداقة في قلب السياسة باها بنكيران مأساة الصداقة في قلب السياسة



GMT 20:40 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 10:58 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وذهب.. سوار الذهب!!

GMT 12:24 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria