هشام شاهين
مما لاشك فيه أن فرص منتخبي مصر وغانا متساوية في التأهل لمونديال البرازيل 2014، إذ يتميز المنتخب الغاني بامتلاك مجموعة موهوبة من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى، وفي المقابل يضم منتخب الفراعنة مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة الذين يمتلكون حافزاً كبيراً لتحقيق حلم ملايين المصريين.
إن ابتعاد الفراعنة عن مواجهة منتخبات شمال أفريقيا في الدور الحاسم للتصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال، يساعد اللاعبين على عدم التعرض لضغوط عصبية كبيرة، نظراً لحساسية تلك المواجهات، فحظوظنا على أصحاب البشرة السمراء أكبر على مواجهة لاعبي الشمال الأفريقي تونس والجزائر والمغرب.
وسيلعب الأميركي بوب برادلى دورًا كبيرًا في تأهل المصريين، من خلال وضع إستراتيجية إدارة اللقاء قبل انطلاقه وأثنائه، وكيفية توظيف اللاعبين وتغيير التكتيك الفني حسب معطيات المباراة، وربما يكون بهذا في حالة توفيقه، كلمة السر في تأهل الفراعنة لمونديال البرازيل 2014 وهو بيده المفتاح السحري لتحقيق حلم المصريين إذا أحسن إدارة مواجهتي غانا.
وبلا شك، فالمباراة صعبة، وعلى الجهاز الفني للفراعنة بقيادة الأميركي ضرورة تهيئة اللاعبين نفسياً لتلك المواجهة الحاسمة، ونحذر من تكرار سيناريو مواجهة الجزائر العام 2009 حينما توجه المنتخب لأداء اللقاء الفاصل في السودان وهو في حالة نشوة بعد فوزه في القاهرة بهدفين دون رد فتلقى الخسارة، وعلى لاعبي الفراعنة عدم التوقف كثيراً أمام نتيجة لقاء الذهاب في كوماسي أيًا كانت سلبية أو إيجابية، وضرورة التركيز لحسم الأمور في لقاء العودة في القاهرة.
وعلى لاعبي منتخب الفراعنة التحلي بالثقة في أنفسهم وفي أنهم قادرون على تحقيق أي نتيجة إيجابية سواء الفوز أو التعادل بأي نتيجة في لقاء الذهاب في كوماسي، وهو الأمر الذي سيسهل كثيرًا عليهم في لقاء العودة في القاهرة، ولاحجة لديه فالكل سيكون في ظهره مساندًا الإعلام والجماهير وأجهزة الدولة، لما له من دور كبير في زرع هذه الثقة في نفوس اللاعبين.
وعلى الجانب الأخر، بدأت حرب الأعصاب النفسية وعمليات التمويه، تشتعل مبكرًا داخل معسكر النجوم السوداء، بشأن حقيقة الإصابة التي لحقت ببواتنج، وهي الإصابة نفسها التي لحقت به قبل مباراة منتخب بلاده أمام زامبيا، وحرمته من المشاركة في اللقاء، فهل هي من قبيل التمويه على منتخب الفراعنة؟.
وفي الوقت نفسه، يأمل المدير الفني للمنتخب الغاني في استعادة بواتنج كامل لياقته قبل المباراة المرتقبة أمام الفراعنة 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل في كوماسي، إذ يعول على اللاعب في قيادة الفريق نحو تحقيق نتيجة إيجابية قبل مباراة العودة في الـ 17من تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي الختام أدعو الجماهير المصرية للسفر وراء منتخب مصر لمؤازرته في مباراة الذهاب في كوماسي حتى لا يشعر اللاعبون بالوحدة في مقابل الحشد الجماهيري المنتظر من الجماهير الغانية لمنتخب بلادها، وعلى الدولة ورجال الأعمال القيام بمساعدة أكبر عدد من الجماهير على السفر لتشجيع الفريق المصري لضمان تحقيق حلم المونديال الذي غاب عن أعين الكرة المصرية على مدار الـ24 عاما الماضية.