”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

 الجزائر اليوم -

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

فاطمة ناعوت*
بقلم : فاطمة ناعوت*

“جريما” مكتملةُ الأركان، يتمُّ ارتكابُها الآن يوميًّا على خشبة «مسرح الريحانى» العريق فى شارع عماد الدين بوسط البلد، على يد الكوميديان الكبير «أشرف عبدالباقى» وفريقه المسرحى. وليس من خطأ إملائى فى كلمة «جريما»، فهكذا كُتبت على الأفيش، تحت عنوان العرض المسرحى: «مسرحية كلها غلط»، لكى تكتملَ أركانُ «الجريمة الكاملة» التى تنهج «فلسفة الأخطاء». ساعتان من «الأخطاء الفنية» المقصودة، والمصنوعة بحِرفية عالية ودقّة وانضباط وتزامن مُتقن حتى تخرج للمشاهدين على هذا النحو الكوميدى المدهش. (حين تكون الأخطاءُ متقنةً؛ على نحو لا خطأ فيه)، فيكون الخطأُ هو المتن، ويغدو تصحيحُ الخطأ جزءًا أصيلًا من صناعة الخطأ القادم.

الديكور يتهاوى أثناء العرض، فيعيد الممثلون تركيبه، أثناء التمثيل، ويفقد بعضُ الممثلين الوعى جراء سقوط قطع الأثاث فوق رؤوسهم، فيتم استبدالهم فورًا بآخرين لا يحفظون الدور، فيدخلون خشبة المسرح حاملين أوراق النَّصّ ليقرأوا منه، ويتداخلُ الحوارُ مع السيناريو، فتحدث المفارقاتُ الفوضوية التى تبنى جسدَ العرض على أعمدة مدرسة «كوميديا الأخطاء». وربما تذكّرنا العبارةُ بإحدى مسرحيات وليم شكسبير التى كتبها فى بدايات القرن السادس عشر تحت نفس الاسم: Comedy of Errors التى تطرح السؤالَ الوجودىَّ الأشهر: «هل إدراكُنا لذواتِنا يتطابق مع إدراك الآخرين لنا؟»، لنخرج بالحكمة الإغريقية الشهيرة: «اعرف نفسَك».

مسرحية «جريما فى المعادى» مستوحاة من المسرحية البريطانية The Play that Goes Wrong التى كتبها هنرى لويس، جوناثان ساير، وهنرى شيلدز، وترجمتها للعربية «نادية حسب الله». اشترى حقوقَها الفكرية، وقام بتمصيرها وإخراجها وتدريب الممثلين على أدائها الحركى الصعب: النجمُ «أشرف عبدالباقى»، ليكسر بها الشرنقة النمطية التى يدور فيها المسرحُ المصرى والعربى منذ عقود طوال، ويقدّم لنا عرضًا مسرحيًّا طازجًا من «خارج الصندوق» يجعلنا نفكّر كيف تتفجّرُ الكوميديا من جسد الفوضى الفنية المدهشة ومحاولات إصلاح «الأخطاء»، على مرأى من المشاهدين، فإن كان «بريخت» قد تكلم عن «كسر الحائط الرابع» الوهمى بين الممثلين والمشاهدين، وإدماج المشاهدين فى متن العرض، فقد صنعت «جريما فى المعادى» العكسَ، حين «أوهم» الممثلون أنفسَهم بأن ذلك الحائطَ الرابعَ المتخيَّلَ: موجودٌ و«مُصمتٌ»؛ وكأن المشاهدين لن ينتبهوا إلى الفوضى الحادثة على خشبة المسرح من انهيار قطع الديكور وخروج الممثلين عن النص، فتتفجّر الكوميديا ويتورط المشاهدون مع الممثلين فى ملحمة كوميديا الأخطاء، فينتظروا الخطأ القادم، ثم الذى يليه، حتى يكتملَ نسيجُ الأخطاء الفنية المدروسة بعناية والمصنوعة بدقة فائقة وتوازن حركى بصرى محكم؛ بعد تدريبات هائلة ومكثفة على فن «صناعة الخطأ». هنا يبرز السؤالُ السقراطى من جديد: «اعرفْ نفسك!» على لسان حال الممثلين: «هل يرانا المشاهدون كما نحن عليه من فوضى، أم كما نريدُ نحن أن يرونا عليه بعد محاولات إصلاح الفوضى؟».

نجح «أشرف عبدالباقى» فى توظيف جميع أفراد طاقم العمل، بمَن فيهم مهندسو الصوت والإضاءة والديكور ومصممو الملابس وفنانو الـBackStage، بالإضافة إلى نجوم العرض، ليعزفوا معًا «سيمفونية الأخطاء الجميلة»، حتى خرجت للمشاهدين وقد أضحى «نشازُها» فنًّا رفيعًا.

“مسرحية كلها غلط، جريما فى المعادى” تُقدّم الآن، وعلى مدى الشهور القادمة بإذن الله، على خشبة «مسرح الريحانى» العريق، الذى أعاده للحياة عاشقُ المسرح «أشرف عبدالباقى» وفريقُه؛ بعدما تحول مع السنوات والنسيان إلى ركام وأطلال خربة، ليغدو اليومَ قطعة معمارية متلألئة بالنور والحياة والفن الرفيع. شاهدتُ المسرحية أمس الأول مع أسرتى، وبعد العرض جلسنا مع النجم ساعةً للحديث، فاكتشفتُ فيه عاشقًا مُتيّمًا بفن المسرح، وليس نجمًا كوميديًّا ومخرجًا كبيرًا وحسب. اشترى «أشرف عبدالباقى» مسرحًا كاملًا متنقلًا، سوف يجوبُ به قرى مصرَ ونجوعَها، لكى يصل بهذا الفن العظيم إلى كل شبر من أرجاء المحروسة، من خارج العاصمة. المسرحُ مدرسة نتعلّم فيها ما فاتنا أن نتعلمه على مقاعد المدرسة. لهذا قال قسطنطين ستانيسلافسكى، قبل قرنين: «أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا». طوبى لصُنّاع الفنون الراقية لأنهم يساهمون فى بناء الأوطان. “الدينُ لله، والوطن لمَن يحترم فنونَ الوطن” (المصري اليوم)

algeriatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا” ”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”



GMT 10:33 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

صندوق أسرار الزمن المعتّق

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria