الجزائر - الجزائر اليوم
أفرزت الجولة الثالثة من دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا خيبة بكل المقاييس بالنسبة للكرة الجزائرية، بعد أن رهن فريقا اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل حظوظهما في التأهل للدور ربع النهائي من أقوى منافسة في القارة السمراء، وبالتالي ستتراجع الكرة الجزائرية خطوة إلى الوراء، مع الفرق الهاوية الإفريقية التي لا تمتلك في غالبيتها الإمكانيات المادية التي تصرفها الكرة الجزائرية على المحليين في الجزائر في دوري عام يجب الاعتراف بضعفه. والاتحاد والقبائل في حاجة إلى ما يشبه المعجزة للتأهل للدور الثاني كما فعل شباب قسنطينة في النسخة السابقة، كأن يفوز القبائل في المباريات الثلاث المتبقية، ويعود الاتحاد بانتصار من الدار البيضاء أمام الوداد، ولكن من شاهد الفريقين في مباراتيهما الأخيرتين الجمعة والسبت يتأكد من كون ذلك من المستحيلات، وعدم تواجد الأندية الجزائرية مع ثمانية أندية في القارة السمراء تنافس على لقب رابطة الأبطال يعني صفعة قوية للكرة المحلية وللدوري الجزائري.
الخيبة الكبرى جاءت من اتحاد العاصمة الذي استقبل بالبليدة فريق ماميلودي سان داونز من جنوب إفريقيا، فالفريق لم يخسر فقط، وإنما قدّم عرضا في منتهى السوء، جعل كل من شاهده يقتنع بوجود لاعبين في الفريق لا يتقنون أبجديات الكرة ومنهم الدفاع مع خيراوي وحمرة، كما أن المدرب بلال دزيري عجز عن رسم تكتيك يلعب به الفريق، فهو للمباراة الثالثة يخسر النقاط في الشوط الثاني، وتنهار الحالة البدنية للفريق، الذي صار في مركز ثالث بنقطتين، بينما يتواجد الوداد في المركز الثاني بخمس نقاط، ويتربع على القمة سان داونز بسبع نقاط.
رفقاء الحارس المخضرم زماموش لعبوا بطريقة مسيئة للكرة الجزائرية وفي بعض الأحيان لا يتمكن لاعبوه حتى من إخراج الكرة من منطقتهم بطريقة سليمة، وإذا كان المدافع خيراوي هو من أهدى الفوز للفريق الجنوب إفريقي، فإن البقية كانوا دون المستوى ومنهم كودري الذي لم يقدم لا تمريرة ولا قذفة واحدة مؤطرة، أما المهاجمون فكانوا غائبين، وتجرّع الأنصار الذين سافروا إلى البليدة في يوم بارد جدا المرارة، وعلموا بأنهم لا يملكون فريقا ولا طاقما فنيا في مستوى ما كان عليه الاتحاد الذي فقد الكثير من اللاعبين الذين احترفوا في الخارج ومنهم بلايلي في السعودية وعبد اللاوي في سويسرا ودرفلو في هولندا وبن غيث في تونس، وحتى أسطوانة المشاكل المالية التي يتحدث عنها اللاعبون غير مقبولة وكان الأجدر بالفريق الانسحاب من المنافسة من الأول بدل صرف مزيد من الملايير على السفريات الخارجية ومنها السفرية القادمة إلى جنوب إفريقيا ثم البكاء على المال، حتى لا يقدم الفريق هذا الوجه الشاحب وهو الذي وصل نهائي رابطة الأبطال في سنة 2015 فقط.
ولم تكن صورة شبيبة القبائل أحسن من الاتحاد، فالفريق لا يتقن سوى الدفاع خلال الشوط الأول، وكما سقط في تونس أمام الترجي سقط أيضا في المغرب بالضربة القاضية أمام الرجاء البيضاوي، ورهن رفقاء بلايلي حظوظهم بفريق متوسط المستوى، ما جعل الفرنسي فيلود يطالب رئيس النادي ملال بمهاجم كبير يثير الرعب في دفاع المنافس، أما التشكيلة الحالية فهي عقيمة حيث لا تصنع الفرص أصلا فما بالك تجسيدها، وشاهد أنصار الكناري بمرارة أداء فريقهم في المغرب من خلال اللعب في وسط الميدان فقط، ولولا تخوف الرجاء من اسم الشبيبة طوال الشوط الأول وليس من أداء لاعبيها لانتهت المباراة بنتيجة ثقيلة جدا، وقد يكون الحارس بن بوط وحده من يستحق ارتداء قميص الألقاب والتتويجات للشبيبة، التي عادت أخيرا إلى دوري أبطال إفريقيا وقد تغادر بسرعة للأسف.
الملاحظ في أداء الشبيبة والاتحاد هو ضعف هجومهما الذي لم يسجل معا في المباريات الست الإفريقية لحد الآن سوى ثلاثة أهداف، واستقبل الدفاع ستة أهداف، كما أن فريقي تونس الترجي والنجم الساحلي أشركا معا ستة لاعبين جزائريين هم بن ساحة وشتي وبن غيث وبدران من جانب الترجي التونسي وعريبي وبوخنتوش من جانب النجم الساحلي، بينما لعب الاتحاد والشبيبة بمئة بالمئة من اللاعبين المحليين الجزائريين.
الملاحظة البارزة في الأفواج الأربعة لرابطة الأبطال هو أن كل الأندية المنتمية إلى العالم العربي تتواجد في المقدمة إلا المنتمية إلى الجزائر، ففي الفوج الأول نجد مازامبي متبوعا بالزمالك، وفي الفوج الثاني ثلاثي في المقدمة هو النجم الساحلي والأهلي المصري وهلال أم درمان بست نقاط، وفي الفوج الثالث يتبع ماميلودي الوداد البيضاوي من المغرب، وفي الفوج الرابع يتربع الترجي التونسي على القمة بسبع نقاط متبوعا بالرجاء المغربي بينما يتواجد الاتحاد والقبائل في المراكز ما قبل الأخيرة في فوجيهما الثالث والرابع.
قد يهمك ايضا:
أندية الدوري الإيطالي تتصارع على خدمات الجزائري إسحاق بوصوف
المنتخب الجزائري يُتوج في دورة اتحاد شمال إفريقيا للكرة لأقل من 21 سنة