هيمن بايرن في السنوات الأخيرة في الملاعب الألمانية، كما برز على الصعيد الأوروبي. ويسعى الفريق لمواصلة احتكاره لبطولة الدوري وللبقاء ضمن فرق النخبة على الصعيد الأوروبي. فهل ينجح في ذلك ويزيد من رصيده في الأرقام القياسية؟
أنهى بايرن ميونيخ موسم ذهاب منافسات البوندسليغا، حاملا معه لقب "بطل الخريف". ولاشك أن الفريق البافاري استحق هذا اللقب بجدارة، وأبرز دليل على ذلك نتائجه، فهو يملك في رصيده 46 نقطة، حصل عليها خلال 17 مباراة. فاز في 15 منها وخسر في واحدة وتعادل مرة.
قد ترضي ظاهرة انفراد الفريق البافاري بالصدارة عشاقه وإدارته، إلا أن الكثير من المراقبين الرياضيين ينتقدون هذه الظاهرة، على اعتبار أن بقاء بايرن في الصدارة بفارق كبير عن منافسيه، يغيّب عنصر الإثارة والتشويق عن منافسات الدوري الألماني.
ففريق دروتموند في المركز الثاني، لكنه لا يشكل خطرا كبيرا على بايرن، فهو يملك 38 نقطة في رصيده، أي بفارق 8 نقاط عنه. أما صاحب المركز الثالث هيرتا برلين فلديه 32 نقطة.
صحيح أن فريق مونشغلادباخ هو الوحيد الذي ألحق بالبافاريين الهزيمة، في دور الذهاب، لكنه يبقى في المركز الرابع برصيد 27 نقطة. وهذا يبين مدى تفوق بايرن على بقية الفرق.
صاحب الأرقام القياسية
ما زال بايرن ميونيخ صاحب الأرقام القياسية في عدد مرات حصوله على بطولة الدوري الألماني، البوندسليغا، وعددها (25 مرة) وعلى بطولة كأس ألمانيا (17 مرة). كما أنه الفائز بدرع البوندسليغا في المواسم الثلاثة السابقة. وهويأمل أن يفوز بالدرع في الموسم الحالي أيضا، فيكون أول فريق ألماني فاز ببطولة البوندسليغا 4 مرات متتالية.
وفي مسابقة كأس ألمانيا بلغ بايرن الدور ربع النهائي، وفوزه في مباراته القادمة على مستضيفه فريق بوخوم (من فرق الدرجة الثانية) متوقع، ما يسمح له ببلوغ الدور النصف النهائي في هذه المسابقة، ليبقى أمامه فوز واحد قبل بلوغ المباراة النهائية.
تألق النادي البافاري أوروبيا
قديما كانت هناك بطولة أوروبية مهمة تجمع الفريق الكبيرة، وكانت تدعى "بطولة الأندية أبطال الدوري". فاز بايرن ميونيخ بالمركز الأول فيها في 3 سنوات متتالية 1974 و1975 و1976 وكان الفريق يضم نجوم المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم 1974: بيكنباور، وأولي هونيس، وغيرد مولر وبول برايتنر وحارس المرمى سيب ماير. ثم تراخى الفريق على صعيد الصدارة الأوروبية التي تحولت بطولتها إلى "التشامبيونز ليغ"، إلى أن عاد إليها في أواخر التسعينات بقيادة مدربه العتيد أوتمار هيتسفيلد، فخسر المباراة النهائية سنة 1999 أمام مانشستر يونايتد في الوقت بدل الضائع وفاز باللقب في 2001.
وفي السنوات الخمس الأخيرة اعتاد الفريق البافاري أن يصل إلى المربع الذهبي في هذه البطولة. فاز باللقب 2013 بقيادة المدرب القدير يوب هاينكس، ومعه بلغ النهائي في الموسم الذي سبقه 2012 وخسر اللقب لصالح تشيلسي. كما بلغ المباراة النهائية 2010 (المدرب فان خال) وخسرها أمام انتر ميلانو.
بهذه النتائج يبقى بايرن ميونيخ ضمن دائرة النخبة الأوروبية أيضا، إلى جانب برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، ومتقدما إلى حد ما على الفرنسي باريس سان جرمان، والانكليزي مانشستر سيتي، والإيطالي يوفنتوس الذي يحاول أن يستعيد أمجاده.
ومؤخرا تساءل البعض: المدرب الإسباني بيب غواديولا سيرحل عن الفريق في نهاية الموسم الحالي. فهل سيتأثر أداء البايرن؟ قد يؤثر ذلك في نتائجه، لكن ليس فيما يخص طموحاته. بل ويرى بعض المراقبين الرياضيين عنصرا إيجابيا، إذ سيبذل غواديولا كل ما لديه من أجل أن يخرج من النادي من الباب الواسع، محمولا على الأكتاف مشيعا بعبارات الوداع اللطيفة. وإذا كان أمر الفوز بدرع البوندسليغا شبه محسوم بتقدمه على أقرب منافسيه (بوروسيا دورتموند) بـ 8 نقاط. وإذا كان الفوز بكأس ألمانيا محتملا وممكنا، فإن المنافسة الأوروبية حادة في الموسم الحالي، خصوصا وأن مباراة بايرن القادمة ستكون مع يوفنتوس الإيطالي.
لكن النادي البافاري تعاقد مع الإيطالي القدير كارلو أنشيلوتي من أجل البقاء في دائرة الأضواء. ويملك الفريق مجموعة لاعبين دوليين أصحاب خبرة في كل الصفوف. وبحسب آخر تصريحات أنشيلوتي "قد يكون النجاح المتتالي عنصرا يدعو إلى الاسترخاء، وواجب المدرب المحافظة على الرغبة في الفوز".
وقد لقي أنشيلوتي الدعم الكامل، من إدارة النادي ومن جمهوره ومن لاعبيه أيضا. وقيل فيه كلام إيجابي آخره من أريغو ساكي -مدرب ميلان عندما كان أنشيلوتي لاعبا في صفوفه- ونشره موقع "بيلد" الألماني، إذ قال: "يستطيع أنشيلوتي الفوز حتى بفريق مكون من 11 حارس مرمى".