وابور الجاز
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

وابور الجاز

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - وابور الجاز

عمار علي حسن

مع ضُحى كل جمعة، يجلس «شعبان» صامتاً بين بوابير الجاز. ينفخ فى هذا لتسليك الفونية المسدودة حتى يندفع الكيروسين إلى أعلى فيشتعل، ويلحم هذا بالقصدير ليسد ثقباً صغيراً يجعل الوابور يفرغ الهواء فلا يزهر باللهب، ويُقيم أرجل هذا بعد أن تآكل أو كُسر رأسه فيجبرها أو يغيرها مما يوجد معه من قطع غيار مستعملة أو جديدة، نائمة فى قلب الصندوق الذى يحمله على ظهره كل أسبوع قادماً من مدينة المنيا إلى قرية الإسماعيلية. يجلس والعيال يتحلَّقون حوله وعيونهم معلقة بيديه اللتين تعملان فى دأب، والدهشة تكسو وجوههم وكأن «شعبان» يخترع ما لم يصل إليه أحد من العالمين. طالما رأوا الفلاحين يضربون بالفؤوس والمناجل، ويلفون الطنبور فتتدفق المياه إلى زروعهم العطشى. ويرون النجار وهو يشق جذوع الشجر بمنشاره ويقطع بقادومه ويدق بشاكوشه. ويعرفون المذراة التى تفصل القمح عن التبن. هذا كله أصبح عادياً لهم. أما ما يفعله «شعبان» فهو جديد وغريب عليهم. على المصاطب فى المساءات الرائقة يأتى الناس على ذِكر «شعبان» كثيراً. يقولون: إنه طالب فى المدرسة الفنية الصناعية، مات أبوه وترك له أختاً تكبره وتدرس بمدرسة التجارة، ويعول نفسه وإياها. ستة أيام فى المدرسة، ويوم واحد للعمل، يلملم فيه بعض قروش الفلاحين الكادحين ويعود إلى البندر. - والله بطل. - شاب محترم. - يأكل لقمته بالحلال. - كان يمكن أن ينحرف فيصبح نشالاً، لكنه سيكمل تعليمه ويجد وظيفة. هكذا كان يقال عن «شعبان» فى ليالى السمر أو خلال فترة الراحة القصيرة التى تتوسط ساعات الكدح فى الحقول تحت الشمس الحارقة. ظهور «شعبان» فى قريتنا جعل «الكانون» فى خبر كان. كل امرأة ضغطت على زوجها ليشترى لها وابوراً بدلاً من نار الخشب التى تزجى دخاناً يكتم الصدور ويلهب العيون. ومع الأيام صارت بعض الفلاحات يحملن البوابير إلى الحقول فنجت الأشجار من التقليم الجائر. تقدمت الاختراعات فصنع الصناع «وابور الشرائط» وكانت أعطاله أقل فتضاءل رزق «شعبان»، لكنه كان يأتى كل جمعة ويجلس فى مكانه المعتاد صامتاً ويداه الملطختان بالهباب لا تكفان عن العمل. وفى يوم تزوجت ابنة شيخ البلد، فأحضر لها أبوها موقداً اسمه «البوتاجاز» له أربع عيون تشتعل فى وقت واحد، ومعه أنبوبة كبيرة، كان خادمهم يذهب كل شهر ليملأها بغاز البوتاجاز من البندر. بعدها اشترطت الأمهات على خُطَّاب بناتهن أن يكون البوتاجاز أول قطعة فى جهاز العروس. وهكذا راحت البوابير تتناقص فتناقصت زيارات «شعبان» لبلدنا، لتصبح مرة واحدة كل شهر. يأتى فيجلس فى مكانه من الضحى حتى قدوم الليل ثم يذهب. وقيل إنه حصل على الدبلوم وعمل فى وظيفة بمصلحة الكهرباء، وأخته توظفت بمجلس المدينة، لكنه يواصل إصلاح البوابير ليحسن دخله، لكن أين البوابير؟ جاء يوم وجلس مكانه، لكن أحداً لم يأتِ له بشىء حتى حل المساء. وراقبته العجوز التى يسند ظهره إلى حائط بيتها المتداعى، وحزنت لحاله. وقبل أن ينهض من قعدته الطويلة جاءت وفى يدها كيس بلاستيكى به كيزان ذرة خضراء، وقالت له: - بدلاً من أن تعود ويدك خالية. اعتذر لها، لكنها أصرت، فأخذ الكيس ومضى صامتاً. بعدها لم يظهر أبداً. ومع انتشار البوتاجاز فى كل البيوت غارت سيرته، ولم يعد أحد يتحدث عن كفاحه فى ليالى السمر، ولا أوقات الراحة بين ساعات الكدح فى الحقول. ذهبت ذكراه مع وابور الجاز إلى الأبد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وابور الجاز وابور الجاز



GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria