البرازيل ـ أ.ف.ب
عندما أطلق ليونيل ميسي تسديدته الساحرة في الوقت القاتل من مباراة ايران وقادت بلاده الى الدور الثاني لمونديال البرازيل 2014 لكرة القدم وجه رسالة لكل من يعنيه الامر: "أنا هنا!".
وشكك كثيرون بقدرة أفضل لاعب في العالم 4 مرات في الارتقاء إلى مستوى الحدث العالمي الكبير على غرار الأسطورتين البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا، لكن ما قام به "برغوث" برشلونة في مباراتين، على الأقل من حيث الارقام، كان كافيا للتذكير بأن "العبقري" يمهد لما هو أعظم في المباريات المقبلة.
كان مدربه اليخاندرو سابيلا أول المبادرين للإشادة بمن سجل هدفي الفوز أمام البوسنة والهرسك وايران في الدور الاول: "لحسن حظنا أن ميسي أرجنتيني، إنه عبقري. فرضت ايران رقابة لصيقة عليه، لكن بفضل المثابرة والصبر بحث دوما على التسجيل. لم يستسلم أبدا ونجح في مسعاه. لقد طاردوه طوال الوقت، وكرته الاخيرة لم يكن أحد قادراً على صدها حتى لو وقف حارسان بين الخشبات".
وخضع ميسي للمراقبة 89 دقيقة وتعرض لثلاثين خطأ لكنه قادر بلمحة قاتلة على سحب فريقه من عنق الزجاجة وإعادته على رأس قائمة المرشحين لإحراز اللقب، وهو ما لم يتمكن نجوم كبار من القيام به في النسخة الحالية.
قال مبتهجاً بعد الهدف: "كان صعباً علينا ايجاد ثغرة والجو حار، عندما استلمت الكرة هاجمنا جميعا، فكنت سعيدا بتلك التسديدة. سمعت الناس تصرخ وتضحك فكانت لحظة مبهجة".
من كان ليجرؤ ويعلن أمام الملايين في كاس العالم أن خطة مدربه 5-3-2 لا تناسبه ؟ فيعود المنتخب الذي بني على قياسه ليطبق لعبا هجوميا مفتوحا بطريقة 4-3-3، ويكون الشاب القصير مرتاحا وراء صديقه سيرخيو اجويرو وجونزالو هيجواين الذي رحب صانع الالعاب بالانضمام اليه في برشلونة.
حتى تبرير سابيلا لانتفاضة ميسي خارج غرف الملابس لم يكن مقنعاً: "سبق لميسي أن صرح أكثر من مرة أنه يحب اعتماد اسلوب 4-3-3. لم يقل أي شيء جديد، وعلى أي حال فقد أبدى رأيه باحترام وهذا الامر لا يزعجني. نعيش في جو من الألفة والجميح يحترم الجميع، هناك روح عالية ضمن صفوف الفريق".
العودة إلى سجل ميسي التهديفي الغزير في برشلونة، لا تدهش من رآه يسجل هدفين في البوسنة وايران، لكن ابن روزاريو يبحث منذ عام 2006 عندما كان احتياطيا في تشكيلة "البي سيليستي" الى سحب تألقه مع الفريق الكاتالوني الى الساحة العالمية، فسجل في مباراتين حتى الان أي اكثر من مشاركتيه السابقتين في 2006 و2010.
ألقاب اشادات وجوائز فردية لا تعد ولا تحصى، هطلت على ابن السادسة والعشرين في السنوات الماضية اثر تألقه مع برشلونة، وبرغم مشاركته في تشكيلة الارجنتين الذهبية في اولمبياد بكين 2008، إلا ان النجاح في كوبا اميركا وكاس العالم لم يحالفه الحظ.
لا يمكن لأي عاقل ان يشكك في نوعية، قدرة وبراعة ميسي، بعد تحليقه ببرشلونة الى القاب الدوري المحلي، دوري ابطال اوروبا، لكن نجمة المونديال تبقى الاغلى من بين نواقص خزانة ميسي المدججة.
شارك مرتين قبل هذا المونديال حتى الان برغم صغر سنه، في الأولى لم يحصل على فرصة حقيقية اذ كان بديلاً في 2006 وسجل مرة في شباك صربيا ومونتينيجرو، وفي الثانية خرج مع زملائه بطريقة صادمة امام المانيا تحت اشراف مارادونا من دون ان يسجل اي هدف.
وتحتاج الارجنتين الى تعادل مع نيجيريا لتضمن حسابيا صدارة المجموعة السادسة وتفادي مواجهة فرنسا في في الدور الثاني، ومن أفضل من ميسي ليستمتع بمباراة من دون ضغوط ويطارد الشباك مرة ثالثة متتالية ويقول مجددا "أنا هنا!".
أرسل تعليقك