ربما لا تذكر معظمهن، ولكنهن نجمات تركن علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية، وشكلن جزءًا كبيرًا في تكوين شخصيات ملايين المشاهدين ليس فقط على مستوى مصر ولكن على مستوى العالم العربي إذ تحظى السينما المصرية خاصة أفلام الأبيض والأسود بمشاهدة كبيرة على المستوى العربي.
المرأة ليست دائمًا جميلة، والأم ليست دائمًا حنونة وديعة، الحياة مليئة بالنماذج ودور المبدعين القائمين على صناعة السينما إبراز كل ما تلتقطه أعينهم من نماذج سواء كانت إيجابية أو سلبية، واختيار النجمة التي تؤدي دور سيدة غير عادية لا هي بطيبة ولا حنونة بل هي متسلطة، متحكمة، شريرة شرسة، وبالأحرى "مفترية".
نجمة إبراهيم
هي الأشهر بين كل النجمات اللائي تخصصن في أدوار الشر، لم تقف حدود موهبتها عند دور مرأة استغلالية تريد زواج ابنتها من عريس صاحب ثروة أو ما شابه، ولكن صاحبة الصوت القوي التي كانت ترغب في أن تحترف الغناء في بداياتها، جسدت أبرز أدوار الشر النسائية في السينما، هي صاحبة دور "ريا" في فيلم "ريا وسكينة"، زعيمة العصابة في فيلم "جعلوني مجرمًا"، نجمة إبراهيم التي أصيبت بالعمى في شيخوختها كانت نظراتها الحادة وعيناها المخيفتان كفيلتين بإرعاب أجيال كاملة لبراعتها في تجسيد أدوار الشر.
زوزو نبيل
على الرغم من أن الفنانة زوزو نبيل تعددت أدوارها ما بين الطيبة والشريرة، إلا أنها أبدعت في أداء أدوار الأم اللعوب الشريرة في عدد كبير من أعمالها.
نعيمة الصغير
المرأة الشرسة، لا يذكر لها الجمهور ولو دور لشخصية طيبة، الفنانة التي بدأت كمنولوجيست ملامحها الغليظة جعلتها تنحصر في أدوار الحماة المتسلطة أو الأم المتعجرفة، ولعل من أبرز الأدوار التي أدتها الفنانة نعيمة الصغير دور "نازلة" حماة محمود عبد العزيز في فيلم "الشقة من حق الزوجة".
زوزو حمدي الحكيم
على الرغم من أن زوزو حمدي الحكيم كانت ملهمة الشاعر الكبير إبراهيم ناجي فكان يذوب فيها عشقًا إلا أنها أمام الكاميرا أدت أدوار الشر ببراعة، واشتهرت بأداء شخصية "سكينة" شقيقة "ريا".
عايدة عبد العزيز
من أبرز النجمات اللائي برعن في تجسيد أدوار الشر، عقب إنهاء دراستها عملت في بوزارة التربية والتعليم كمشرفة على تدريب الفرق المسرحية بالمدارس، في عام 1962 سافرت إلى لندن مع زوجها الفنان أحمد عبد الحليم لاستكمال دراسته العليا في التمثيل والإخراج فحصلت على دورة تدريبية في الحركه المسرحية والصوت، وجسدت العديد من الأدوار القوية، أهمهم دورها في فيلم "النمر والأنثى".
زوزو ماضي
كانت بارعة في تجسيد دور الأم الأرستقراطية القاسية، أحيانا تقدم المرأة اللعوب التى تخطف الرجال، أو القوادة التى تسعى وراء المكاسب المادية، أو الزوجة الخائنة، وعندما كبرت فى السن أصبحت تقدم دور الحماة الشريرة أو زوجة الأب القاسية، ومن أشهر أفلامها التى جسدت فيها تلك الشخصيات الأسطى حسن، سيدة القصر، والطريق المسدود.
علوية جميل
ذات الأصول اللبنانية انضمت إلى فرقة "رمسيس" مع يوسف وهبي عام 1925 وكان عمرها خمسة عشر عامًا، واستمرت بعد ذلك بتقديم أعمال على المسرح وشاركت بالعديد من الأعمال المسرحية أهمها دورها المخيف في مسرحية "راسبوتين"، ولقبت برائدة المسرح في مصر.
سامية رشدي
هي تاجرة الرقيق في فيلم "رابعة العدوية" مع نبيلة عبيد وعماد حمدي، التي تحتال على البطلة لاستغلال جمالها في جني المال، وهي المغنية الحقودة على نجاح وردة في "ألمظ وعبده الحامولي"، ويبقى النمط الأكثر ارتباطاً في أذهان المشاهدين بسامية رشدي، دور الأم التي تسعى إلى إفشال علاقة ابنتها بحبيبها وتزويجها قسرًا من آخر أكثر ثراءً، في فيلمي "سر طاقية الإخفاء" مع زهرة العلا وعبدالمنعم إبراهيم، و"سواق نص الليل" مع فريد شوقي وهدى سلطان.
ميمي شكيب
"أمينة شكيب" التي بدأت حياتها الفنية مبكرًا في فرقة نجيب الريحاني، تجاوز رصيدها من الأفلام أكثر من 150 فيلمًا، برعت في دور المرأة الأرستقراطية المتسلطة المادية المستغلة، ميمي شكيب نالت شهرتها الأكبر بعد القبض عليها في أكبر قضية دعارة والتي عرفت باسم قضية "الرقيق الأبيض" في منتصف السبعينات، ورغم تبرئة ميمي من القضية، إلا أن الاتهامات ظلت تلاحقها في عملها وفي حياتها الشخصية، فابتعدت الأضواء عنها لفترة طويلة، فلم تتحمل نفسيتها، بعدما عاشت سنوات في محنة مادية انتقلت إلى مصحة نفسية، ظلت فيها لعدة شهور، حتى تم قتلها بإلقائها من شرفة شقتها يوم 20 مايو عام 1983، ولم يتم الكشف عن قاتلها حتى الآن.
زوزو شكيب
النصف الثاني من الثنائي الذي أطلقت عليه الصحافة المصرية قديمًا لقب "الشكيبتان" هي وأختها ميمي شكيب، اشتهرت بأدوار المرأة اللعوب الشريرة، بالإضافة إلى دور زوجة الأب القاسية، ومن المعروف عنها أنها قبل وفاتها بشهور شاركت ببروفات مسرحية "إنها حقاً عائلة محترمة" مع الفنان فؤاد المهندس، إلا أنها توفيت في 14 سبتمبر عام 1978، وحلت الفنانة أمينة رزق محلها في المسرحية.
أرسل تعليقك