وقعت شركة "بوينغ" على اتفاق بقيمة 6.6 مليون دولار لتصميم مكوك صغير يمكن استخدامه في إطلاق الأقمار الصناعية العسكرية، ويحتوي على برنامج قصير للتجريب.
ومن المقرر إطلاق المكوك الصغير عام 2019 لاختباره للمرة الأولى، ويؤمل أن تستطيع الطائرة الصغيرة إطلاق قمر صناعي صغير يمكنه مواجهة التهديد المتزايد من الأسلحة الفضائية الروسية والصينية.
وكشف الذراع البحثي العسكري "DARPA" الذي يقود المشروع، أنَّ المكوك الصغير XS-1 يمكنه خلق نظام جديد من الروتين والاستجابة للعمليات الفضائية وبأسعار معقولة، وفي ظل عصر انخفاض الموازنات وتزايد الخصوم، تعد القدرات المتطورة التي تصل سريعا إلى الفضاء وبأسعار معقولة أمرًا بالغ الأهمية للأمن القومي والاقتصادي".
ويعتبر "XS-1" وسيلة تشبه الطائرة ويمكنها الطيران إلى حافة الغلاف الجوى للأرض ودفع الأقمار الصناعية الصغيرة إلى المدار، ثم الهبوط وإعادة التزود بالوقود لحمل قمر صناعي آخر والإقلاع مرة ثانية في غضون 24 ساعة، وعلى الرغم من التكتم على تفاصيل العقد الأخير، أوضح إعلان الصفقة أنَّ شركة "بوينغ" في كاليفورنيا مُنحت 6.587.447 دولار إضافة إلى منحة سابقة لتنفيذ برنامج المكوك الصغير التجريبي "XS-1".
وستستمر المهام الإضافية المعروفة باسم المرحلة "IB" في تطوير مفهوم "XS-1" مع تثبيت عناصر التكنولوجيا الأساسية المحددة وتخفيف المخاطر ووضع خطة تقنية للترقية، فضلًا عن أداء العديد من المهام، وبعد زيادة مرحلة "IB" تزيد الفائدة الاسمية التراكمية للاتفاق من 10 مليون دولار إلى 16.587.447 دولار.
ومن المقرر أن تكمل شركة "بوينغ" تصميم "XS-1" واختباراته التكنولوجية الأساسية قبل شهر آب/ أغسطس 2016، وتريد "DARPA" أن يؤدي "XS-1" اختبارات واقعية في موعد أقصاه عام 2019، وبعدها قد تفرر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بناء "XS-1s" للاستخدام العادي.
وصرَّح مدير "فانتوم" لاستكشاف الفضاء في شركة "بوينغ" ستيف جونستون، بعد الكشف عن تمويل المشروع، أنَّ "تطوير مركبة يمكنها حمل الحمولات الصغيرة بسعر معقول يعد من أولويات العمليات المستقبلية لوزارة الدفاع الأميركية، حيث جمعت "بوينغ" بين الخبرة في تطوير أنظمة الإطلاق وإعادة استخدام المركبات الفضائية، في ظل خبرة غير مسبوقة في تطوير وتطبيق منظومات النقل الفعالة بتكاليف أقل".
وأضاف: "في البداية منحت الشركة 4 ملايين دولار في عقد التصميم الأولي للعمل في المرحلة الأولى من مركبة الإطلاق التي تستطيع حمل الحمولات الفضائية الصغيرة التي يتراوح وزنها من 3000 إلى 5000 باوند (1.361 كيلو غرام حتى 2.268 كيلو غرام) نحو المدار الأرضي المنخفض.
وأوضح مدير برنامج "XS-1" ويل هامبتون، أنّ "التصميم يسمح بتنفيذ المرحلة الثانية والخاصة بحمل الحمولات الفضائية على ارتفاع كبير ونشرها في الفضاء، ثم يعود المكوك بعدها إلى الأرض حيث يتم تجهيزه سريعا للرحلة المقبلة، من خلال تطبيق مبادئ التشغيل والصيانة المماثلة لطائرة حديثة".
وأشار هامبتون إلى أنَّ "بوينغ" تسعى بالاعتماد على التقنيات المبتكرة إلى استخدام مفهوم كفاءة البنية التحتية وتحسين الفترة الزمنية المستغرقة لإعادة إطلاق المركبة للبعثات اللاحقة".
وترغب "DARPA" في أن تكون المركبة الفضائية الجديدة قادرة على دعم اثنين من الأقمار الصناعية في الفضاء يوميا لمدة 10 أيام بتكلفة أقل من 5 ملايين دولار للرحلة، وقد صممت الطائرة الجديدة بحيث تكون أكبر من الطائرة الروبوتية X-37B التي بنتها شركة "بوينغ" للقوات الجوية.
وشاركت Masten Space Systems و Northrop Grumman في إعداد مخططات وتصميمات المركبة XS-1، ومنحت DARPA الشركات الثلاث 4 ملايين دولار لكل شركة لتنفيذ هذا التصميم الأولي، واستعانت شركة "بوينغ" بشركة "Blue Origin" في تصنيع محرك المركبة، ويعتقد بأنها ستعتمد على Blue Origin's BE-4 لتشغيل المركبة XS-1، وتستطيع BE-4 إنتاج أكثر من نصف مليون باوند من قوة الدفع .
وفي وقت سابق هذا العام تم التقاط صورة لطائرة سلاح الجو الأميركية السرية "X-37B" بواسطة كاميرا لفريق علماء من هواة الفلك، وتم إطلاق هذه الطائرة من دون طيار من United Launch Alliance Atlas V في 20 أيار/ مايو في مهمتها الرابعة، إلا أن تفاصيل الرحلة لا تزال سرية، وتوضح صورة الطائرة رؤية جديدة لأنشطة المركبات الفضائية، مما يثير تكهنات بكون طائرة "X-37B" طائرة تجسس.
وبيّن كريغ روبيرتس بعد تتبعه لطائرة "X-37B"، أنَّها "كانت في مدار أقل من المعتاد مما سبب لنا خلطًا لبرهة، حيث اعتقدت بأن هذا ربما يكون المدار القياسي للتشغيل، كما أن درجة الميل كانت أقل من ذي قبل"، والتقطت صورة للطائرة في ثانيتين بعد ملاحظتها لمدة أسبوعين بعد إطلاقها".
ويذكر أن درجة ميل الطائرة كانت بمقدار 38 درجة وهو الحد الأدنى لبرنامج الطائرة "X-37B" حيث كانت المهمة الأولى تحلق بميل مقداره 40 درجة، وكانت الطائرة في الحد الأدنى للانخفاض (198 مل) أما الانخفاض السابق فكان (205 مل)، وقد يكون هذا الارتفاع المنخفض دلالة على وجود اختبار لتكنولوجيا الدفع الجديدة، وربما تكون الطائرة في مهمة تجسس إلا أن نظريات أخرى اقترحت أنها قد تكون مهاجم فضائي أو تستخدم للتحقيق سريًا في مهمة لإخراج أقمار تجسسية.
ويمكن القول إنَّ مركبة الاختبار تلك مصممة للدوران حول الأرض ثم الهبوط مثل مكوك ناسا القديم، وفي حين ما زالت حمولتها الرئيسية غامضة، إلا أن وكالة ناسا كشفت الشهر الماضي عن وجود مواد تجريبية على متنها، وتقوم جمعية الدراسات الكوكبية بوضع علامات في أعقابها مع تجريب الإبحار الشمسي، ويطلق عليه " LightSail"، حيث يتم استخدام نظام الدفع التي يعتمد على الضغط من الفوتونات من الشمس، وهي طريقة تقنية تعرف باسم تقنية الإبحار الشمسي.
كما أن الطائرة الفضائية تدار بشكل آلي دون وجود أي شخص على متنها، كما أنها قابلة لإعادة الاستخدام، ويبلغ طولها 29 قدمًا حوالي ربع حجم مكوك ناسا " X-37B" والذي استمر لرحلة طويلة مدتها 675 يومًا وهبط في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ولا توجد تصريحات رسمية بشأن وقت بقاء المكوك الفضائي الجديد، إلا أن بعض التقارير تقترح أنه سيعود إلى الأرض في منتصف إلى أواخر عام 2016.
وفي كشف غير مسبوق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الشهر الماضي بعض التفاصيل حول المهمة الرئيسية ل X-37B، حيث قال المتحدث باسم سلاح الجو كريس هويلر "نحن نقوم بالتحقق من نظام الدفع التجريبي في المهمة الرابعة ل X-37B، وسيقوم مكتب سلاح الجو باستضافة عدد من المواد على متن X-37B حتى تقوم ناسا بدراسة متأنية لتلك المواد في البيئة الفضائية"، وأضاف أنه لا يمكن تحديد مهمة المركبة، إلا أنها تعزز تطوير مفهوم عمليات مركبات الفضاء المعاد استخدامها.
وكشف موقع Spaceflightnow.com"" المزيد من التفاصيل عن الرحلة التي توصف ب "اختبار الدفع الكهربائي"، وأوضح مسؤولون أنها تهدف إلى تحسين أداء الوحدات عالية التردد "AEHF" على متن المركبة الفضائية، علمًا أن قوة الدفع في الأقمار الصناعية عالية التردد 4.5 كيلو وات وتستخدم الكهرباء و"xenon" لإنتاج قوة الدفع لنقل الأقمار الصناعية إلى الفضاء، وتكمن فائدة استخدام الدفع الكهربائي في أن وقود الزينون يزن أقل بكثير من الهيدرازين التقليدي " traditional hydrazine".
ويمكن أن تساعد هذه التكنولوجيا في تطوير تقنيات للتحكم في الأقمار الصناعية بدقة أفضل، ومع ذلك يدعي الخبراء أن تكرار مناورة القوة الدافعة من المحتمل أن تكون جزءًا صغيرًا من مجموعة المهام الحقيقية للمركبة.
وذكر أحد الخبراء السابقين، أنَّ الطائرة من دون طيار من المرجح أن تستخدم لاختبار التقنيات التي من شأنها زيادة قدرات التجسس للولايات المتحدة، وأضاف الخبير الأمني في اتحاد العلماء الأميركيين ستيفين أفترغود، أنَّ حكومة الولايات المتحدة لديها شغف للحصول على المعلومات، وبالرغم من قوية أقمارنا الصناعية وذكائها إلا أن لديها حدودها وأبرزها القيود المفروضة من قبل المعايير المدارية، إنه أمر معقول أن تقدم طائرة تجسسية براعة جديدة في استطلاع سماء المنطقة.
وانطلقت الطائرة من دون طيار X-37B والمعروفة باسم "Orbital Test Vehicle" إلى المدار بواسطة صاروخ، لكنها هبطت باستخدام المدرج مثل الطائرات العادية، وتعد المركبة صغيرة لحمل الناس على متنها، ولكنها تضم عنبرًا للشحن في حجم الشاحنة الصغيرة وهي كافية لحمل قمر صناعي صغير، وقد تأرجح البرنامج X بين العديد من الوكالات الفيدرالية وبينهم وكالة ناسا منذ عام 1999.
وظلت الطائرة في الفضاء لمدة 674 يومًا وهي مدة أطول من الرحلتين السابقتين بكثير، حيث استمرت إحداهما 225 يومًا واستمرت الأخرى 469 يومًا، وأطلقت المهمة الأولى للبرنامج في شهر نيسان/ أبريل 2010 وهبطت في شهر كانون الأول/ ديسمبر، أما الرحلة الثانية فأقلعت في آذار/ مارس 2011 وعادت إلى الأرض في حزيران/ يونيو عام 2012.
ووفقا لشركة "بوينغ" المصنعة للمركبة "X-37B"، فتعمل الطائرة الفضائية في مدار منخفض للأرض ما بين 110 و500 ميل فوق سطح الأرض، وبالمقارنة فإنَّ محطة الفضاء الدولية تدور في حوالي 220 ميلًا (350 كيلو متر).
أرسل تعليقك