عرف صانع الألعاب لزهر حاج عيسى (34 سنة) كيف يواصل مسيرة التألق من بوابة فريقه الأصلي مولودية باتنة، متجاوزا لعنة الإصابات التي أخلطت حساباته في السنوات الأخيرة، بعد الذي حدث له مع مولودية الجزائر مباشرة بعد عودته من تجربة احترافية في الخليج مع القادسية الكويتي، وكذا تلقيه إصابة في منتصف موسم 2016-2017 بألوان شباب باتنة، حيث اكتشفت الجماهير الكروية حاج عيسى مجددا في القسم الثاني هواة، وهو الذي بات يصنع الحدث بألوان البوبية للموسم الثاني على التوالي.
اكتشفت الجماهير الكروية مجددا البصمة الفنية السحرية لصانع الألعاب لزهر حاج عيسى، حيث صنع الفارق لمصلحة فريقه مولودية باتنة خلال الداربي الأوراسي أمام الجار شباب باتنة، بفضل مراوغاته وتمريراته الحاسمة، مثلما حدث في لقطة الهدف الأول الذي وقعه زميله فول، ما يجعله قطعة أساسية في تشكيلة البوبية للموسم الثاني على التوالي، علما أنه ساهم بشكل فعال في مغادرة المولودية الباتنية جحيم بطولة ما بين الرابطات مع نهاية الموسم الماضي، ويراهن محيط النادي على بصمة حاج عيسى للارتقاء نحو الرابطة الثانية، تزامنا مع القرارات الجديدة التي تفسح نجال الصعود لستة فرق كاملة إضافة إلى صاحب أحسن مرتبة سابعة، وكان لزهر حاج عيسى صد صنع الحدث في داربي الذهاب أمام الكاب، حيث كان رجل المباراة، حين ساهم في ثنائية البوبية في مرمى الشباب، ليتكرر نفس المشهد خلال نسخة العودة من الداربي التي جرت يوم الخميس المنصرم، وهو ما يؤكد على ثقل ومكانة لزهر حاج عيسى باعتراف الأنصار وجميع الأطراف الفاعلة في مولودية باتنة.
تحدى الإصابات والإشاعات بمواصلة الإبداع والإمتاع
ما يعكس استعادة كامل إمكاناته منذ الإصابة التي تلقاها قبل 3 سنوات بألوان شباب باتنة ضد شباب قسنطينة، وإذا كان الكثير قد حكم حاج عيسى بالتقاعد المسبق، بناء على المتاعب الصحية التي لاحقته، إلا أنه عرف كيف يطوي فترة الفراغ التي مر بها، ورد على منتقديه ميدانيا، ما جعل الكثير يستعيد أجواء تألقه التي كانت بدايتها في خريف 2004، سنة التحاقه بوفاق سطيف قادما من فريقه الأصلي مولودية باتنة، وساهم في تتويجات هامة ونوعية على صعيد البطولة والكأس وكذا المنافسات العربية والإقليمية، قبل أن يخوض تجربة احترافية في الخليج بألوان القادسية الكويتي، لتزيد متاعبه مع الإصابة التي تلقاها بعد توقيعه لمولودية الجزائر (لم يلعب أي دقيقة)، وهي الإصابة التي زادت من حدة الإشاعات، ما جعله يبتعد عن الميادين رغم التجربة الاحترافية القصيرة الأخرى التي خاضها في الدوري السعودي، والتي أعقبتها راحة اضطرارية بعدما أرغم على فسخ عقده مع وفاق سطيف، ولم يتسن له التوقيع مع مولودية باتنة خلال الميركاتو الشتوي، ليقضي نصف الموسم المنصرم دون فريق، قبل أن يعود إلى الأضواء من بوابة شباب باتنة الذي صنع أفراح أنصاره في حظيرة الكبار، إلا أن لعنة الإصابات عاودته مجددا اثر التدخل الخشن الذي تلقاه من المدافع زعلاني في مباراة شباب قسنطينة، إصابة أبعدته عن الميادين لمدة عام ونصف العام، قبل أن يعود مطلع الموسم الماضي من بوابة مولودية باتنة التي يصنع أفراحها للموسم الثاني على التوالي، ليبقى طموحه هو إعادة مولودية باتنة إلى مكانتها الحقيقية، من خلال مغادرة قسم الهواة تتمة لتوديعها الموسم الماضي جحيم بطولة ما بين الرابطات.
تتويجات ثرية وعينه على صعود جديد مع البوبية
وبعيدا عن التحديات التي يراهن عليها حاج عيسى رفقة بقية عناصر مولودية باتنة، فإن الكثير يجمع على وصف مشوار باجيو العرب بالثري والمتنوع، فالبداية كانت بألوان مولودية باتنة التي ترعرع في مختلف فئاتها الشبانية، قبل أن يحجز مكانته في صنف الأكابر وهو لا يزال في بداية عهده مع الأواسط، كان ذلك مع مطلع الألفية، بفضل الثقة التي حظي بها من طرف عدة مدربين، على غرار برحلة ومقرة وقليل ولطرش والبقية، وهو الأمر الذي جعل عدة أندية تطلب خدماته، ليقع الاختيار على وفاق سطيف الذي تعاقد معه صائفة 2004، بعد التسهيلات التي قدمها الرئيس السابق لمولودية باتنة عزيز محمدي، رغم أن حاج عيسى كان مرتبطا بعقد، ناهيك عن حاجة البوبية إلى خدماته بغية الارتقاء مجددا إلى القسم الثاني، لمحو نكسة السقوط إلى بطولة ما بين الرابطات موسم 2013-2014.
وقد شكل انتقال حاج عيسى إلى وفاق سطيف نقطة تحول كبيرة، خاصة بعد الثقة التي حظي بها من طرف المدرب عبد الكريم بيرة، ما جعله يحول تدريجيا إلى العازف الرئيسي لسيمفونية نسور الهضاب على مدار 7 مواسم متتالية، نال خلالها مختلف أنواع التتويجات، بين البطولة والكأس والألقاب القارية والإقليمية، ما جعل الكثير حينها يتمنون أن يروا حاج عيسى يخوض تجربة احترافية مع أندية أوروبية، خاصة وأن أنصار الوفاق يعتبرونه أفضل لاعب مر على نسور الهضاب على مر السنوات الأخيرة، إلا أن طموحه في الاحتراف لم يتجسد مثلما أراد، لأسباب لا تزال تثير الكثير من التساؤلات، خصوصا وأن حاج عيسى كثيرا ما حمل المسؤولية لإدارة الوفاق في عهد سرار، وقد خاض ابن باتنة تجربة احترافية قصيرة مع القادسية الكويتي، وترك بصمة ايجابية رغم لعنة الإصابات التي انعكست عليه سلبا فيما بعد، قبل أن يستعيد عافيته مجددا، حيث عاد مطلع الموسم الماضي إلى أجواء الميادين من بوابة فريقه الأصلي مولودية باتنة الذي بات يصنع أفراحه، مبديا إصراره على رد الجميل للبوبية، من خلال مواصلة تعبيد الطريق وإثراء المسار لترسيم صعود جديد إلى الرابطة الثانية.
أبرز تتويجات ومحطات حاج عيسى الكروية
مولودية باتنة من الفئات الشبانية إلى غاية الأكابر من 1994 إلى 2004.
وفاق سطيف من 2004 إلى 2011.
القادسية الكويتي عام 2011
مولودية الجزائر (لم يلعب بسبب إصابة)
شباب باتنة 2016-2018.
مولودية باتنة 2018-2020.
أبرز تتويجات لزهر حاج عيسى
الإنجازات الفردية
جائزة أفضل لاعب في الدوري الجزائري عام 2006.
جائزة أفضل لاعب في دوري أبطال العرب عام 2007.
تتويجاته مع الأندية
مع وفاق سطيف: كأس دوري أبطال العرب مرتين: 2007 و2008، بطولة الدوري الجزائري مرتين: 2007 و2009.
كأس الجمهورية عام 2010، وكأس شمال أفريقيا للأندية البطلة عام 2009.
مع القادسية الكويتي: بطولة الدوري الكويتي عام 2012 وكأس أمير الكويت 2012.
مع مولودية باتنة: تنشيط نهائي كأس الجمهورية أواسط 2004 والصعود إلى القسم الثاني هواة 2019
قد يهمك ايضا:
مواجهتان ناريتان في دور ال 64 لكأس الجزائر
تحديد موعد إجراء الدور نصف النهائي من منافسات كأس الجزائر
أرسل تعليقك