أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم قبل أيام أن أعضاء المكتب الجامعي سيتولون متابعة اللاعبين الأجانب المنتمين إلى أندية الرابطة المحترفة الأولى وعددهم 130 محترفا.الخطوة الإنسانية التي قامت بها الجامعة طرحت عديد التساؤلات بخصوص متابعة محترفينا خارج تونس باعتبار أن الاهتمام بهم يأتي في مقام يتقدم المحترفين الأجانب بيننا.
ويمكن التأكيد أن المسؤولية ملقاة على المكتب الجامعي ولكن في المقام الأول سلط الإشراف وتحديدا وزارة شؤون الشباب والرياضة وأيضا وزارة الشؤون الخارجية عبر البعثات الديبلوماسية الممثلة لها.
وبحثت "فوت 24" في الموضوع من خلال الاتصال بعديد الفنيين واللاعبين الناشطين بالدوريات العربية والأوروبية بحثا عن متابعة وضعياتهم فكانت النتيجة صادمة خصوصا في ما يتعلق باستقالة الممثلين الديبلوماسيين لتونس وعدم قيامهم بواجبهم في متابعة تونسيين ينتمون إلى هذا البلد.
وضعيات مريحة بأوروبا
قادتنا بداية رحلة متابعة محترفينا إلى النمسا وتحديدا إلى المدرب التونسي لنادي فولفسبيرغر أي سي النمساوي محمد الساحلي الذي أكد لنا أن وضعيته مريحة في النمسا وأيضا في فريقه حيث يجد كل الرعاية خاصة من رئيس النادي ومديره الرياضي اللذان يتصلان به يوميا للسؤال عنه وعن العائلة.
وغير بعيد عن النمسا سألنا نبيل الطرابلسي المدرب المساعد للمنتخب النيجيري والذي يقيم بألمانيا عن وضعيته فأكد أنه محظوظ بالتواجد في ألمانيا حيث تتوفر الرعاية وكل الظروف الملائمة.
وأضاف الطرابلسي أنه لا يواجه أية إشكالات خصوصا أنه محل متابعة من الاتحادين الألماني والنيجيري فضلا عن الفنيين واللاعبين أصدقائه.
ومن ألمانيا إلى جارتها الدنمارك قال حسام اللواتي إنه قد عاد لاستئناف التدريبات مع فريقه هوبرو الدنماركي منذ نحو أسبوع مشيرا إلى أنه يجد الرعاية من مكونات النادي مشددا على أنه مرتاح لوضعيته.
ومن غرب أوروبا إلى شرقها وتحديدا تركيا أوضح أسامة الحدادي أنه لم يحصل على الأجور الأخيرة من فريقه بما أن مقر الفريق مغلق وكل شيء متوقف خاصة الأمور الإدارية مضيفا بالقول "بالنسبة لي الأمر عادي في ظل هذه الظروف الصعبة على جميع أندية العالم وليس قاسم باشا فقط وأرجو أن تحل هذه الأزمة فصحة الانسان أهم من كل شيء حاليا."
وختم "نينو" حديثه قائلا " في الحقيقة فان المسؤولين وخاصة رئيس النادي هم على اتصال متواصل بي وحتى المدير الرياضي هنا يتحدث معي من حين الى آخر ويتابعون تدريباتي وأموري المعيشية بشكل يومي تقريبا".
استقرار نسبي
أكد مدرب نادي أبها السعودي عبد الرزاق الشابي ان وضعيته في السعودية تعتبر جيدة جدا مقارنة مع بقية الزملاء المتواجدين في الأقسام الأخرى حيث تحصل كل الإطار الفني واللاعبين التونسيين للفريق عن راتبهم كاملا منذ أيام.
معطى أكده لاعباه فراس شواط وسعد بقير اللذين أشادا بالظرف المالي لنادي أبها ومسؤوليه الذين مكناهما من مستحقاتهما ما ساعدهما على تفادي بعض الوضعيات الصعبة على الصعيد المادي.
من جانبه قال شاكر الرقيعي إنه وجد إحاطة كبيرة من إدارة فريقه التي أعلمته بصرف راتبه خلال الأيام القليلة القادمة وناشد الرقيعي السلطات التونسية بأن تسرع في إجلاء ما يقارب 250 رياضيا تونسيا بالسعودية للعودة إلى عائلاتهم.
ومن السعودية إلى مصر قال رفيق كابو لاعب وادي دجلة المصري "لقد تحصلت على كل أجوري الى غاية الشهر الماضي (شهر مارس) ووضعيتي مريحة جدا ولا توجد أية مشاكل من هذه الناحية أما بالنسبة الى فريقي فالإدارة يتصلون بي يوميا ويجلبون لي كل المستلزمات الى المنزل وخاصة رئيس النادي الذي يقوم معي بكل ما يلزم وفي الحقيقة هم الذين منعوني من السفر الى تونس بدافع الخوف وقالوا لي إنهم سيوفرون لي كل شيء يلزمني وفعلا فالنادي بكل مكوناته من إطار فني ولاعبين واداريين يعاملونني معاملة مميزة جدا".
من جانبه أكد محمد علي منصر المعار من النادي الصفاقسي إلى المحرق البحريني أن وضعيته في البحرين مريحة مشيرا إلى أنه يتلقى اتصالات يومية من إدارة فريقه للاطمئنان على صحته ومساعدته على قضاء شؤونه إضافة إلى حصوله على المنح المادية في الفترة الأخيرة.
وضعيات متأزمة
لئن شكر بعض اللاعبين والمدربين وضعياتهم إلا أن بعض التونسيين وخاصة في المملكة العربية السعودية يعيشون وضعا كارثيا للغاية.
وتحدث مدرب القيصومة السعودي أنيس الجربي لـ"فوت 24" مؤكدا أن وضعيته لم تعد جيدة بمرور الأيام نظرا لانتهاء عقده مع فريقه مع اخر مباراة في الدوري يوم 15 مارس الماضي مؤكدا انه لن يحصل على أي منحة او راتب من الفريق في الأيام القادمة.
ولم تكن وضعية مدرب القيصومة السعودي أنيس الجربي أفضل حالا فقد أكد إنه لم يعد على الاتصال مع فريقه منذ آخر مباراة يوم 12 مارس الماضي مضيفا ان أصحاب الشقق طلبوا منه المغادرة في أقرب الآجال نظرا لعدم خلاص النادي لمعلوم الكراء.
أما مدرب نادي الرياض يسري بن كحلة فشدد على أنه حان الوقت للعودة الى تونس بعد نهاية الدوري وانتهاء عقودهم زد على ذلك انتهاء تأشيرات بعض التونسيين في السلك الرياضي.
من جهة أخرى أشار حمزة المسعدي إلى أنه لم يجد إحاطة من فريقه إلا أنه تمكن من صرف مستحقاته المادية لقضاء شؤونه بمفرده تماما كما هو الحال مع شهاب الزغلامي.
دور منقوص للجامعة
أكد الكثيرون ممن تحادثنا معهم أن رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء على اتصال دائم بهم من أجل متابعة وضعياتهم ومحاولة المساعدة.
دور الجريء لم يكن كافيا باعتبار أن الرياضيين التونسيين بالمئات وفي مختلف الدول والقارات وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون هناك من لم يقع الاتصال بهم.
وكان على الجامعة أن تفكر في وضع قاعدة بيانات للمحترفين في عدة اختصاصات ليس فقط في زمن الأزمة بل ربما للمتابعة والاستفادة من الكفاءات خارج تونس.
وأكد عديد اللاعبين لـ"فوت 24" أن الجريء قد اتصل بهم للاطمئنان عليهم على غرار سعد بقير وفاروق بن مصطفى وفراس شواط وشاكر الرقيعي وأسامة الحدادي والمدربون يسري بن كحلة وأنيس الحجري..
من جهة أخرى نفى رفيق كابو وحمزة المسعدي وشهاب الزغلامي ونبيل الطرابلسي وعماد اللواتي ومحمد الساحلي وغيرهم أن يكونوا قد تلقوا أي اتصال من الجامعة أو من يمثلها فيما أفادنا عبد الرزاق الشابي أن الجريء قد أبلغه السلام مع لاعبه سعد بقير!؟
دولة مستقيلة وبعثات ديبلوماسية بلا إضافة
يعيش مهاجمنا التونسي عماد اللواتي وضعية صعبة للغاية في الدنمارك حيث سيجد نفسه مطالبا بالتنقل إلى هولندا أو النمسا من أجل تجديد جواز سفره أو أنه سيكون مجبرا على البقاء دون نشاط.
ويواصل اللواتي الإقامة في الدنمارك بترخيص مؤقت بعد نهاية صلوحية جواز سفره والسبب أن تونس بلا تمثيل ديبلوماسي في الدنمارك ما حال دون حصوله على جواز جديد.
ورغم وضعية عماد اللواتي المعقدة لم يتواصل أي طرف ممثل للدولة معه سواء من الجامعة أو وزارة الرياضة أو الخارجية وإلا لتمت تسوية وضعيته منذ فترة قبل أن يكون مطالبا بالمغامرة ومغادرة الدنمارك بما قد يعرضه لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
قائمة من اتصلنا بهم كانت ممتدة للغاية وفيما اختلفت تصريحاتهم ووضعياتهم إلا أنهم أجمعوا على التجاهل التام من قبل سفاراتنا بالدول التي يتواجدون بها والقائمة تضم تركيا (الحدادي) وألمانيا (الطرابلسي) والنمسا (الساحلي) والبحرين (منصر) ومصر (كابو) والسعودية (الشابي والحجري والجربي وبقير وشواط والزغلامي و..)..
سفارات تونس عربيا يبدو أنها خارج التاريخ كذلك وتأكيدات كل من سألناهم تشي باستنتاج وحيد وهو أن البعثات الديبلوماسية هم مجرد أعوان إداريين يتم تعيينهم في دول يكونون فيها بمثابة السواح ذلك إن لم يتفقدوا التونسيين في الدول المكلفين فيها بمهمات فأية حاجة لنا بهم؟
المؤسف أن سفير النمسا قد اتصل قبل أيام بمدرب اتحاد المنستير لسعد جردة ليدعوه للعودة إلى النمسا التي لا يربطه بها سوى جنسية وجواز سفر أما ممثلونا من أبناء جلدتنا فيبدو أنهم بحاجة لدروس من سفير النمسا بتونس..
قد يهمك ايضا :
عدد من لاعبي المنتخب يتبرّعون لصندوق 1818
عادل السليمي يتبرع بمبلغ مالي لمحاربة كورونا
أرسل تعليقك