لندن ـ العرب اليوم
لولا قرار مثير للجدل من حكم الفيديو المساعد، لكان منتخب إنجلترا قد احتفل بفوزين متتاليين، على منتخبين كبيرين، علاوةً على التعادل مع منتخبين آخرين، إلى جانب البقاء بشباك نظيفة، في ست مباريات على التوالي. ولكن لورينزو إنسيني سجل هدفا من ركلة جزاء، ليمنح إيطاليا التعادل 1-1 في ملعب ويمبلي، ويفسد هذه الأرقام. ورغم ذلك، فإن إنجلترا أثبتت قدرتها على إيقاف المنتخبات الكبيرة، رغم أنها لا تزال تعاني في إظهار قوتها.
وأظهر التعادل مع إيطاليا، والفوز قبلها 1-صفر على هولندا، والتعادل دون أهداف مع ألمانيا والبرازيل، في مباريات ودية، أن إنجلترا يمكن أن تعتبر نفسها من المنتخبات الكبيرة، على الصعيد الدولي. ولكن الاختبار الحقيقي سيأتي في روسيا بعد ثلاثة أشهر، على خلفية النتائج المتواضعة للمنتخب الإنجليزي في البطولات الكبرى، خلال السنوات الأخيرة.
ويتحلى المدرب، غاريث ساوثجيت، بواقعية عدم الإفراط في الآمال، بعد المباريات الودية، لكنه على الأقل سيقترب من الاستقرار على تشكيلة اللاعبين، في كأس العالم. ومع تبقي مباراتين وديتين قبل كأس العالم، مع نيجيريا وكوستاريكا في يونيو حزيران، فإن ساوثجيت أصبح يعرف القوام الرئيسي للتشكيلة. وفي الواقع، فإن وجود عدد قليل من المواهب الإنجليزية البارزة، جعله أمام خيارات محدودة.
وسينصب تفكير المدرب على اختيار التشكيلة الأساسية، التي يبدو أنه لم يصل إليها بعد، رغم أنه سيعتمد على الأرجح على ثلاثة مدافعين، إضافة إلى ظهيرين متقدمين. ولكن المثير أنه من الصعب توقع تشكيلة الخط الخلفي، رغم أن هدف الأمس من ركلة جزاء، كان الأول الذي يدخل مرمى إنجلترا، بعد أكثر من عشر ساعات من اللعب. وضمن جون ستونز موقعه في التشكيلة، لكن لا يزال من الصعب توقع زميليه الاثنين، من بين خمسة أسماء مرشحة.
وشارك جيمس تاركوفسكي، والجناح الظهير كايل ووكر، لكن لا يزال من الممكن مشاركة هاري ماجواير، وجو جوميز، وألفي ماوسون. ويجب على المدرب أيضا اتخاذ قراره، بشأن الحارس الأساسي، حيث يواجه مخاطرة تكرار أخطاء سابقيه، في الاستعانة بحارس مخضرم لم يعد في أفضل حالاته، وهنا ينطبق الأمر على جو هارت.
وتتكون الخيارات المؤكدة في خط الهجوم، والتي بوسعها بث الرعب في صفوف المنافسين، من هاري كين الغائب عن مباراتي هولندا وإيطاليا، بسبب الإصابة، ورحيم ستيرلينغ، أفضل لاعب في لقاء الأمس. وسيكون جيمي فاردي، صاحب هدف بلاده أمام إيطاليا، من اللاعبين المرشحين أيضا. ويتميز ستيرلينغ بسرعة فائقة، إضافة إلى أنه أصبح أكثر قوة في الكرات المشتركة، ما يجعله سلاحا خطيرا.
ولكن سيكون ساوثجيت مطالبا بالوصول إلى طريقة، لاستخراج أفضل إمكانيات اللاعب، والعمل أيضا على تأقلمه مع لاعب الوسط المهاجم، ديلي آلي. وفي ظل أن باقي عناصر خط الوسط، من أصحاب الإمكانيات المتوسطة، فإن فرصة إنجلترا في الفوز على أي منتخب كبير في روسيا، ستتعلق بمدى إتقان تنفيذ الهجمات المرتدة، واستغلال سرعة الظهيرين الجناحين.
وهذا الأسلوب من غير المرجح أن يظهر أمام بنما، التي خسرت 6-صفر أمام سويسرا أمس الثلاثاء، أو تونس، لكنه ربما يأتي بثماره أمام بلجيكا، إذا وجد ساوثجيت نفسه مطالبا ببعض المخاطرة، في مباراته الأخيرة بدور المجموعات.
أرسل تعليقك