كشف فوز نادي برشلونة الإسباني بلقب بطولة الدوري المحلي بشكل كبيرة مدى السيطرة التي يتمتع بها هذا الفريق في منطقتي الدفاع والهجوم، ويعود الفضل في هذا تحديدًا إلى اللاعبين ليونيل ميسي ومارك أندريه تيرشتيجن.
وكان النجم الأرجنتيني والحارس الألماني أبرز نجوم النادي الكتالوني، الذي لم يقدم أداء ممتعا ولكنه أظهر في البطولة المحلية صلابة وقدرة كبيرة على اللعب بقوة في المناطق التي تحسم من خلالها المباريات.
وحمل الجانب الأعظم من النقاط الـ 86 التي حصدها برشلونة حتى الآن في الدوري الإسباني "الليجا" توقيع كل من ميسي وتيرشتيجن، فقد ساعدت أهداف الأول وسحره وتصديات والتألق الكبير للثاني النادي الكتالوني في حسم الكثير من المباريات التي كان يظهر فيها الفريق بصورة باهتة على عكس أوقات سابقة وكان يعاني كثيرا في تطوير الأداء.
ومع رحيل نيمار ووصول الفرنسي عثماني ديمبلي الذي يحتاج إلى وقت أطول من أجل التأقلم، تحمل ميسي بشكل أكبر العبء الهجومي لبرشلونة.
وبالفعل كان النجم الأرجنتيني على قدر المسؤولية وظهر مرة أخرى بصورة رائعة، وذلك بعيدا عن الشعور المرير الذي تسبب فيه الخروج من منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا.
وبصورة أقل توجها ولكن أكثر رشدا، نجح ميسي في ضبط إيقاع برشلونة وتطلعاته في كل مباراة، ليظل النجم الأرجنتيني الكبير بمثابة المصباح المضيء لبرشلونة الذي لا يرقى إليه أي شك في الجانب الهجومي.
وسجل ميسي هذا الموسم في الدوري الإسباني 32 هدفا وصنع 12 أخرين، وأحرز ستة أهداف من ركلات حرة، التي يعد متخصصا فيها بدون منازع ليثبت أنه أحد أبرز اللاعبين الذين يبرعون في تنفيذها عبر التاريخ.
وبالإضافة إلى ذلك، يسير النجم الأرجنتيني بخطى ثابتة في طريقه نحو الفوز بالصراع على لقب هداف الدوري الإسباني الذي ينازعه عليه البرتغالي كريستيانو رونالدو، صاحب الـ 23 هدفا.
ووجد ميسي في هذا الموسم معاونة صادقه من زميله الأوروجواياني لويس سواريز الذي سجل 23 هدفا وصنع أهداف ميسي الثلاثة أمس الأحد في مرمى ديبورتيفو لا كرونيا.
وساهم ميسي وسواريز في جعل برشلونة الفريق الأكثر تسجيلا للأهداف في الدوري الإسباني برصيد 87 هدفا.
ويعد الفريق الكتالوني أيضا ثاني أقل الفرق استقبالا للأهداف بعد أتلتيكو مدريد، وهو ما يسلط الضوء على الدور الكبير لتيرشتيجن.
وقدم حارس المنتخب الألماني أفضل مواسمه على الإطلاق مع برشلونة، فقد نجح في تنفيذ تصديات رائعة ليبعث بشكل مستمر برسالة طمأنة لزملائه، كما نجح في تعزيز الثقة في قدرته على بناء الهجمات من الخطوط الخلفية بتنفيذ تمريرات متقنة بالقدم.
وبفضل هذا الأداء الكبير لترشتيجن، وفي ظل ابتعاد مانويل نوير عن الملاعب للإصابة، تصب الترشيحات في صالح نجم برشلونة ليكون الحارس الأساسي للمنتخب الألماني في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
وأثنى المدير الفني لبرشلونة، ارنستو فالفيردي، على الحارس الألماني، حيث قال: "إنه حارس ذو ثقة، ويتمتع بمستوى كبير ويجيد اللعب بالقدم، ودائما ما يكون حاضرا في اللحظات الحاسمة".
وشارك تيرشتيجن في جميع المباريات الـ 34 لبرشلونة في الدوري الإسباني حتى الآن ولم يفقد أي دقيقة من دقائق اللعب لفريقه في هذه البطولة والتي بلغت 3060 دقيقة.
وأنقذ تيرشتيجن بتصدياته الكثير من مباريات برشلونة في المسابقة المحلية والتي كان يعاني فيها، مثل تألقه اللافت في التصدي لإحدى الكرات في المباراة التي تعادل فيها برشلونة قبل أسبوعين أمام سيلتا فيجو.
وساهم ميسي أيضا في إنقاذ برشلونة في العديد من المناسبات، وأبرز مثال على ذلك ما قدمه في مباراة إشبيلية عندما اقتنص تعادلا صعبا لفريقه في ذلك اللقاء.
وكما هو الحال مع تيرشتيجن، لم يحظ ميسي بفترات كبيرة للراحة، حيث كان أساسيا في 30 مباراة ولعب 2793 دقيقة.
وبدون اللاعبين الأرجنتيني والألماني لكانت ربما فرص برشلونة للفوز بالدوري الإسباني بدون هزيمة أمر غير وارد الحدوث.
أرسل تعليقك