مومباي - العرب اليوم
فازت شانديغار بلقب أسعد مدينة في الهند، وذلك بناءً على نصيب الفرد من الدخل، كما أنها واحدة من مناطق الجذب السياحية الأكثر شعبية، وتضمّ موقع "اليونسكو" للتراث العالمي، وتسمى أحيانا "المدينة الجميلة"، فهي عاصمة ولايتي البنجاب وهاريانا، وأول منطقة مستقلّة في الهند يخطّط لها، قبل 70 عامًا، وتم تقسيم البنجاب بين الهند وباكستان، حيث تمّ تقسيم لاهور العاصمة الحالية إلى باكستان، وبالتالي فإن نصفها الهندي بحاجة إلى استبدال.
وأعطى رئيس الوزراء جواهر لآل نهرو، فرصة لخلق شيء جذري بشكل مذهل، حيث أعلن هذه المدينة الجديدة كرمز لحرية الهند، مشيرًا إلى أنّه "فلنجعلها بلا قيود من تقاليد الماضي، تعبيرًا عن إيمان الأمة في المستقبل، هي أول تعبير كبير للعبقرية الخلاقة على حريتنا المزهرة المكتسبة حديثًا"، وقد تم اختيار السهل الزراعي لويس، الذي تتخلّله قرى وبساتين المانغو، وموقعه في لو كوربوزييه، من قبل المهندس المعماري السويسري - الفرنسي، للإشراف على الخطة الكبرى، واستند في ذلك على نمط الشبكة وتصميم بعض المباني العامة الرئيسية، وكثير منها من الخرسانة، وتشمل مجمع الكابيتول الحكومي، والتي هي ضمن مجموعة عالمية من مباني لو كوربوزييه الحداثية التي أعطيت مكانة التراث العالمي في العام الماضي، لكنها ليست مقصد السياحة كبيرة في المدينة.
ويحضّر المرشد السياحي البالغ من العمر 22 عامًا، رافي، الماجستير في الاقتصاد في جامعة شانديغار في البنجاب، وأنّه يأتي من شيملا، محطة التل التي تبعد حوالي 30 ميلًا إلى الشمال، وشتان بين المدن، حيث أن شيملا المترامية الأطراف لها هذا الجوهر البريطاني العجوز، وشانديغار تبدو كمدينة غربية تجريبية، وسيلاحظ أيضًا أنه ليس هناك شخص واحد يلقي القمامة في الشوارع، لأنها ليست من الطبقة المتوسطة إلى حد كبير، بل مدينة عملية، حيث تجد الأسر مكوّنة من 4، هناك 8 موظفين يعملون لصالحهم.
وتصطف الشوارع على جانبيه الأشجار الواسعة، والهدوء بالمعايير الهندية، هي أفضل من نيودلهي التي أسسها السير ادوين من أجل جورج الخامس، والغريب أن شانديغار، وهي مدينة الاحتفال باستقلال الهند، يجب أن تتذكر القوة الاستعمارية التي رفضتها البلاد بشدة، لا سيما بعد حديث أحد المهندسين المعماريين في شانديغار، وهو الأميركي ألبرت ماير، الذي أكّد أنه يريد تجنب العقم والتكلّف الذي يوجد في نيودلهي، فهناك اختلافات بين المدينتين، ولكن عمارة نيودلهي هي التحام بين الطرز الأوروبية الآسيوية، أما شانديغار تشعر فيها بالشراسة، فالطرق المستقيمة هي السمة الرئيسية للمدينة، أما نيودلهي، على النقيض من ذلك، تتضمن منحنيات، كما أنها أكثر أناقة في كونوت بليس، وشبكة الطواف التي تكثف الطرق حتى المركز التجاري.
لدى شانديغار هواءً نقيًا بفضل الحدائق الوفيرة، وتُصنع مبانيها من الخرسانة لتنجو من الرياح الموسمية التي تسجّل سرعة عالية، بُنيت على مبادئ صديقة للبيئة التي تركّز على المجتمع، مع مختلف القطاعات التي تذهب إلى مراكز التسوّق المنتشرة في المدينة، كما أن الكثير من سكان المدينة لا يزالون قرويين في القلب، وفي وسط المدينة يوجد متحف ومعرض للفنون، صمّمه لو كوربوزييه
وأشادت الصحف الهندية بشانديغار لكونها "المدينة الخضراء ضد التلال الزرقاء"، كما دعوها "مدينة الغد" ذات المنازل المثالية للجميع، ويصل إلى شانديغار ما يقرب من 5 آلاف شخص يوميًا لزيارة حديقة الصخرة، حديقة النحت السريالية التي تم إنشائها من الحجارة والقمامة المنزلية، وتحتوي على مقابس كهربائية قديمة من الفسيفساء، والأواني الفخارية المكسورة، بلاط المطبخ، القمم الزجاجية وعلب الزيت، مصنوعة تمامًا وكأنها سلة مهملات.
أرسل تعليقك