الكويت ـ كونا
أكد المشاركون في جلسات اليوم الاخير لمؤتمر (الصناعة البترولية والبيئة) أهمية المحافظة على نظافة البيئة أثناء إنتاج الطاقة مشددين على ضرورة تطوير بدائل الطاقة المتاحة من خلال تطوير المجال البحثي كون الطاقة المتجددة حاليا واحدة من القضايا المصيرية.
وقدم باحثون كيميائيون في ختام فعاليات مؤتمر الكويت الثالث للكيمياء 2014 الذي نظمته الجمعية الكيميائية الكويتية برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح سبل التقليل من الاثار الكيميائية والعمل على انتاج مخلفات بترولية اقل ضررا على البيئة.
وقال أستاذ الكيمياء والكيمياء الحيوية من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا (امريكا) الدكتور مثنى الدهان في ورقة علمية حملت عنوان (الاتجاهات في تقليل وعلاج النفايات الصناعة النفطية لبيئة صحية ونظيفة) أن البترول والغاز الطبيعي لا يزالان المصادر الحيوية للطاقة والوقود معتبرا الحفاظ على نظافة البيئة أثناء إنتاج الطاقة من ركائز التنمية.
واضاف الدكتور الدهان أن من التحديات التي تواجه هذه التنمية التخلص من الملوثات الناتجة عنها من غازات المداخن ومياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة حيث أن صناعة النفط تحتاج كمية كبيرة من المياه في المنبع وكذلك في المصب.
وقدم دراسة تهدف إلى الحفاظ على نظافة البيئة بمعالجة مختلف النفايات التي تنتجها صناعة البترول ومعالجة المياه لإعادة استخدامها عن طريق التكنولوجيا الحديثة باستخدام العمليات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والفيزيائية.
من جانبه تطرق الدكتور عبد العظيم معرفي من مركز بحوث البترول ومعهد الأبحاث العلمية (الكويت) في ورقته العلمية (تحديات وفرص تصنيع خام الكويت الثقيل لتلبية متطلبات السوق العالمية) الى القضايا المتعلقة بالزيت الخام الثقيل الكويتي وصقله إلى منتجات بترولية ذات قيمة والإجراءات الحديثة لمعالجة الخام الثقيل لمنتجات عالية الجودة.
وقال الدكتور معرفي أن التحديات التي تواجه صناعة البترول في الكويت هي تحسين جودة خام البترول لكي تصل إلى مستوى السوق العالمي نتيجة نقص خام البترول الخفيف مشيرا الى الخامات الثقيلة التي تحتوي على الكثير من الملوثات مثل الكبريت والنيتروجين والمعادن والإسفلت.
وفي جلسة اخرى حول (التلوث البيئي) ضمن فعاليات اليوم الأخير للمؤتمر تناول أستاذ الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الكويت الدكتور احمد جلال بحثا بعنوان (طاقة للتنمية وتنمية الطاقة..تحليل علمي اقتصادي لمستقبل الطاقة).
وقال جلال أن الطاقة المتجددة حاليا واحدة من القضايا المصيرية التي تهتم بها جميع الدول لما لها من تأثير على النمو الاجتماعي والإقتصادي.
واضاف الدكتور جلال أنه في سياق التحول التكنولوجي والنمو السكاني وندرة الموارد فمن الضروري تطوير بدائل الطاقة المتاحة من خلال تطوير المجال البحثي في خلايا الوقود والطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتعويض نضوب الموارد التقليدية.
من جهتها أكدت الباحثة في مركز علوم البيئة والحياة بمعهد الكويت للأبحاث العلمية (الكويت) لولوة علي في ورقة بعنوان (توزيع ومصدر وتقييم مستوى المواد الهيدروكربونية الاروماتية متعددة الحلقات في البيئة البحرية الساحلية للكويت) أن البيئة البحرية الساحلية في الكويت تتعرض للتلوث من عدة مصادر.
وقالت علي ان من مصادر التلوث النفط وتصريف مياه الصرف الصحي البلدية والصناعية مشيرة الى وجود مواد هيدروكربونية في الرواسب السطحية والرخويات بكميات كبيرة.
واضافت أن مصدر هذا التلوث هو البترول واحتراق النفط مشددة على وجوب صياغة برنامج فعال لإدارة المناطق الساحلية وتنفيذه بشكل يضمن صحة وسلامة هذه البيئة البحرية الساحلية.
من جانبه قال أستاذ الكيمياء في كلية العلوم من جامعة الإمارات الدكتور احمد مراد في ورقة بعنوان (تأثير تسرب النفط على موارد المياه في المنطقة القاحلة..
دراسة حالة) ان دول مجلس التعاون الخليجي تقع ضمن حزام المناطق الجافة والنمو السكاني والتنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد المائية الطبيعية المحدودة الممثلة في المياه الجوفية.
وأوضح الدكتور مراد أن هذه الدول بذلت جهودا لتأمين مستقبل الموارد المائية في تلك البلدان عن طريق محطات التحلية ولكن من ضمن التحديات القائمة تلك الأنشطة للصناعة النفطية لأنها قد تسبب تسرب بعض المواد الكيميائية والنفط مما يهدد صحة الإنسان والبيئة البحرية.
بدوره قدم أستاذ الكيمياء من جامعة عدن (اليمن) الدكتور منصور حسن بحثا بعنوان (منهجية فصل جديدة من التربة إعادة ربط المعادن الضارة من التربة بالبوليمرات ذات الوزن الجزئي الكبير عن طريق التفاعلات الغير تساهمية).
وشمل هذا البحث منهجية جديدة في فصل واستخراج الحديد من التربة بواسطة البكتيريا اذ كشفت هذه الطريقة درجة عالية من الانتقائية للحديد والزئبق والنحاس وتدعم هذه الطريقة إمكانية جديدة لاستخراج المعادن بكفاءة في ظل ظروف غير قابلة بالضرورة إلى التقنيات التقليدية.
وتخللت أيام المؤتمر الثلاثة تقديم 84 ورقة علمية من 19 دولة منها 35 محاضرة علمية تناولت ضمن جلسات صباحية ومسائية بعض القضايا ذات العلاقة مثل تطورات تكنولوجيا انتاج الوقود البيئي وكيمياء الصناعات النفطية وتقييم آثار المخاطر البيئية لتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات الملوثة للبيئة فضلا عن عرض 50 ملصقا علميا.
أرسل تعليقك