بيروت ـ كونا
امام سرعة انتشار التلوث يبذل الناشطون البيئيون في لبنان جهودا كبيرة لمواجهتها والحد من مخاطرها الصحية واضرارها الاقتصادية المتفاقمة.
واكد ناشطان بيئيان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة اليوم العالمي للبيئة سعي المعنيين في المجتمع المدني لجعل التوعية البيئية ثقافة عامة لدى المواطنين تساعدهم في مواجهة الاهمال الرسمي للنتائج السلبية للتدهور البيئي في المستقبل.
وقال استاذ مادة البيئة في جامعة (البلمند) الدكتور عدنان ملكي ل(كونا) ان وضع البيئة في لبنان يعاني الكثير من المشاكل على الرغم من وجود العديد من المبادرات لتحسين ظروف البيئة.
واشار الى انه مع كل ما يبذله الناشطون في هذا المجال الا انهم عاجزون عن مواكبة التدهور في اوضاع البيئة بسبب عدم اعطاء السلطات الرسمية هذا الامر الاهتمام المطلوب وتقديم القضايا السياسية والاقتصادية عليها علما ان الكثير من الحلول البيئية لها نتائج اقتصادية وسياسية واجتماعية ايجابية.
وقدم ملكي امثلة على ذلك حيث ان الحد من التلوث على انواعه يخفض الفاتورة الصحية وان اعتماد مصادر الطاقة البديلة يوفر الهدر في المالية العامة الذي يسببه انفاق ما يقارب الملياري دولار سنويا على الكهرباء.
واعطى مثالا مدينة بيروت كنموذج لتفاقم مشكلة التلوث والتي تضم 40 بالمئة من سكان لبنان سواء تلوث الهواء الذي تتسبب به بشكل رئيسي وسائل النقل او التلوث السمعي الذي ينجم عن كمية الضجيج او النفايات المنزلية او تلوث المياه.
في المقابل تشهد بيروت تراجعا كبيرا في المساحات الخضراء بمعدلات اقل مما تفرضه المعايير الدولية فضلا عن انحسار امكانية اللجوء الى الشاطئ كمتنفس طبيعي مع انتشار المشاريع الخاصة.
ولفت الى ان الامر الايجابي في هذه الصورة تكوين جيل صاعد لديه اطلاع واهتمام بالقضايا البيئية سببه النشاط الدؤوب للجمعيات والناشطين البيئيين في تراكم هذا الوعي.
وشدد على ضرورة العمل مع الشباب من اجل تكوين ثقافة بيئية تؤسس للمستقبل "لاننا اليوم نفتقد للتفكير بالمصلحة العامة والنظرة الاستراتيجية التي ترسم الحلول على المدى البعيد".
بدوره قال رئيس (الحركة البيئية اللبنانية) بول ابي راشد استطعنا بعملنا الدؤوب منذ سنوات طويلة خلق جيل يحترم البيئة ويعرف اهمية التنوع البيولوجي بالنسبة للبنان.
واشار الى ان ما يعيق العاملون في مجال البيئة السلطات الرسمية التي لا تضع التنمية المستدامة كأولوية في برنامج عملها وتنفذ مشاريع تلحق الضرر بالبيئة.
ولفت ابي راشد الى تبدل استراتيجية البيئيين من التوعية والتربية الى مواجهة المشاريع الحكومية المضرة بالبيئة عبر رفع دعاوي قضائية ضدها والاعتصام لمنع تنفيذها.
واوضح ان المجتمع المدني في لبنان احدث نقلة نوعية باتخاذه المبادرات والقيام بمشاريع تحافظ على البيئة ولديها مردود اقتصادي وصحي افضل من المشاريع التي تطرحها السلطات ولاسيما في موضوع النفايات.
وكان السكريتير العام للامم المتحدة بان كي مون وجه رسالة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة داعيا الى العمل من اجل الدول الجزرية الصغيرة النامية التي تشكل معا موطنا لاكثر من 63 مليون من البشر المهددة بارتفاع مستوى البحر نتيجة تأثيرات تغير المناخ.
أرسل تعليقك