واشنطن ـ أ.ش.أ
تساءلت الكاتبة الأمريكية ريبيكا جوردون "كيف صنعت أمريكا فوضى الشرق الأوسط؟"
واستهلت مقالا نشره موقع "تومديسباتش" بالقول إنه حتى يومنا هذا، لا يزال من الصعب استيعاب الدرجة التي تسبب بها الاجتياحان الأمريكيان لكل من أفغانستان والعراق، في زعزعة استقرار ما وصفته بـ "الشرق الأوسط الكبير" بحدوده المترامية من الصين إلى ليبيا.
وأضافت جوردون التي تعمل أستاذا بقسم الفلسفة في جامعة سان فرانسيسكو "لكن الأمر المؤكد أن الأمريكيين يقفون على ـكارثية قرار إدارة جورج بوش الابن، استخدام هجمات الحادي عشر من سبتمبر كذريعة للإطاحة بنظام الديكتاتور العراقي صدام حسين."، مؤكدة أنه يصعب التقليل من خطورة قرار احتلال العراق والتعسكر به، وحلّ الحزب الحاكم، ومؤسسات الدولة، وتدمير معظم موارد الاقتصاد فضلا عن الجيش العراقي .. "وبذلك، أحدثت أمريكا ثقبا شاسعا في معاقل النفط عالميا."
ونوهت جوردون عن أن التبعات المدمرة لتلك التحركات الأمريكية تفاقمت على مدار السنين .. وعلى الرغم من العوامل الأخرى الديموغرافية والاقتصادية وعواصف الربيع العربي، فإنه من الصعب القول إن تلك التبعات المدمرة كان ممكنا أن تقع بهذا الحجم الذي وقعت به لو لم يتم اجتياح العراق.
وتابعت الكاتبة "وحدث في السنوات التي تلت ذلك، أن تعرضت خمسُ دول في المنطقة للتفكك، ثلاثة منها كانت غرضا مباشرا للتدخلات الأمريكية هي أفغانستان والعراق وليبيا، فيما تحولت الرابعة وهي اليمن إلى أرض للصيد أمام الطائرات الأمريكية بدون طيار، فيما عانت الخامسة وهي سوريا بشكل مباشر من الفوضى التي تضرب الجوار العراقي."
ومضت جوردون "باتت هذه الدول الخمس تموج بصراعات وحروب ضروس لا تبدو لها نهاية في الأفق، بينما ظاهرة الإرهاب التي كان الأمريكيون يتذرعون بالرغبة في سحقها – هذه الظاهرة قد تفشت عبر الدول ذاتها، الأمر الذي نجم عنه بين أمور كثيرة أخرى، ظهور أول دولة إرهابية عصرية متمثلة في تنظيم داعش الذي يحلو لأنصاره تسميته بدولة الخلافة."
أرسل تعليقك