أبها – العرب اليوم
تشهد الساحة التربوية في إسرائيل حاليا صراعا بين الحكومة وخبراء التربية، بسبب كتاب التربية الوطنية للمرحلة الثانوية، حيث يدور جدل حاد بين الطرفين يتعلق بكمية المادة الدينية والتاريخ اليهودي التي يجب وضعها في المنهاج الدراسي في إسرائيل. ونتيجة لذلك مسح ثلاثة من مؤلفي الكتاب أسماءهم عن الفصول التي كتبوها، احتجاجا على قيام خبراء في وزارة التعليم الإسرائيلية بتحريف ما كتبوه لدرجة كبيرة، ليتيحوا المجال لوضع أفكار ذات ميول قومية.
وذكر محرر الكتاب يهودا ياري إن كتاب التربية الوطنية يفترض أن يكون "لجميع الطلاب في إسرائيل –للعلمانيين والمتدينين، العرب والدروز، وهذا الكتاب لا يمثل مقاربة تساوي بين جميع الطلاب". وقدم محرر الكتاب رسالة احتجاج من ست صفحات ضد ما قامت به الوزارة، كما قدم العضو العربي الوحيد في اللجنة التي تشرف على تعليم التربية الوطنية استقالته احتجاجا على ذلك أيضا.
وذكر موقع (إس إف جيت) الأميركي للأخبار الأحد أنه من المفترض أن تتم طباعة الكتاب في آذار/مارس المقبل.
ويأتي هذا الخلاف في الوقت الذي تقوم حكومة بنيامين نتانياهو ذات النزعة القومية بمجموعة من المبادرات التي يقول النقاد إنها "تقوض القيم الديمقراطية في إسرائيل". وهدد وزير الثقافة الإسرائيلي بسحب تمويل المسرحيات والأعمال الفنية التي تعتبر عدوة لإسرائيل، كما قامت وزارة التعليم أخيرا بمنع تضمين رواية في المنهاج التربوي الإسرائيلي لأنها تتحدث عن قصة حب بين فتاة إسرائيلية وشاب فلسطيني. ويتهم النقاد الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية بأنها تحاول فرض قيم محافظة على عموم الناس.
الطرف الرئيسي في الجدل الحالي حول كتاب التربية الوطنية هو وزير التعليم في الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي الديني المتطرف، الذي دافع عن التغييرات في الكتاب، قائلا إنها "ممتازة ومهنية"، وإنه لا يوجد سبب يدعو للاعتذار عن غرس ما سماه "القيم اليهودية" في الشباب الإسرائيلي. وأضاف في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي أن "القضية هي فيما إذا كانت إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية أم أنها دولة مثل غيرها من الدول. أنا كوزير للتعليم، أنوي بالتأكيد تقوية العنصر اليهودي".
ويذكر أن جميع طلاب المرحلة الثانوية في إسرائيل يتعلمون من كتاب التربية الوطنية لمدة عامين، والكتاب الذي يخضع للمراجعة حاليا سيكون إلزاميا لامتحان القبول في الجامعة، ولن يكون هناك بديل له باللغة العربية
أرسل تعليقك