الرياض - وكالات
يؤدي أكثر من 3 ملايين طالب وطالبة السبت الاختبارات النهائية للمرحلة المتوسطة والثانوية بجميع مناطق المملكة؛ إذ يخوضون غمار الاختبارات لجني الحصاد الدراسي.
واستعدت كل القطاعات المعنية بموسم اختبارات، وهيأت وزارة التربية والتعليم إمكانياتها المادية والبشرية لتوفير الأجواء المثالية التي يستطيع الطلاب والطالبات خلالها تقديم اختباراتهم بيسر وسلاسة. وكانت الوزارة قد اعتمدت الخطة الزمنية لمتابعة الاختبارات والإدخال على نظام "نور" للفصل الدراسي الثاني ونهاية العام الدراسي الجاري من خلال اللجان المختصة في الإدارة العامة للاختبارات والقبول ومشرفي الاختبارات في إدارات التربية والتعليم، وذلك بعد أن أنهى أكثر من مليونين و700 ألف من صفوف التعليم الابتدائي عملية التقويم الأسبوع الماضي. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني أن الوزارة تعمل منذ وقت مبكر بجميع كوادرها على تهيئة الأجواء المناسبة لهذه الفترة, مع الحرص على أن تسير الاختبارات وفق ما أعد لها من تخطيط في ضوء لوائح الاختبارات المعمول بها, ووفق الخطة الزمنية المحددة للرصد وإظهار النتائج بما يضمن تسهيل عمليات الاستعلام والحصول على النتائج من خلال الخدمات الإلكترونية المقدمة عبر النظام المركزي "نور".
واوضح الدخيني عن تخصيص فرق عمل من مشرفين وموظفين يعملون على حل الإشكاليات والصعوبات التي قد تواجه إدارات الاختبارات في المناطق والمحافظات سواء بالاتصال الهاتفي أو الزيارات الميدانية أو المتابعة الإلكترونية عبر برنامج "نور"، والقيام بجمع الملاحظات ومناقشتها مع فريق العمل المختص بشكل يومي أثناء سير عملية الاختبارات. وأكد أن الوزارة تسعى من خلال ذلك إلى تمكين الطلاب والطالبات من الإطلاع على نتائجهم فور إغلاق المدرسة للنتائج ورفعها على برنامج "نور" مباشرة, ابتداءً من الاثنين في 24 من الشهر الحالي للمرحلة المتوسطة، و29 من الشهر نفسه للصفين الأول والثاني ثانوي باستثناء الصف الثالث الثانوي التي ستكون النتائج والاستعلام يوم الاثنين الأول من شهر شعبان القادم.
وأفاد أن الخدمات الإلكترونية المقدمة من خلال برنامج "نور" استطاعت أن تردم الفجوة الزمنية التي يقضيها الطالب بين انتظار النتيجة والقبول في الجامعات, مؤكداً أن بيانات الخريجين لهذا العام ستنقل في حسابات الجامعات عبر برنامج نور من يوم السبت السادس من شهر شعبان للناجحين في الدور الأول.
ولفت الدخيني إلى أن الوزارة لم تغفل الجانب التوعوي والإرشادي فيما يخص الطلاب والطالبات طيلة أيام الاختبارات، فقد وظفت كافة مواقع الوزارة وإدارات التربية والتعليم للقيام بدورها في هذا الجانب، كما تشارك وسائل الإعلام على اختلافها، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع نظام "نور" يتم من خلالها تقديم كافة الخدمات التوعوية والإرشادية التي يحتاجها الدارس في مثل هذه الفترة, إضافة إلى التنسيق بين الإعلام التربوي والإدارة العامة للاختبارات والقبول ومشرفي نظام نور لتنفيذ خطة تتركز حول أهم العادات والممارسات السليمة خلال هذه المرحلة، وكذلك التعريف بنظام نور وآلية الإفادة منه بالشكل الأفضل، وإتاحة الفرصة للاستعلام والاستفسار عن النظام من خلال الدعم الفني، وكذلك وسائل الاتصال المتاحة مع المركز الوطني للمعلومات التربوية.
بدورها أوكلت إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض عدد من المشرفين والمشرفات التربويين القيام بجولات ميدانية على المدارس للاطلاع على سير الاختبارات التي سيدخلها أكثر من 450 ألف طالب وطالبة، ورفع التقارير اليومية عنها.
وفيما يخص الصحة المدرسية, أقامت إدارة الصحة المدرسية بتعليم الرياض دورات تأهيلية للمرشدين والمرشدات الصحيين، شملت جميع مدارس المنطقة الحكومية والأهلية للبنين والبنات بالمنطقة، وحضرها ما يزيد على (4000) من مديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات بواقع مدير ومعلم, ومديرة ومعلمة من كل مدرسة. كما أقامت إدارة تعليم الرياض (47) مركزاً للإشراف الصحي للبنين و(33) مركزاً للبنات, تغطي من خلالها جميع مكاتب التربية والتعليم في المنطقة.
وفي تعليم المنطقة الشرقية أكملت استعداداتها لاستقبال الطلاب والطالبات المتقدمين للاختبارات النهائية للمرحلتين المتوسطة والثانوية لهذا العام البالغ عددهم (195،606) طالب وطالبة، في (801) مدرسة، مصطحبين توجيهات الوزارة في هذا الشأن.
وهي ذات الاستعدادت في تعليم تبوك، إذ تستعد لاستقبال 100 ألف طالب وطالبة، وتؤكد على اكتمال التجهيزات لهذا الموسم، إضافة إلى حملة توعوية نفذتها عبر توزيع أكثر من 1500 ملصق توجيهي على مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية.
وأنهى تعليم الطائف استعداداته لاستقبال أكثر من 120 ألف طالب وطالبة بالمرحلتين المتوسطة والثانوية، وكلفت إدارة تعليم المحافظة أكثر من 1000 مشرف ومشرفة بمتابعة الاختبارات وتزويدها بتقارير يومية شاملة.
وفي نجران يتوجه 50 ألف طالب لقاعات الاختبارات وسط استعداد تربوي يضمن سير هذه الامتحانات بدقة وسلاسة. في حين يتقدم أكثر من 153 ألف طالب وطالبة من المرحلتين المتوسطة والثانوية بتعليم عسير لاختبارات هذا العام، وسط تحضيرات كبيرة روعي فيها العامل النفسي والذهني لدى هؤلاء الطلاب.
اما بمكة فيؤدي 150 ألف طالب وطالبة اختباراتهم النهائية وسط استعدادات وجاهزية تامة من إدارة تعليم العاصمة المقدسة، لتمكين الطلاب من أداء اختباراتهم من خلال 600 مشرف تربوي ومشرفة يقومون بمتابعة هذه الاختبارات بشكل يومي.
وتنتظر مدارس القصيم استقبال ما يربو على 82 ألف طالب وطالبة يمثلون المرحلتين المتوسطة والثانوية وذلك لأداء اختبارات الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي بأكثر من (730) مدرسة للبنين والبنات.
في حين يؤدي 31 ألف طالب وطالبة الاختبارات بمختلف مدارس منطقة الحدود الشمالية، تقابلهم تجهيزات أعدتها إدارة تعليم المنطقة، ستكون سبباً مباشراً في تقديم موسم اختبارات جيد.
أما تعليم ينبع فأنهى استعداداته لاستقبال 30 ألف طالب وطالبة بالمرحلتين المتوسطة والثانوية في كافة قطاعات التعليم الحكومي والأهلي، من خلال متابعة 113 مشرف ومشرفة لهم في قاعات الاختبار.
كما أنهت إدارتا التربية والتعليم في منطقة الباحة ومحافظة المخواة استعداداتهما لاستقبال طلاب وطالبات المنطقة الذين سيؤدون اختباراتهم النهائية السبت المقبل.
وأوضح مدير عام التربية والتعليم في منطقة الباحة سعيد بن محمد مخايش أن الإدارة جهزت قاعاتها في 380 مدرسة للبنين والبنات لاستقبال أكثر من 25000 طالب وطالبة.
من جانبه أبان مدير التربية والتعليم بمحافظة المخواة علي بن خيران الزهراني أنه سيتوجه السبت المقبل أكثر من 16 ألف طالب وطالبةً إلى قاعات الاختبارات في 180 مدرسة للبنين.
وفي استطلاع أجرته وكالة الأنباء السعودية عن موسم الاختبارات، التقت مجموعة من التربويين والأخصائيين النفسيين لأخذ أرائهم عن أجواء الاختبارات وسبل تحويلها لفترة مثلى بالنسبة للأسرة والمجتمع. وأكد الأستاذ المشارك بالإدارة التربوية بكلية التربية بجامعة الملك سعود عبدالرحمن الحبيب أن ظاهرة الرهبة من الاختبارات قديمة وما زالت مظهرا أسبابها من طبيعة المنهج والتقييم المعمول به حاليا، مبيناً أن المناهج تتكون من كم كبير من المعلومات, وتعتمد على الذاكرة أكثر من اعتمادها على بقية القدرات العقلية, مشدداً على أن المناهج تركز على قضية الذاكرة والاسترجاع، مما يشكل عبئ على ذاكرة الطالب. وقال ان التعلم التفاعلي يكسب الطلاب القدرة على استخدام القدرات العقلية لدى الطلبة والطالبات ويدربهم على المهارات القيادية والحياتية، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب يقضي على ظاهرة الرهبة من الامتحانات.
ونوه مشرف اللغة العربية أحمد القرني بجهود وزارة التربية والتعليم لتخفيف حدة الاختبارات، مشيرا إلى أهمية دور أولياء الأمور في هذا الصدد لتذليل الصعوبات التي قد تعترض الأبناء.
وحض المشرف التربوي حمد العوض الطلاب والطالبات على الاستعداد المبكر للاختبارات من خلال تنظيم الوقت والمذاكرة الجادة والبعد عن السهر والتوكل على الله - سبحانه وتعالى- ودخول الاختبارات بنفس مطمئنة.
ونصح المشرف التربوي بمكتب إدارة التربية والتعليم بالرياض فهد السعيدان أسرة الطالب والطالبة أثناء فترة الاختبارات للتحفيز وشحذ الهمة استعدادا للاختبارات، منبها لعدم المبالغة في ذلك أو طلب تقدير قد يفوق القدرات العقلية والذهنية.
وأكد أهمية إدارة الوقت وتجزئته للمذاكرة والمراجعة والراحة، مع أهمية أن تكون مكافئة الابن في حالة التزامه باتفاقية تقسيم الوقت وجديته بإعطائه وقتا حرا للترويح والتسلية.
وتطرق المرشد الطلابي بمدرسة حجر بن عدي بالرياض أحمد الغامدي إلى الجانب النفسي للطالب في الاختبارات مشيرا إلى أهمية التعامل مع الاختبارات بهدوء وواقعية دون انفعال غير مبرر بعيدا عن التوتر، حتى يصل الطالب إلى حالة استقرار نفسي تسمح له بالتعامل مع الاختبارات كما ينبغي.
ووصف المعلم في المرحلة الثانوية فواز الحارثي فترة الاختبارات بفترة الحصاد، حيث أن من المفترض على الطالب أن تكون لديه المعلومات كاملة ووافية عما تعرض له خلال الفصل الدراسي، إلا أن هيبة الاختبارات تتكون لدى الطالب بسبب المجتمع المحيط من البيت والمدرسة حيث من الخطأ أن تكون القناعة لدى الطالب بأن فترة الامتحانات هي فترة صعبة مما يوجد لديه رهبة نفسية من الاختبارات قد تؤثر على التحصيل العلمي، داعيا الطلاب والطالبات أن يعطوا لكل معلومة قيمة وأهمية كي يستفيدوا منها في المستقبل وأن يتوكلوا على الله ويجعلوا نواياهم خالصة لوجهه الكريم.
وفي استطلاع مماثل أجرته "واس" على الطلاب في مختلف المراحل أكدوا فيه أن رهبة الاختبارات تزول حال الاستعداد الجيد والمدارسة قبل فترة الامتحانات بمدد كافية.
أرسل تعليقك