الدوحة ـ قنا
نظمت إدارة التنمية الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية ورشة تدريبية بعنوان: "بناء جسور الثقة بين الطالب والهيئة التدريسية" بهدف تدريب أولياء الأمور والمعلمين على مهارات التواصل والتقارب مع الابناء في المنزل والطلاب في المدرسة.. وذلك في سياق التوعية ورفع مستوى تثقيف الأسرة والمجتمع.
افتتحت الورشة الدكتورة بتول خليفة أستاذ الصحة النفسية المشارك من كلية التربية في جامعة قطر بطرح مفهوم "الثقة بالنفس" للإنسان في مراحله العمرية المختلفة باعتبار ان الثقة بالنفس هي احساس الشخص بقيمة نفسه في محيطه الاجتماعي ليتصرف بشكل طبيعي من دون قلق وهو دون غيره المتحكم بتصرفاته.
وأضافت ان الثقة بالنفس لا تولد مع الانسان بل هي مكتسبة من البيئة المحيطة به، وأن بناء الثقة بالنفس هي المفتاح الأساسي الذي يساعد الفرد على اتخاذ قراراته، وتكوين الصداقات، وتقوية العلاقات، ولقيادة حياة ناجحة، و بالتالي يؤدي إلى تقدير مرتفع للذات.
وعرفت الدكتورة بتول "تقدير الذات" بأنه النظر إلى الذات على أنها قادرة على التغلب على مواجهة أحداث الحياة وأنها تستحق النجاح والسعادة، وهو ايضا مجموعة من المشاعر والانفعالات التي يكونها الفرد عن ذاته، بما في ذلك الشعور باحترام الذات و مشاعرها.
وأشارت إلى أن نمو تقدير الذات ويتطور من خلال ست نواحي هي المواهب الطبيعية الموروثة مثل الذكاء و المظهر والقدرات الطبيعية، والفضائل الأخلاقية و الاستقامة، والانجازات والنجاحات في الحياة مثل المهارات ،الممتلكات ، الانجازات، والشعور بالأهلية و أن يكون محبوباً، والشعور بالخصوصية والأهمية و الجدارة والاحترام والشعور بالسيطرة على الحياة.
وتطرقت الدكتورة إلى أساليب منح الطفل الثقة وخلق علاقات إيجابية خلال المراحل العمرية والتعليمية المختلفة، مشيرة الى إلى مطالب النمو لهذه المرحلة التي ترتكز على تعلم الارتباط بالآباء والآخرين، وتكوين العلاقات الاجتماعية.
وقالت إن البيئة الاجتماعية تلعب دوراً هاماً في النمو العقلي للطفل، فهي تساعده في الاكتشاف و التفاعل اللفظي والإجتماعي المناسب، و تلعب البيئة الاجتماعية في إثارة التفكير و توجيه الوجهة السليمة للطفل.
وذكرت أستاذ الصحة النفسية المشارك من كلية التربية في جامعة قطر ان ابرز مايميز مرحلة الطفولة (المرحلة الابتدائية) هو اتقان المهارات الحركية و اللغوية التي تم اكتسابها خلال السنوات السابقة وهي المرحلة التي تفصل الطفولة عن المراهقة، مشيرة الى ان أهم مطالب النمو لهذه المرحلة هو تعلم القيم و الاتجاهات و المعايير الاجتماعية تجاه المجتمع و الاندماج و التعاون معها، وان دائرة العلاقات في المناخ المدرسي تتسع و يتعلم السلوك المرفوض و التنافس داخل الصف بصورة متزنة، ويدرك الطفل في هذه المرحلة النضج العقلي من خلال الخبرة و التعلم.
وفيما يخص التعامل مع الطلاب في المرحلة الإعدادية و الثانوية استعرضت خصائصها من خلال تعلم أفضل الاساليب السلوكية الأرقى، وتتصف العلاقات بالفهم المناسب بالرغم من تعرض المراهق لبعض الاضطرابات، إلى جانب مرحلة اتخاذ القرارات، مثل قرار الاختيار التربوي، الشريك،القيم، الاتجاهات و الاصدقاء.
ونوهت الدكتورة بتول خليفة إلى كثرة الصراعات في حياة المراهق كالصراع بين الاستقلال عن سلطة الوالدين و التبعية، وصراع الطموحات، و القيم الدخيلة، و عادات المجتمع و قيمه.
واستعرضت سلوكيات المراهقين و الفروق التي توضح السلوب المحبوب وغير المحبوب وآلية التعامل معه من قبل اولياء الأمور والهيئة التدريسية في المدرسة.
كما تطرقت إلى احتياجات الشخص في بناء الثقة لكل مرحلة عمرية من خلال تقديم وصايا للوالدين و المعلم في التواصل مع الطالب في فن الاصغاء للطالب في جميع المراحل العمرية.
وأوصت الدكتورة بتول خليفة بضرورة المام الهيئة التدريسية بمستلزمات الصحة النفسية في المدرسة، مؤكدة انه لابد للمعلم من دراسة آثر الصحة النفسية في دور الإعداد لدور معلم، لفهم الأسس السيكولوجية التي يبني عليها التعليم و التعلم. وضرورة الاهتمام بتفاصيل حياة الطلبة داخل المدرسة حيث انها حافلة بالخبرات التي تؤثر إيجاباً و سلباً على الصحة النفسية لهؤلاء الطلبة، مشيرة الى العلاقة الوثيقة المتبادلة بين الصحة النفسية من جانب و التحصيل من جانب آخر.
وقالت إن الطالب الذي يعاني من القلق بسبب تردي الأوضاع في أسرته أو مشغول البال بمشكلاته أو بفشله في إقامة علاقات طيبة مع زملائه أو بعض مدرسية يصعب عليه التركيز تركيزاً كافياً على مستوى استيعاب المعلومة و التعلم في المدرسة، لهذا لابد أن لا نستغرب عدم التوافق الرسمي لهذا الطالب.
وأضافت أن سلسلة الاستجابات السلبية لدى الطالب كان من الممكن تجنبها حين يهتم المعلم اهتماماً خاصاً بطلبته المتخلفين دراسياً و يقوم بتوضيح ما غمض عليهم و يتولاهم أولاً بأول حتى يقترب بهم من مستوى الفصل مؤكدة على ضرورة تهيئة المناخ الجيد داخل المدرسة بواسطة المدير و المعلمين.
وحول دور المدرسة أكدت الدكتورة بتول أهمية الدور الوظيفي للمدرسة من خلال تهيئة علاقات وظروف أكثر مناسبة للنمو السوي للطلبة ومواجهة الحاجات النفسية الاجتماعية للطلبة وتعديل اتجاهات الطلبة بما يساير فلسفة المدرسة وتصحيح انحرافات السلوك و علاج الطلبة المشكلين.
وشددت على أهمية علاج الخلل في الثقة المتبادلة مع الأخذ بعين الاعتبار بالاعتراف بالأخطاء التي ترتكب و بيان امكانية تحقيق الصواب و ذلك من خلال عرضها لبعض الاساليب المقبولة و الأخرى الغير مقبولة و إجراء المقارنة بينها بشكل يفيد المعلمين في كسب علاقات فعالة و ناجحة في المحيط المدرسي.
وأوصت بضرورة تغيير الاستراتيجيات لتحقيق أفضل النتائج، مع اتباع اساليب القدوة الحسنة و اشعار الطالب بأجواء الأسرة و التأكيد على شعور الانتماء والحب و الكرامة مع إكسابه مهارات اتخاذ القرارات و كيفية التعامل مع مختلف الظروف مشيرة الى أن ضعف العلاقة بين المعلم و الطالب هي سبب الكثير من المشاكل، لذلك من الضروري خلق تقارب حقيقي واقعي أمين قائم على الاحترام المتبادل والاخلاص لتفادي المشكلات في المستقبل.
أرسل تعليقك