لندن ـ سليم كرم
أعد مركز أبحاث وزارة الدفاع البريطانية دراسة تُحدد التهديدات المحتملة للأمن التي من الممكن أن تنشأ بحلول 2045.وأشارت الدراسة إلى أنّ الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات لها قدرة عالية على تطوير قوات الأمن. وسيستطيع المجرمون الحصول على طائرات دون طيار وأقمار صناعية رخيصة الثمن وبشكل متزايد. كما أن الحروب البيئية المتطورة ستنشر الحشرات والتي قد تصيب الإنسان والنباتات بأمراض.
وأكّد أنّ هذه المخاطر هي من ضمن مجموعة من التحذيرات أوردتها دراسة لمركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع حول استكشاف التهديدات المحتملة للأمن التي قد تنشأ بحلول منتصف هذا القرن.
وحذرت الدراسة من أخطار الآثار المترتبة تغيير المناخ، ونمو المراكز الحضرية المترامية في الإطراف، بالإضافة إلى الضغط على الموارد الطبيعية ولاسيما المياه، مشيرةً إلى أنها ترسم صورة للعالم حيث تقل سلطات الحكومات والدول أمام قوى الشركات الخاصة متعددة الجنسيات، كما سيقل الولاء للوطن أمام الهجرة المتزايدة.
وأكّد مدير مركز العقيدة والمفاهيم في وزارة الدفاع والمشرف على تلك الدراسة الأميرال جون كينغ وي"، أن "تلك الدراسة ليست تنبؤ بالمستقبل ولا تعكس الرؤية الرسمية للحكومة". ومع ذلك أكّد جون أنّ "الدراسة وصفت نتائج مقبولة نسبيا على أساس تحليل دقيق لجميع الاتجاهات الحالية".
وأشار إلى أنّ "اتساع وسرعة وتيرة التقدم التكنولوجي غيرت من تصورنا لدورنا في أماكن العمل، حيث تكشف فرص جديدة للتقدم الصحي، وتسهل عملية تعميق الاتصالات العالمية".
وتابع "وبازدياد التقدم التكنولوجي، سوف نواجه مخاطر جديدة لأمننا في الداخل والخارج، وفي الغرب على وجه الخصوص فإن صعود العمل الفردي، سوف تغير هياكل الحكومات الراسخة من الأنظمة التقليدية".
وأوضحت الدراسة أنّ الدراسة تقول إنه بحلول 2045 سيصل تعداد السكان إلى 10.4 مليار نسمة مقارنة بـ 7.2 مليار نسمة في الوقت الحالي. وسيقطن أكثر من 70% من السكان في مناطق حضرية، وسيعاني ما يقرب من 3.9 مليار شخص من "نقص المياه"، وستزيد معدلات البطالة والاضطرابات الاجتماعية. ومن المرجح أن يغير "الإنسان الآلي" وجه الحرب، وكن سوف يظل "صانعي القرارات العسكرية" من اختصاص البشر لأسباب أخلاقية. على الأقل في الدول الغربية. وسيقل انتماء الأفراد لأوطانهم وذلك بسبب ازدياد أعداد المهاجرين، وارتباطهم القوي بالمجتمعات الافتراضية". وستصل النفقات الصينية على "وزارة الدفاع" مثل الولايات المتحدة، ولكن لن تصل نفقات روسيا للولايات المتحدة أو الصين أو الهند.
وأبرزت أنه من المرجح أن تكون الأسلحة المستخدمة في الحروب في المستقبل تشمل الليزر بعيد المدى والقادر على إنتاج إشعاعات كهرومغناطيسية أو إشعاعات ذرية التي من الممكن أن يدمر المعدات والبنية التحتية أو التسبب في أضرار غير قاتلة وأقل ضررُا على الإنسان.
واستطردت أنه بحلول 2020 سيكون هناك ما يقرب من 500 قمرًا صناعيًا يدور حول الكوكب وستكون عرضة للهجوم والاصطدام.
وتختتم الدراسة مشيرًا إلى أنه بحلول 2045 أو قبل ذلك، فإن المنظمات الإجرامية ستتمكن من تأمين حمولة صواريخ خاصة تديرها "شركات خاصة"، وهذا من شأنه يسمح لهم بإطلاق أقمار صناعية خاصة مما قد يهدد خصوصية الأفراد والشركات.
أرسل تعليقك