يبدأ وزير النفط الإيراني "بيجين زنجنة" زيارة رسمية إلى روسيا، للاجتماع مع مسؤولين روس بينهم ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي وبينما لم يذكر موقع وزارة النفط الإيرانية (شانا)، تفاصيل بشأن الزيارة، إلا أنها تأتي في وقت تعيش فيه صناعة الخام تحديات غير مسبوقة، مع استمرار العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد منذ أغسطس/ آب 2018.
ومع استمرار عجز إيران عن إيجاد طرق للالتفاف على العقوبات الأمريكية، خاصة المرتبطة بالنفط وتسويقه، تواصل طهران استغلال علاقتها مع روسيا لإيجاد طرق لتصريف نفطها الراكد.
وكانت إيران ضمن خطوات البحث عن قنوات للحصول على مقابل لبيع النفط أو مشتقاته، وجدت أن تسويق المشتقات النفطية لفنزويلا قد يساعدها على توفير السيولة النقدية الأجنبية، والتي تواجه طهران شحا في الحصول عليها.
وبحسب تقرير لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الأسبوع الماضي، فقد تراجع إنتاج إيران النفطي دون مليوني برميل نفط يوميا، خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهو الهبوط "الثامن" على التوالي.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في تقريرها الشهري الصادر الأسبوع الماضي، إن إنتاج إيران النفطي، بلغ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نحو 1.986 مليون برميل يوميا، من 1.95 مليون برميل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ مارس/ آذار الماضي، لم تنجح إيران في زيادة إنتاجها النفطي لمليوني برميل يوميا، وسط تعليق الطلب العالمي على الخام، امتثالا للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ أغسطس/ آب 2018 وتم تشديدها في نوفمبر/ تشرين الثاني لنفس العام.
وفي أبريل/ نيسان الماضي بلغ إنتاج إيران النفطي و1.973 مليون برميل يوميا، و1.954 مليون برميل في مايو/ أيار الماضي، و1.947 مليون برميل يوميا في يونيو/ حزيران، و1.93 مليون برميل في يوليو/ تموز، و1.963 مليون برميل في أغسطس/ آب، و1.942 في سبتبمر/ أيلول 2019.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 طبقت حزمة عقوبات أمريكية جديدة على إيران، طالت صناعة النفط من إنتاج وتصدير ونقل، إضافة إلى عقوبات مالية أخرى حالت دون تلقي طهران عائدات النفط في حال تصديره بعيداً عن القنوات الرسمية.
ويترنح الاقتصاد الإيراني بين تحديات هي الأصعب في تاريخ الاقتصاد المحلي، مرتبطة برفع وتيرة العقوبات الأمريكية على طهران ومفاصل اقتصاده المحلي، إلـى جانب فساد مستشر، دفعا إلى مزيد من الانهيار في أسعار الصرف.
وعلى أساس سنوي، أظهر مسح لـ "العين الإخبارية" بالرجوع للبيانات التاريخية لمنظمة أوبك، أن إنتاج إيران النفطي خلال الشهر الماضي تراجع بنسبة 9%، نزولا من 2.15 مليون برميل يوميا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
ونتيجة هبوط إنتاج وصادرات النفط الخام، دخلت البلاد في أزمة حادة بوفرة السيولة خاصة النقد الأجنبي، ما دفع الحكومة والبنك المركزي لفرض قيود صارمة على حركة النقد الأجنبي في البلاد، وإلغاء 4 أصفار من العملة المحلية.
وكان إنتاج إيران من النفط شهد نمواً كبيراً في يوليو/تموز 2015، وذلك بفعل توقيع الاتفاق النووي حينها، وسرعان ما تبددت طموحات طهران الدولية في أسواق البترول بفعل العقوبات الأمريكية.
وفي 2018، بلغ متوسط الإنتاج اليومي للنفط الخام من جانب إيران نحو 3.553 مليون برميل يومياً، بينما بلغ متوسط إنتاجها اليومي في 2019، نحو 2.356 مليون برميل يوميا، وفق بيانات المنظمة الرسمية.
في السياق، أخفت الحكومة الإيرانية للشهر السابع والعشرين على التوالي، أرقام وبيانات صادرات النفط الخاصة بها عن المؤسسات الدولية، في الوقت الذي تواصل فيه هذه الصناعة الانهيار بفعل العقوبات الأمريكية.
وأظهرت معطيات تقرير رسمي صدر، الأسبوع الماضي، عن المبادرة المشتركة للبيانات النفطية (جودي) أن طهران أخفت بيانات صادراتها من الخام، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع تراجع حاد في أرقام إنتاج النفط الخام.
وجاء في أرقام (جودي)، أن طهران لم تقدم بيانات صادراتها النفطية للمنظمة منذ أغسطس/آب 2018 حتى مارس الماضي.
وفي يوليو/تموز 2018، كانت آخر مرة تعلن فيها إيران حجم صادراتها النفطية للمبادرة المشتركة للبيانات النفطية (جودي)، إذ صدرت في ذلك الشهر 2.168 مليون برميل يوميا من النفط الخام.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك