الكويت ـ وكالات
في منطقة القبلة وعلى شارع الخليج العربي يقع مبنى مجلس الامة الكويتي الذي يعد تحفة معمارية شبيهة بالخيمة العربية وشيد بين عامي 1978 و1985 تنفيذا لتصميم وضعه المعماري الدنماركي يورن أوتسون الذي اشتهر بتصميم دار اوبرا سيدني في استراليا.
وحصل تصميم اوتسون (الذي توفي في نوفمبر 2008) على المرتبة الاولى في مسابقة معمارية دولية خاصة بتصاميم المبنى وتم تكليفه عام 1972 باجراء المخططات التفصيلية لمجمع مباني مجلس الامة.
ويعد مبنى مجلس الامة الذي يقع على مساحة 120 ألف متر مربع قلب الديمقراطية النابض في الكويت بواجهته الرحبة المطلة على بحر الخليج العربي وبتصميمه الذي يرمز للخيمة العربية وللضيافة الكويتية وبسقيفته الخارجية المتدلية المرتكزة على 12 عمودا شاهقة وممتدة على طرفيه وبخطوطه الشرقية المستوحاة من التراث الاسلامي.
وتذكر بعض الدراسات ان اوتسون كان يطمح في تصميمه الى ان تكون سقيفة المدخل الواسعة عنوان الحل المعماري ورايته وان تكون همزة وصل كفؤا بين البحر والصحراء كما ينشد ان تكون تلك السقيفة الرحيبة بمنزلة ميدان ظليل يتفيأ تحته ناس كثيرون حاكمون ومحكومون مشرعون ومنفذون زيادة في تأكيد وظيفة المبنى ورمزيته.
وتعرض المبنى لتعديلات جذرية على تصميمات اوتسون الاساسية تم فيها اختصار عدد من الوحدات الادارية ونقل المدخل من مكانه السابق في الجهة الشمالية الغربية الى الجهة المعاكسة الجنوبية الشرقية.
كما تم الاستغناء عن قاعة مركز المؤتمرات الكبيرة والمثيلة لقاعة المجلس كما تم نقل مسجد مجمع المبنى من موقعه تحت السقيفة الى داخل المبنى.
ورغم هذه التعديلات فقد احتفظ المبنى بقيمته التكوينية الاساسية مضيفا ان من العناصر الاخرى التي لا تقل عن اهمية السقيفة الممر الداخلي العريض الذي يخترق المبنى كله من اوله الى اخره بدايته المدخل الواقع في الجهة الشرقية الجنوبية ونهايته عند نقطة الدخول تحت السقيفة الكبرى حيث تصب فيه كل المسارات الموصلة بفضاءات المجمع عبر ذلك (الشارع) او (السوق) كما يحلو للمعماري اوتسون ان يسميه.
وتوضح تلك الدراسات ان اوتسون في تعامله مع مفردة الشارع او السوق تصميميا فانه يتوق الى تضمينه مفهوما أبعد من ان يكون مجرد ممر او دهليز كما هو اساس وظيفة الممرات بل ليكون دوره مكانا مناسبا لالتقاء جميع العاملين في المجمع واحاديثهم.
وخلال الفترة التي واكبت المراحل النهائية من البناء الذي بلغت تكلفته الإجمالية 25 مليونا و869 ألف دينار اجريت انتخابات مجلس الامة في فصله التشريعي السادس في 20 فبراير 1985 وعقد المجلس جلسته الافتتاحية في المبنى القديم لمجلس الامة (المجلس البلدي حاليا) في 9 مارس.
وخلال ذلك الفصل التشريعي انتقل اعضاء المجلس الى المبنى الجديد الذي افتتح بتاريخ 23 فبراير 1986 برعاية سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وسط احتفال حضره رؤساء مجالس الأمة السابقون والوزراء والنواب السابقون وأعضاء مجلس الأمة.
وفي 2 اغسطس 1990 تعرضت الكويت للغزو العراقي الذي دام قرابة سبعة اشهر وتحررت منه في 26 فبراير 1991 بتحالف دولي لم يسبق له مثيل بالتاريخ وتعرض مبنى المجلس من جراء الغزو العراقي الى دمار وحرق وفقدت مكتبته نحو 45 ألف كتاب ما بين سرقة وحرق.
وبدأ العمل في مشروع اعادة ترميم بناء المبنى في يوليو 1991 بتكلفة بلغت 19 مليونا و394 الف دينار وانتهى العمل في المشروع في اكتوبر 1992 حيث جرت انتخابات المجلس للفصل التشريعي السابع في الخامس من اكتوبر من العام ذاته.
ويتألف المبنى الرئيسي لمجمع المجلس من سرداب وطابق ارضي وطابق اول مؤديين الى قاعة عبدالله السالم الصباح (قاعة المجلس) المكونة من دورين.
ويحتوي الطابق الاول على مكاتب سمو الامير وسمو ولي العهد وموظفي امانة المجلس وقاعات اجتماع للاحتفالات وكافتريا ومكتبة ومسجد واستراحة للاعضاء.
كما يضم مكاتب لرئاسة مجلس الامة ومكاتب لموظفي الأمانة واعضاء المجلس وقاعات اجتماع للجان كما تم تزويد المبنى بجسر يربط بين كل من الجهة الشرقية والغربية للمبنى وسبعة مصاعد تربط جميع الادوار.
ولمبنى مجلس الامة اربع بوابات منها بوابتان شمالية وجنوبية أما الجنوبية فهي المدخل الرئيسي للمجلس الذي يستعمله سمو الامير ورئيس المجلس وسمو رئيس الوزراء واعضاء المجلس والحكومة والهيئات والبعثات والضيوف.
وتتألف قاعة المجلس من دورين هما الدوري الارضي ويحتوي على منصة الرئاسة ومنصة للأمانة العامة للمجلس ومنصتين للخبراء ومندوبي الحكومة.
ويشمل الطابق الأرضي 120 مقعدا للاعضاء والوزراء وشرفة لكبار الزوار والصحافيين مزودة ب222 مقعدا في حين يتضمن الدور الاول مدرجات مزودة ب736 مقعدا للجمهور كما زودت القاعة بنظم الكترونية صوتية وتصويرية مرئية متطورة.
ونظرا لازدياد اعداد العاملين في الامانة العامة لمجلس الامة وقعت وزارة الاشغال في سبتمبر 2008 عقدا مع احدى شركات المقاولات لانشاء مشروع مركز المعلومات ومبنى جديد للنواب بمحاذاة مجلس الامة بمساحة تصل الى 70 الف متر مربع وبقيمة تصل الى 30 مليون دينار وتفصله عن القديم جسور ممتدة مغطاة تنقل الاعضاء الى قاعة عبدالله السالم.
ووصلت نسبة الانجاز في المشروع نحو 78 في المئة إلا ان المشروع توقف حاليا لوجود قضايا متداولة في المحاكم بين الوزارة والمقاول.
ويتكون المبنى من سرداب وخمسة ادوار ويحتوي على 75 مكتبا خاصا لاعضاء مجلس الامة وبزيادة احتياطية لعدد 25 مكتبا في حال زيادة عدد اعضاء مجلس الامة مستقبلا وجميع مكاتب الاعضاء مطلة على البحر وموزعة على الادوار الخمسة.
وكل دور من الادوار الخمسة يتضمن 15 جناحا لاعضاء المجلس وتبلغ مساحة كل واحد 40 مترا مربعا ويتكون من مكتب وغرفة سكرتارية ودورة مياه ومكان للراحة كما يحتوي كل دور على قاعتي اجتماعات اضافة الى المصليات وغرف الخدمة.
وفي مبنى مكاتب الاعضاء صممت واجهات منحنية من اجل اعطائها اطلالة على البحر وتزويدها بنوافذ ثابتة ومنحنية وبلكونات خاصة لكل مكتب كما تم تزويد المبنى بمواقف سيارات تكفي ل120 مركبة وتقع في مستوى السرداب امام المبنى الرئيسي للاعضاء اضافة الى مسرح يتسع ل480 شخصا وقاعة متعددة الاغراض تتسع ل82 شخصا.
اما مبنى مركز المعلومات فيتألف من ثلاثة ادوار وسرداب لكامل المساحة مع مواقف تتسع ل380 سيارة اضافة الى المكتبة التي تقع بالدور الاول اما الدوران الاخران فخاصان بالحاسب الالي وقطاع المعلومات.
يذكر ان اخر تصاميم المهندس المعماري الدنماركي اوتسون هو (مركز أوتسون) الذي سمي باسمه وشاركه بتصميمه ابنه المعماري كيم وافتتحه عام 2008 قبل وفاته ليخدم طلاب الهندسة المعمارية والتصميم في جامعة البورغ
أرسل تعليقك