القاهرة ـ وكالات
لم يقف مثقفو مصر مكتوفي الأيدي إزاء جملة التطورات التي تشهدها القاهرة في الوقت الراهن، وخاصة في أعقاب تكتل الغرب ضد الإرادة الشعبية المصرية بعد فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول في كل من رابعة العدوية والنهضة، فراح المثقفون ينخرطون في الشأن السياسي موجهين رسالات مُختلفة لقوى المجتمع الدولي المُختلفة، مفادها أن مثقفي مصر يؤيدون خارطة الطريق التي طرحها الجيش في 3 يوليو عقب الموجة الثورية في 30 يونيو الماضي.
دبلوماسية الشعبة
وبالتزامن مع الجهود المبذولة عبر المؤسسة الدبلوماسية الرسمية الممثلة في وزارة الخارجية، بزغ دور المثقفين الواضح في الدبلوماسية الشعبية الموازية التي تتكامل ونظيرتها الرسمية من أجل رسم صورة حقيقية عن الأوضاع في مصر بوجهٍ عام، فراح المثقفون يعقدون جملة من اللقاءات والاجتماعات، ويوجهون كلمات متناثرة إلى الغرب بقصد عمل خطاب موازٍ لخطاب جماعة الإخوان؛ مستخدمين آلياتهم الأدبية في التعبير ووصف الذي جرى على بر مصر في تلك المرحلة الفائتة من التاريخ، والتي شهدت أخطاء بالجملة في حق الثقافة المصرية وفي حق الآثار المصرية، ومدى الضرر الذي لحق بالمثقفين في ظل وجود نظام الإخوان طوال العام الماضي.
رسالة جماعية
ومن أبرز الفعاليات التي أقامها مثقفو مصر خلال الفترة الأخيرة للغرض ذاته، هو المؤتمر الصحافي العالمي الذي تم تنظيمه تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب، وهو المؤتمر الذي عقد منذ أيام قليلة بالقاهرة، وكان إحدى ثماره توجيه رسالة جماعية من مثقفي مصر إلى الغرب هدفها التأكيد على الإرادة الشعبية وعلى تقبلهم خارطة الطريق، فضلًا عن رصد خطايا وجرائم التنظيم الإخواني في حق الثقافة، في محاولة لمخاطبة "الحس الإبداعي والأدبي والفني" العالمي، من أجل توضيح الحقائق للرأي العام العالمي.
وفي كلمته بالمؤتمر، ثمّن وزير الثقافة المصري دور الثقافة والمثقفين في توضيح الصورة الحقيقية لما يجري في مصر خلال الفترة الحالية، وما قد جرى فعلًا من ذي قبل، مؤكدًا أن الحقائق واضحة كعين الشمس، إذ إن هناك استهدافا واضحا جدا من قبل متطرفين إلى التراث المصري والمتاحف والمنشآت الثقافية المختلفة، ما يتوجب على جموع مثقفي مصر مواجهته بحسم شديد، واستنكار تلك الأعمال.. واعتبر وزير الثقافة أن الفن والسياسة لا ينفصلان، مشيرًا إلى دور المثقف في المشهد الحالي.
مصر تُعاني
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، خلال كلمته بالمؤتمر المنعقد في المجلس الأعلى للثقافة أن مصر تُعاني من جماعة إرهابية موجودة منذ ما يزيد على 85 عاما، وكان لها جرائم ضد المبدعين والأدباء، في مقدمتهم فرج فودة الذي اغتالوه، فضلًا عن محاولة اغتيال نجيب محفوظ ونفي حامد أبوزيد، بالتالي فإن تلك الجماعة لا تقدر الإبداع ولا المبدعين والمثقفين، مؤكدًا دور المثقف للحفاظ على هوية مصر وثقافتها من يد تلك الجماعة.
وفي سبيل تحركات مثقفي مصر نحو مواجهة العنف الإخواني الذي يمارس على الثقافة والمنشآت الثقافية، دعا كافة رؤساء الهيئات الثقافية جموع المصريين وقوى الأمن تأمين كل تلك المنشآت حفاظًا على التراث المصري، وإدانة كافة أشكال العنف الذي يُمارس ضد الثقافة، والذي كان من ضمن نتائجه حرق مكتبة الكاتب الصحفي البارز الأستاذ محمد حسنين هيكل.
شكر للإمارات والسعودية
وقدّم المثقفون المصريون في بيان رسمي صادر عنهم الشكر إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لدورهما القوي في دعم مصر، وجاء نص البيان كالتالي: ندعو الشرفاء في كل أنحاء العالم إلى تأييد ثورة المصريين، حيث خرج أكثر من 33 مليون مواطن، مطالبين بإنهاء حكم الجماعة الفاشية، وهي جماعة الإخوان المحظورة..
والجيش قام بحماية الثورة، وقدم خارطة طريق وتعهد بحماية مدنية الدولة دون إقصاء لأحد، لكننا للأسف فوجئنا برد فعل الدول التي تؤازر هذه الجماعة المحظورة، التي تقوم برفع علم القاعدة في وسط شوارع مصر علناً، وتقطع الطرق وتقدم الأطفال والنساء كدروع بشرية في الاعتصامات وتحرق الكنائس وتقتل رجال الشرطة وتروع الآمنين. وقد قام الشعب المصري بتفويض الجيش لمواجهة هذا الإرهاب. بيان
جاء في بيان المثقفين المصريين: نعلن نحن المثقفون رفض أي تدخل دولي في مواقفنا التي تحمي هويتنا الثقافية وأمننا الداخلي، ونشكر المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، ونطالب الجميع بمساندة موقف مصر لمواجهة الإرهاب.
أرسل تعليقك