القوة الناعمة تتجلى وتفرض أسئلتها بين الشعار والواقع في العرس الثقافي المصري
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

"القوة الناعمة" تتجلى وتفرض أسئلتها بين الشعار والواقع في العرس الثقافي المصري

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - "القوة الناعمة" تتجلى وتفرض أسئلتها بين الشعار والواقع في العرس الثقافي المصري

معرض القاهرة الدولي للكتاب
القاهرة ـ أ ش أ

تفرض أسئلة "القوة الناعمة" نفسها بقوة في سياق العرس الثقافي المصري الحالي أو "معرض القاهرة الدولي للكتاب" الذي اختار في دورته الحالية شعار "القوة الناعمة-كيف؟".

"فالقوة الناعمة بأسئلتها وتجلياتها" حاضرة سواء على مستوى العنوان والخطاب أو الواقع والممارسات في هذا العرس الثقافي الذي بدأ امس الأول "السبت" ويستمر حتى العاشر من شهر فبراير المقبل بمشاركة 27 دولة ويصل عدد اجنحته الى 1194 جناحا ويشارك فيه 849 ناشرا من بينهم 368 ناشرا من دول عربية فضلا عن ناشرين افارقة وعشرة ناشرين أجانب فيما قدر عدد الزائرين في اليوم الأول للمعرض بنحو 300 الف زائر حسب مصادر بالهيئة المصرية العامة للكتاب.

واذا كانت "القوة الناعمة" كمفهوم ثقافي صاغه جوزيف ناي الأستاذ بجامعة هارفارد لأول مرة في عام 1990 لوصف القدرة على الجذب والاقناع دون اكراه او استخدام للقوة الصلبة او العنف كما انها تجافي النزعة الدعائية فان هذا المعنى يتجسد على ارض المعارض في القاهرة الآن حيث يأتي البشر من دول شتى حول العالم كزائرين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يعد من اكبر واهم معارض الكتب على مستوى العالم وبلغ عدد زائريه في الدورة السابقة اكثر من أربعة ملايين شخص من بينهم عدد كبير من الأشقاء العرب والضيوف الأجانب.

والثقافة مرتبطة ارتباطا لاينفصم بمعنى ومفاهيم القوة الناعمة الذي طوره البروفيسور جوزيف ناي في عام 2004 في كتاب صدر بعنوان :"القوة الناعمة: وسائل النجاح في السياسة الدولية"، حيث يتجه المعنى مباشرة للثقافة والفن لبناء نموذج للدولة يجذب الأخرين ويثير اعجابهم بقدر ماتفضي هذه الجاذبية الثقافية لمزيد من "القوة المعنوية للدولة".

ومنذ اليوم الأول للدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب دارت نقاشات ثقافية- بقاعة "عبد الرحمن الشرقاوي" الذي اختير كشخصية المعرض هذا العام- حول "القوة الناعمة" وعقدت ندوة بعنوان :"كيف تدير مصر قوتها الناعمة؟" شارك فيها الدكتور عبد المنعم سعيد والكاتب صلاح سالم وأدارها الاعلامي محمود الورواري لتعكس ادراكا ثقافيا مصريا بأهمية "القوة الناعمة" كأداة من ادوات التأثير فضلا عن التغيرات الجوهرية في المشهد العالمي وحركة التطور الكوني والتحول المعرفي.

لقد تغير مفهوم القوة بالفعل مع العولمة وثورة المعلومات واقتصاد المعرفة وتتوالى طروحات ثقافية بلغات شتى حول ما يسمى "بالقوة الذكية" كمحصلة للتفاعل بين عناصر القوة الصلبة والقوة الناعمة التي تعد الثقافة قوامها واساسها.

وواقع الحال ان النموذج الحضاري المصري عبر التاريخ المديد كان ينبض عادة بتجليات القوة الناعمة فيما اضحت المسائل المتعلقة بتعظيم القوة الناعمة المصرية حاضرة بقوة في الادراك العام للمصريين بعد ثورة 30 يونيو 2013 وسعيهم لبناء رؤية مستقبلية للأجيال الصاعدة والقادمة.

ولاريب ان معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين يشكل بؤرة اشعاع ثقافي جاذبة ومثيرة للاعجاب وبما يشكل تطبيقا بليغا لمعنى ومفاهيم القوة الناعمة فيما يعد "الكتاب من منظور ثقافي تاريخي"احد اهم عناصر القوة الناعمة المصرية".

وكان رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور هيثم الحاج علي قد رأى ان اختيار "القوة الناعمة-كيف؟" كشعار لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام جاء باعتبارها "الواجهة الثقافية" للدولة اما السؤال :"كيف" فيعني كيفية استعادة دورها لافتا الى ان "القوى الناعمة هي التي تصنع المحددات الثقافية للتواصل مع العالم" ومؤكدا على ان المعرض "نافذة مهمة في هذا السياق".

وكان الكاتب الصحفي اللبناني سمير عطا الله قد تطرق مؤخرا لبعض قضايا القوة الناعمة عندما اشار في طرح بجريدة الشرق الأوسط اللندنية الى دعوة مدير مكتبة الأسكندرية الدكتور مصطفى الفقي "أهل القلم في مصر والعالم العربي الى نقاش واسع للأوضاع الفكرية" بمناسبة مرور 80 عاما على صدور كتاب "مستقبل الثقافة في مصر" لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين والذي وصفه "بالعلامة الأكثر شهرة في عصر التألق الذي لم يدم طويلا".

وعلى المستوى العربي ، قال سمير عطاالله إن "الثقافة لم تعد هما ولا شأنا الآن" بالمقارنة مع زمن طه حسين حيث كانت "الثقافة بكل وجوهها ومعالمها وعناصرها شغفا شاملا لأنها كانت جزءا من الشعور القومي بواجب التقدم".

واذ يعد "عبد الرحمن الشرقاوي" الذي اختير شخصبة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين علما من اعلام الابداع والثقافة المصرية والعربية رأى عطاالله انه من اجل "احياء فكر طه حسين يجب احياء عصره" . موضحا انه لم يكن وحيدا فيما ذكر عدة أسماء لآباء ثقافيين ومفكرين مثل عباس محمود العقاد وأحمد لطفي السيد وزكي مبارك وعبد الرحمن بدوي واحمد أمين ومصطفى عبد الرازق وأحمد زكي ومصطفى صادق الرافعي وأحمد حسن الزيات وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ.

واذا كانت الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تشكل نموذجا ناجحا للتعاون بين قطاعات وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها مثل قطاع الفنون التشكيلية والمجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة ، فان مراقبين لفتوا الى ان مجلس الوزراء كان قد أعلن هذا العام ولأول مرة تشكيل "لجنة وزارية" تضم ممثلين عن عدد من الوزارات المعنية بالمعرض لضمان نجاحه وتذليل اية عقبات.

و"القوة الناعمة" بدورها ليست قضية تهم وزارة الثقافة وحدها وانما تقع في نطاق العديد من الوزارات والهيئات في الدولة المصرية فيما اقترح الكاتب الصحفي والمحلل الدكتور عبد المنعم سعيد "تدشين مركز متخصص لادارة القوة الناعمة لمصر لتحقيق نوع من التضافر في الجهود بما يخدم اهداف الدولة للتأثير من خلال قواها الناعمة".

وكان وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز قد صرح بأن معرض القاهرة الدولي للكتاب "يرسخ القوة الناعمة المصرية" لافتا الى ان وزارته تشارك بصورة جيدة في الدورة الحالية للمعرض وتسعى لتعظيم هذه المشاركة في الأعوام المقبلة.

وكذلك يشارك الأزهر الشريف باصداراته وكتبه في الدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب فيما كان الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية الدكتور محيي الدين عفيفي قد اوضح ان الأزهر بمختلف قطاعاته يشارك في المعرض برصيد ثقافي وعلمي في شتى العلوم الشرعية والفكرية واللغوية وبرؤى لعلماء اجلاء تعبر عن المنهج الوسطي للأزهر الشريف كمصدر اشعاع روحي وفكري يخدم الانسانية وينشر السلام بين كل البشر.

وفي حرب نبيلة يخوضها المصريون ضد الارهاب والتطرف دفاعا عن الانسانية كلها تشكل "القوة الناعمة" سلاحا ناجزا في "معركة الفوز بالقلوب والعقول" فيما تشارك باصداراتها في الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب سبع مؤسسات صحفية مصرية و33 مؤسسة حكومية.

ولعل معرض القاهرة الدولي للكتاب بضيوفه القادمين من دول شتى يشير ضمن" تجليات واطياف القوة الناعمة" الى اهمية بناء نموذج لتفعيل "السياحة الثقافية" التي تنطوي على مكاسب اقتصادية تحققها بالفعل الدول التي قطعت اشواطا بعيدة على هذا المضما

وتوجيه الاهتمام نحو السياحة الثقافية يمكن ان يجعل من "مصر المبدعة" مركزا او محورا لمنطقة تشكل قلبا ثقافيا عالميا جنبا الى جنب مع كونها قلبا صناعيا وتجاريا وسياحيا في عالم القرن الواحد والعشرين وبما يحقق العائد الأمثل من استغلال الموقع العبقري لمصر الخالدة.

والسياحة الثقافية في العالم المعاصر قائمة على التفكير بصورة غير تقليدية وانتاج افكار جديدة بعيدا عن النمطية ولعل دولة كأسبانيا تجسد معنى "السياحة الثقافية" بمتاحفها التي تستضيف عشرات اللوحات لأشهر الفنانين عبر التاريخ الانساني مثلما حدث عندما استضافت معرضا لأعمال لفنان الايطالى رفاييل سانزيو احد اعظم فنانى عصر النهضة والذى تمكن فى سنواته الأخيرة من ان يكون "الرسام الأكثر تأثيرا فى الفن الغربى".

ومثل هذه الفعاليات تكون دوما موضع اهتمام الصحافة الثقافية العالمية ومن الطبيعي ان تجذب المزيد من السياح لأسبانيا على سبيل المثال ومن هنا فثمة ضرورة لتطوير وتحديث خطط العمل من حين لآخر على اساس وطيد من قاعدة بحثية فضلا عما تتيحه فرص التواصل المباشر مع الزبائن من التعرف على الاتجاه الذي ينبغي ان نحشد فيه طاقاتنا.

وهذا النوع من السياحة يرتبط بما يسمى "بالصناعات الثقافية الابداعية" التي بدت حاضرة بقوة في فاتحة الندوات والفعاليات الثقافية للدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب مابين ندوة عنوانها :"الصناعات الثقافية الابداعية والتنمية الثقافية" واخرى اقيمت بعنوان :"دعم الفنون والصناعات الثقافية في مصر 2030".

و الأرقام الدولية المجمعة والمنشورة تفيد بأن حجم الصناعات الابداعية السلع والخدمات الثقافية المصدرة سنويا يقدر بنحو 640 مليار دولار وتستحوذ الولايات المتحدة وحدها على نحو 142 مليار دولار من صادرات هذه السلع والخدمات الثقافية وبشكل مايفوق ماتصدره من سلع وخدمات في مجالات الزراعة والطيران بقدر ماتستحوذ عبر هذه الصناعات الابداعية على الكثير من مصادر القوة الناعمة والمكانة الخاصة عالميا .

ولئن كانت منظمة اليونسكو المعنية عالميا بالثقافة قد اختارت ان تعرف الثقافة بأنها جماع السمات المادية والفكرية والاجتماعية وتشمل الفنون والآداب وطرق الحياة معتبرة انها وسيلة الانسان للتعبير عن نفسه والتعرف على ذاته فان هذا التعريف يوميء لأهمية الثقافة ضمن اي مشروع للتقدم بقدر مايشير لمعان غير بعيدة الصلة بمفاهيم السياحة الثقافية ناهيك عن "القوة الناعمة".

ولعل الدورة الـ 49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي اختارت "القوة الناعمة" شعارا لها تحمل البشارة بتحويل الاسئلة لطاقة خلق وجسد ابداع ورسالة متجددة تحملها الثقافة المصرية للمنطقة والعالم..كل شيء هنا في المعرض ينبض بتجليات واطياف القوة الناعمة..الصوت والصدى وضياء من الق وطن شكل دوما منارة للانسانية برسالة حضارة خالدة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة الناعمة تتجلى وتفرض أسئلتها بين الشعار والواقع في العرس الثقافي المصري القوة الناعمة تتجلى وتفرض أسئلتها بين الشعار والواقع في العرس الثقافي المصري



GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria