القاهرة - أ.ش.أ
أكد الروائي الدكتور زين عبد الهادي ، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية السابق أن الثورة المصرية لم تمر مرور الكرام على المبدعين المصريين فقد حفرت الكثير داخلهم ، مشيرا إلى أن هناك بعض الأعمال التي كانت سريعة ومباشرة وهذه لا يمكن تقييمها بأي حال من الأحوال وظهر ذلك في المسرح وبعض الكتابات الروائية أو القصصية أو حتى الشعرية المتناثرة.
وقال عبد الهادي - ردا على سؤال عن أثر ثورة 25 يناير على الثقافة - إن الشعر قد يكون أقوى التجليات ، لكني أثق أن الزمن القادم سيترك العديد من الملامح على الإبداع المصري بشكل عام ؛ ما سيسمح بظهور أصوات جديدة ومغايرة تماما لما هو موجود.
ولاحظ أن الهم السياسي أصبح قاسما مشتركا أعظم بين كل المبدعين المصريين تقريبا، وهو هم يتوغل في أعماقهم جميعا في ظل اضطراب الأوضاع السياسية وعدم استقرار مناخ الإبداع أيضا ، وإلى أن يستتب الأمر أعتقد أننا نحتاج لثلاثة أعوام أخرى لتبدأ الثورة الحقيقية في الإبداع المصري ، وكل الفترة القادمة هي ترقب وانتظار لمدى نجاح مؤسسة الدولة في تنفيذ وعودها، وهل سنتجه مرة أخرى لنحمل جميعا صخرة سيزيف ، أم أننا سنحلق مع الصقور في السماء!
وقال إن الثورة من ناحية أخرى تلقفت هذا الإبداع (الثوري) إن صح هذا التعبير وأعادت إخراجه في أشكال متعددة متعلقة بأغاني الثورة وشعرها والجرافيتي والرسوم التلقائية ، التي اكتسبت جماهيرية وحضورا واسعا هي والمسرح المستقل حيث إنها كانت أعمالا إبداعية في قلب الأحداث.
ورأى أن القادم في الطريق هي الرواية ، فالشعر تعاطف تماما مع الثورة ، وقدم الكثير سواء من خلال كبار الشعراء أو حتى شبابهم ، وهو ما يؤكد أن هناك تلاحما ، حتى لو كان طابع هذا التلاحم راديكاليا في كثير من الأحيان بمعنى رفضه لكل الصيغ الشعرية والأسلوبية القديمة ، أو حتى الصورة القديمة ، لكن المسرح لم يقدم الكثير كما قلت ، والجرافيتي هو الذي ظهر كوليد حقيقي للثورة المصرية ، واعتقد أنه سيمثل مشروعا ضخما للشارع المصري في السنوات القادمة.
أرسل تعليقك