القاهرة ـ أ.ش.أ
قال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب ـ جامعة القاهرة: ما أحوجنا الآن، وفي ظل الأوقات العصيبة التي تمر بها مصر، إلى إلقاء نظرة جديدة على الكتاب الشهير لطه حسين "مستقبل الثقافة في مصر".
وقال عفيفي لوكالة أنباء الشرق الأوسط: أصدر طه حسين كتابه هذا في أعقاب معاهدة 1936 وفرح المصريون جميعا بالحصول على الاستقلال التام.
وأضاف أن طه حسين أدرك أن معركة مصر ليست مجرد معركة سياسية من أجل الاستقلال أو حتى خطوات اقتصادية جديدة، وإنما أدرك أن التحدي الحقيقي الذي تواجهه مصر في هذه الأوقات العصيبة هو التحدي الثقافي وضرورة النظر إلى المستقبل من خلال ثقافة جديدة.
ورأى أن طه حسين لم يكن في ذلك إلا ابنا بارا للإمام محمد عبده الذي أدرك في مطلع القرن العشرين أن التحدي الحقيقي للأمة هو الثقافة والتعليم.
واستطرد: "لذلك يجب علينا أن نطرح على أنفسنا نفس الأسئلة التي طرحها آباء الفكر المصري الحديث، من هنا نبدأ من التعليم والثقافة".
ولاحظ أن البعض قد طرح بعد ثورة 25 يناير أن إصلاح مصر يأتي من خلال صندوق الانتخابات إلى جانب التطور الاقتصادي، ولم يدرك هؤلاء أن الديمقراطية والإصلاح السياسي أو حتى التطور الاقتصادي لا يتم في بلد إلا بعد إصلاح المنظومة التعليمية والثقافية لها.. فالاستثمار في التعليم والثقافة هو استثمار طويل الأجل لصناعة المستقبل.
وقال: "من هنا ندعو حكومات ما بعد الثورة إلى النظر في هذا الأمر بجدية وتوفير القدر المناسب من الميزانية العامة للدولة لصالح التعليم والثقافة، وتشجيع المبادرات الفردية ودعم الإبداع والمبدعين، هذا فضلا عن استقلال الجامعات استقلالا حقيقيا حتى لا تتحول إلى مسخ متشابه أو مدارس ثانوية عليا.. هذا هو الطريق وإلا سيعود أحفادنا من جديد بعد عقود عديدة ليعيدوا طرح نفس الأسئلة".
أرسل تعليقك