القاهرة - أ.ش.أ
أكد الدكتورعبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن النقوش الصخرية على جبل الناقوس تعد أقدم وثيقة صخرية تحكى قصة التعايش والتعانق بين الأديان والحضارات المختلفة المتعاقبة على أرض سيناء.
وأوضح ريحان أن جبل الناقوس يقع على بعد 13كم شمال غرب مدينة طور سيناء, 10كم شمال جبل حمام موسى ويشرف على خليج السويس ويفصل ببينه وبين الخليج مدق صغير يمر عليه المشاه والسيارات حاليا ويتراوح ارتفاعه ما بين 224 إلى 302م فوق مستوى سطح البحر.
وقال إن تسمية الجبل بهذا الاسم يرجع لظاهرة طبيعية فيه وهى أنه كلما انهالت الرمال على سفحه أحدث صوتا كصوت الناقوس وقد كثرت الأقوال فى تعليل ذلك وأشهرها أن الرمال تمر على صخور مجوفة فى باطن الجبل فتحدث ذلك الصوت.
وأضاف أن جبل " الناقوس " هو جبل من الصخور الرملية الرسوبية والتى يسهل النقش فيها باستخدام أية آلة حادة أو حجر صلب , وقد استغل المقدسون المسيحيون والقوافل التجارية العربية والإسلامية جبل الناقوس ذى المستويات التى تشبه المدرجات كمكان للراحة والتزود بالطعام وأثناء ذلك نقشوا ذكرياتهم وأسماءهم وأدعيتهم وبعضا من أسفارهم على أجزاء متفرقة من هذا الجبل على مدى الأجيال المتعاقبة.
وأشار إلى أن بعثة أثار مركز ثقافة الشرق الأوسط باليابان برئاسة الدكتور مؤتسو كاواتوكو قامت بعمل مسح أثرى لنقوش الجبل فى عدة مواسم تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية والتى اكتشفت أن النقوش الصخرية العربية هى الأكثر انتشارا على مستويات الجبل وهى بالخط الكوفى سواء البسيط أو المورق بعضها كتابته جيدة والأخرى ركيكة وبها أخطاء لغوية وبعضها مؤرخ وأغلبها غير مؤرخ.
ولفت إلى أن الكتابات المؤرخة انحصرت فى الفترة الإسلامية المبكرة والقرون من الأول حتى الرابع الهجرى/ السابع حتى العاشر الميلادى وهى كتابات دينية بحتة من آيات قرآنية ونص الشهادة والصلاة على النبى عليه الصلاة والسلام وطلب المغفرة والرحمة من الله وبعض الحكم والأمثال والأدعية ومن الكتابات العربية توقيعات لمسيحيين مروا على هذا المكان وسجلوا أسماءهم وتاريخ حضورهم ويرجع بعضها للقرنين (12 , 13 ه` / 18, 19م).
وتابع ريحان أن الجبل يحوى رسوم صلبان ورسوم مراكب كما توجد رموز خاصة للقبائل ويطلق عليها (وسم) هذا علاوة على النقوش النبطية العديدة لمرور تجارة الأنباط بهذا الطريق فى القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادى وكذلك توقيعات باللغة الإنجليزية لأفراد سجلوا أسماءهم فيما بين القرنين (10 , 13ه` / 16 , 19م) .
وأوضح ان تلك الكتابات أكدت عدة حقائق كوثائق للتعايش الحضارى على أرض سيناء حيث كان المسيحيون يتوجهوا لهذه الأماكن للتبرك بها ووجدت على جبل الناقوس أسماء لعائلات مسيحية تقطن الطور ويشغل بعضها مراكز مرموقة بها كوكلاء لدير سانت كاترين بالطور ومن هذه العائلات عائلة عنصرة و براميلى وبولس وجريجورى وديمترى استورو كما يجاورهذا الطريق قلايا للرهبان بجبل أبوصويرة وجبل الحمام ودير الوادى بقرية الوادى.
ولفت ريحان إلى أن أقدم النقوش العربية بمنطقة جبل الناقوس ترجع لعام (35ه655/م) وأغلبها من عام (329ه/ 940م) وحتى (391ه 1000/م) مما يؤكد أن المكان كان أكثر نشاطا فى هذه الفترة وكان المارين بهذا المكان ذوى مهن مختلفة فمنهم الصايغ والدباغ والعطار والصرافى والبواب كما شهد الجبل نشاطا ملحوظا.
أرسل تعليقك