الزرقاء ـ بترا
استضاف نادي اسرة القلم الثقافي في الزرقاء مساء أمس الباحث الزميل نواف الزرو في جلسة حوارية بعنوان ( المشهد الفلسطيني الى أين ) بمناسبة ذكرى الانتفاضة الفلسطينية . وبين الزرو ان الوضع الفلسطيني مرتبط بالوضع العربي، اذ ان الأوضاع العربية رمت بأثقالها السلبية على القضية الفلسطينية لتدخل في حالة التبريد العميق، بينما يعمل الغرب على منع بناء قوة عسكرية استراتيجية ومنع الوحدة ويجهد لتفكيك الدول العربية على جميع المستويات، مؤكدا ان التغيرات التي طرأت على العالم العربي في الفترة الأخيرة خدمت المشروع الصهيوني بشكل واضح وذلك منذ احتلال العراق عام 2003 . وأضاف ان "المفاوضات بين الفلسطينيين والصهاينة تعتبر مجرد استهلاك عام وعبثية، فلا يقبل الصهاينة بدولة فلسطينية لها سيادة في أي مكان يمكن لها ان تتطور في أي مرحلة مستقبلية، لأنها تشكل تهديدا مباشرا لدولة الاحتلال".
وأشار الى ان الانتفاضة الأولى تعتبر محطة فاعلة في مسيرة النضال، حيث حدثت في أعقابها انعطافات كبيرة في القضية الفلسطينية لم تكن متوقعة، وأفرزت الانتفاضة وحدة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وجميع فصائله السياسية المقاومة، مشيرا الى أهم عناوين العام المقبل والمتمثلة في المفاوضات، الدولة الفلسطينية، الاستيطان الصهيوني، تهويد القدس الاقتصاد الفلسطيني، والوحدة الوطنية.
وعرض لأهم عناوين المشهد الفلسطيني عام 2013 مثل: الانقسام السياسي بين الضفة وغزة ، الانفصال الوطني والسياسي وتداعياته السلبية على الواقع الفلسطيني، فيما التهويد في كل مكان ، والبؤر الاستيطانية منتشرة على التراب الفلسطيني ، والتحالف الاميركي الاسرائيلي لا يتزعزع مدعوما بالموقف الأوروبي.
وقال " اننا أمام أجندتين سياسيتين متضاربتين،الأولى تمثلها حركة فتح ، والثانية تمثلها حركة حماس ، مبينا ان "كل الأطراف الدولية تعبث في الداخل الفلسطيني تخريبا وتكريسا للانفصال حتى لا يتوحد الموقف السياسي الفلسطيني، بينما يمضي المشروع الصهيوني على الأرض بقوة ".
ولفت الى انه لا يمكن قيام علاقات طبيعية بين الصهاينة والفلسطينيين، اضافة الى عدم قبول العالم العربي بتطبيع العلاقات، لأن ذلك من شأنه اعطاء الشرعية للكيان الصهيوني، حيث تعتبر مناهضة التطبيع أهم جبهة ضد المشروع الصهيوني للمحافظة على الذاكرة العربية، فالصراع صراع وجود بين الفلسطينيين والصهاينة.
وأكد ان ما يجري في فلسطين هو محاولة تهديم المشهد العربي في فلسطين كاملا لصالح بناء مشهد صهيوني استعماري استيطاني كاملا ،لافتا الى ان الشعب الفلسطيني ما زال حاضرا بقوة ويمتلك حلم الوطن والاستقلال وحريص على عدم التفريط بالحقوق الوطنية مهما بلغ السوء والضغوطات العالمية، اذ يعتبر ذلك أهم عنوان، وسيستمر حتى تتغير المعادلات الوطنية والعربية لصالح القضية الفلسطينية .
أرسل تعليقك