الدوحة ـ قنا
تحتضن المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" ولأول مرة في الشرق الأوسط معرض "سلام ميكان" للفنانة التركية كانان داغديلين، والذي تجمع فيه الفنانة بين الهندسة المعمارية والفنون التشكيلية، حيث يفتتح أبوابه يوم الخميس المقبل ويتواصل حتى 22 فبراير القادم.
وتعتبر الهندسة المعمارية النقطة المحورية لأعمال الفنانة كانان حيث تستكشف في أعمالها مفاهيم الاستقرار للانتماء الاجتماعي، والنظام الدائم، بمصطلحات لها صلة بالهندسة المعمارية، وذلك من خلال مجالات يسميها الفنانون "النقاط"، حيث قامت داغديلين بتحجيم الهياكل المعمارية إلى وحدات أصغر، ووضعتها في فضاء معين لتستغل قاعات "كتارا" بتركيبات فنية كبيرة ومعلقتين أصغر حجما.
وعن أعمالها، تقول الفنانة كانان: "لقد لفتت انتباهي تلك العلاقة الوثيقة للمحتويات والكلمات مع بعضها البعض في عملي (أوزام زمان) وسعيت لاكتشاف المقطع المتساوي للكلمتين أوزام و زمان (الوقت) اللتين استوعبتا كلمة (لحظة)"، مشيرة إلى أنها تهتم بالظل بالدرجة الأولى في أعمالها الفنية إضافة إلى الموقف الديناميكي والمساحة في المكان.
يشار إلى أن داغديلين تركز في أعمالها على قضايا لها علاقة بالتقاليد الثقافية وأصولها الخاصة في عصر العولمة، إذ كثيرا ما تتناول في أعمالها الأشكال والهيئات التي ترتبط بالثقافة التقليدية الماضية.
كما تتصف أعمالها بالتميز لما يلمس فيها من معاني الفضاء واللانهاية وعلاقاتها بالوقت، ويظهر أن اهتمامات داغديلين الأساسية في عملها هي استمرارية الحركة، والتكامل بين المكان والزمان، والجهود المبذولة لتحقيق عدم الجاذبية.
ويعد شكل "جسر ليبللوليد 2 " المتواجد في الهواء في معرض "كتارا" ثاني أكبر تركيب في كتارا، حيث يضم سرب من "اليعسوب" يهبطون في مكان آخر مباشرة في اللحظة التالية مجسدين بذلك شكلا وهندسة معمارية أخرى، ليصبح الفراغ داخل هذه الهياكل مهما، لا سيما من حيث العلاقة بين الجزء والكل، حيث يتم إنشاء شكلها من خلال ترتيب مجالات الخزف المعلقة، بعد إعادة تمركزها وصياغتها.
جدير بالذكر أن الفنانة كانان داغديلين من مواليد عام 1960 بمدينة اسطنبول، وتعيش حاليا في فيينا وتخرجت من جامعة فيينا للاقتصاد وإدارة الأعمال عام 1986، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة الفنون التطبيقية بفيينا أيضا عام 1991.
وعلى الرغم من أن التطور التاريخي للكتابة يشكل جزءا من فكر الفنانة التركية وبحوثها، إلا أنها مهتمة كذلك بالعلاقة بين الزمن والذاكرة في الصور الفوتوغرافية.
أرسل تعليقك