21 عامًا على رحيل جمال حمدان  فارس الجيوبوليتيك لا يغيب
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

21 عامًا على رحيل جمال حمدان "فارس الجيوبوليتيك" لا يغيب

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - 21 عامًا على رحيل جمال حمدان  "فارس الجيوبوليتيك" لا يغيب

القاهرة - أ.ش.أ

عشية الذكرى ال21 لرحيل المثقف الوطني وفارس "الجيوبوليتيك" والمفكر الاستراتيجي الراحل جمال حمدان لابد وأن يكون الاحتفال بالحضور وليس بالغياب بل ويمكن القول دون تزيد إن مثقفا في حجم وقيمة وقامة جمال حمدان لايزيده الموت إلا توهجا في الذاكرة الثقافية المصرية ولن يزيده الغياب سوى المزيد من الحضور في وعي أجيال تلو أجيال من المصريين وضمير بلاده ووجدان أمته.
ولعل الإقبال الواضح على أعماله وخاصة العمل الفكري الرائد لجمال حمدان " شخصية مصر" ولاسيما من الشباب مجرد إشارة من إشارات عديدة دالة على حجم حضوره الثقافي في الحياة المصرية والعربية الراهنة، فيما كان قد أوضح في مقدمة هذا السفر الموسوعي نظرته العميقة للجغرافيا التي تخصص فيها ليقول إنها "علم بمادتها وفن بمعالجتها وفلسفة بنظراتها".
ورغم حضوره المتوهج في الحياة الثقافية المصرية فإن بعض المراكز والمنتديات الثقافية مثل مركز طلعت حرب الثقافي تقيم ندوات خاصة تتواكب مع الذكرى ال21 لرحيل الجسد وإن بقى الفكر الذي اهداه لوطنه وأمته العربية حاضرا لايغيب.
وجمال حمدان الذى ولد يوم الرابع من فبراير عام 1928 قضى يوم السابع عشر من ابريل عام 1993 فى حريق غامض يرى البعض أنه لايخلو من شبهات اغتيال خاصة مع اختفاء بعض اوراقه ومخطوطات كتب جديدة.
الدكتور جمال حمدان اسمه بالكامل جمال محمود صالح حمدان هو من مواليد قرية "ناى" فى محافظة القليوبية وعرف بأسلوبه الأدبى البديع فيما حصل على الدكتوراه فى فلسفة الجغرافيا من جامعة ريدنج البريطانية عام 1953 وكان موضوعها عن "سكان وسط الدلتا قديما وحديثا".
ولم يكن جمال حمدان مجرد عالم نابغ فى الجغرافيا وانما كان بحق النموذج الفذ للمفكر الاستراتيجى الوطنى المصرى واحد كبار المفكرين الاستراتيجيين فى العالم .
ويكاد المرء يشعر بالذهول من قدرة جمال حمدان على التوقع وبناء رؤى مستقبلية لحد رسم سيناريو شبه كامل للعدوان الاسرائيلى على مصر وسوريا والأردن فى الخامس من يونيو عام 1967 قبل أن يحدث هذا العدوان الكارثى النتائج بأكثر من عامين ونصف العام.
ففى عدد مجلة الهلال الصادر فى شهر نوفمبر عام 1964 وبعنوان :"ماذا تعد إسرائيل عسكريا؟!" كتب جمال حمدان فى سياق الحديث حينئذ عن مشروع تحويل مجرى نهر الأردن :"ليس السؤال هل تهجم إسرائيل وإنما هو متى وأين وكيف ؟!".
ويضع المفكر الاستراتيجى و"فارس الجيوبوليتيك" جمال حمدان الاحتمالات ويناقشها ويفاضل بينها ويقول : "إن الاحتمال الأول أن تبادر إسرائيل فتعجل بهجومها على أمل أن تسبق استعداد العرب عسكريا للمعركة وبذلك تضمن فرصة أكبر للنصر"، مضيفا :"أن إسرائيل ستحارب فى كل الجبهات فى نفس الوقت وهذا تماما عكس كل استراتيجيتها التقليدية".
وفى هذا المقال غير العادى تحدث جمال حمدان عن المبدأين الجوهريين فى الاستراتيجية الاسرائيلية وهما :"الهجوم والمباغتة"، موضحا أن أساس هذه الاستراتيجية ومايسمى بالحرب الوقائية هو الهجوم وأن تفرض على العرب وضع الدفاع.
أما المباغتة، كما أوضح جمال حمدان - فهى الوجه الآخر لفلسفة الهجوم مضيفا : "فالهجوم بغير عنصر المفاجأة يفقد صفته الأساسية كهجوم وإسرائيل فى هذا تعتمد على قدرتها على التعبئة العامة بسرعة وهى تعلم أن حربها مع مصر خاصة لايمكن إلا أن تكون حرب أيام او أسابيع فى آخر الأمر ولهذا يجب أن تكون حربا صاعقة خاطفة".
ومضى الدكتور جمال حمدان فى طرحه ليقول :"ولهذا فإنه من الضرورى أن تكون نقط المراقبة العربية بقظة ليلا ونهارا كما أنه لابد للعرب من القدرة على التعبئة العامة وتجييش الاحتياطى فى أقصر وقت".
وتابع قائلا: "ونحن أميل إلى الظن بأن إسرائيل قد تبدأ هجومها على الجبهة المصرية"، فيما سيعنى تطبيق مبدأ المباغتة "اختزال سيناء بمعنى أن تحولها إسرائيل إلى رصيد وعمق استراتيجى لها قبل أن تلتحم بجسم القوات المصرية التحاما مباشرا".
وفيما أكد جمال حمدان فى طرحه هذا على ضرورة أن يفرض الطرف العربى المعركة على العدو داخل ارضه فقد شدد على أن دور الطيران يأتى فى المقدمة من العمليات الحربية. وقال: "ليس هناك حرب يمكن للسلاح الجوى أن يلعب فيها دورا أخطر من هذه الحرب" وتابع إلحاحه في هذا السياق بقوله: "من الضروري جدا أن تسيطر القوى العربية على سماء المعركة سيطرة كاملة".
ونوه حمدان بأن "هذه السيطرة ضرورية لتغطية سمائنا من خطر العدو"، واشار إلى أن محاولة تسلل إسرائيلية فى الصيف الماضي فى سماء الأسكندرية والدلتا "لثبتت أن الرحلة فوق الفاصل البحرى هى مسألة دقائق".
هكذا وضع جمال حمدان الأحداث الجارية والظواهر الجزئية فى عام 1964 داخل سياق أعم وأشمل بأبعاد مستقبلية ليخلص لنتائج بالغة الدقة حول مشهد العدوان القادم عام 1967.
إنها القدرة الثاقبة للمثقف الوطنى والمفكر الاستراتيجى جمال حمدان على استشراف المستقبل وتحذير أمته من مخاطر الآتى عبر الفهم العميق لمعطيات الجغرافيا ودروس التاريخ وحقائق الواقع والاقتصاد والسياسة وكأنه يقدم المعادل الموضوعى المعرفى لما يسمى فى التراث العربى- الاسلامى "بزرقاء اليمامة".
ولم يتوقف الأمر عند هذه الرؤية المستقبلية والبالغة الأهمية والخطورة لعدوان الخامس من يونيو وإنما كان جمال حمدان صاحب "الاستعمار والتحرير فى العالم العربى" و"استراتيجية الاستعمار والتحرير"، قد حذر من امكانية تفكك الاتحاد السوفييتى ومنظومة دول حلف وارسو قبل سنوات طوال من هذا الحدث بكل نتائجه وتداعياته العالمية.
ومن أعماله الفكرية وكتبه العديدة: "دراسات فى العالم العربى" و "بترول العرب" و"المدينة العربية" و"اليهود انثربولوجيا" و "6 اكتوبر فى الاستراتيجية العالمية" و "قناة السويس" فيما واصل المفكر الاستراتيجى جمال حمدان رحلته الثرية فى البحث والاستشراف المستقبلى ليؤكد بعد انهيار الاتحاد السوفييتى وسقوط منظومة حلف وارسو أن الغرب الذى يسعى دوما "لخلق العدو" سيصطنع لعبة صراع الحضارات وسيكون العالم الاسلامى هو العدو الجديد.
ألم يكن جمال حمدان صاحب "العالم الاسلامى المعاصر" و"افريقيا الجديدة" فى كل منجزه الثقافى هو المثقف الملتزم حقا بخدمة قضايا شعبه وأمته؟! .
هذا هو جمال حمدان الذي أضطر عام 1963 للاستقالة من عمله كأستاذ مساعد ضمن هيئة التدريس بقسم الجغرافيا في كلية الآداب بجامعة القاهرة فى صفحة حزينة من صفحات نوابغ ومبدعى الثقافة المصرية الذين تعرضوا لكثير من الكيد والظلم جراء الحقد على مواهبهم وقدراتهم الابداعية.
لكن جمال حمدان حول عزلته بعد الاستقالة من عمله الأكاديمى الرسمى إلى مايمكن وصفه "بالعزلة الايجابية الخلاقة داخل صومعته المباركة" فى شقته المتواضعة الضيقة فكان جامعة بأكملها وهو ينتج أروع وأهم أعماله بعيدا عن صغائر الحياة وصغار بعض البشر.
حالة فذة " لتفجير الإمكانية" وإبحار جسور في عالم الأفكار واحتشاد ثقافي يجسد مقاومة المثقف الوطني ومعنى النضال وتحمل ثمن القرار وشرف الكلمة.. إنه جمال حمدان صاحب الوجه النجيب العنيد المؤنس فى الحق.
جمال حمدان : سوف تلهمنا وتلهمنا فنستعصي على الهزيمة ونتابع خطاك ونلتقط جوهر رحلتك النبيلة في حب مصر..ايها المثقف المناضل و"فارس الجيوبوليتيك" حضورك على مساحة الوطن كله فسلام عليك وعلى الوطن الذي أحببته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

21 عامًا على رحيل جمال حمدان  فارس الجيوبوليتيك لا يغيب 21 عامًا على رحيل جمال حمدان  فارس الجيوبوليتيك لا يغيب



GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 03:28 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تغيُّر شكل وجه المرأة وظهور النمش أثناء الحمل

GMT 00:34 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

موجات حر قادمة من شمال إفريقيا تجتاح فرنسا

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أشهر السيارات النسائية ذات الحجم الصغير والمتوسط

GMT 00:28 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة المالية السودانية تزيد دعم الطحين بنسبة 40 في المائة

GMT 10:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يعترف بصعوبة الحفاظ على إبراهيم دياز

GMT 21:11 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة الماكسي تعود مع شتاء 2019 وإليكِ طريقة تنسيقها

GMT 01:44 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بسمة تتمنّى تقديم جميع الأدوار وترفض فكرة الانحصار

GMT 08:47 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات مطابخ عصرية بألوان جريئة تلفت الأنظار
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria