يعد المسرح القومي من اهم العلامات الثقافية التنويرية فى مصر، منذ بداية انشائه في الخمسينات وحتى الآن، حيث قدم العديد من روائع المسرح العالمي، وتبوأ مكان الصدارة لعقود عديدة، سواء فيما يتعلق باعداد المشاهدين من مختلف فئات الشعب التى كانت حريصة على متابعة عروضه بصفة دورية، او نشر الوعى الجماهيرى وابراز المواهب الفنية.
غير ان المسرح واجه العديد من التحديات في العقدين الأخيرين بعد ظهور ثقافة الانفتاح (اكسب واجري)، وانتشار المسارح والسينما التجارية.
وفى مواجهة تراجع الذوق العام وانتشار فكر التطرف والفن الهابط، اصبح مطروحا بقوة عودة رسالة المسرح القومى، وبدعم من دكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة التى تتبنى مبادرة لاستعادة الدور التنويرى للمسرح القومى في الدفاع عن القيم والمفاهيم الفنية الرفيعة ونشر الوعي الثقافي.
وحقق العاملون بالمسرح نجاحا كبيرا خلال عرض ختام فعاليات الدورة الـ 49 لمهرجان القاهرة الدولي للكتاب مؤخرا والتى شملت مقتطفات من اهم اعمال عبد الرحمن الشرقاوى (شخصية الدورة) حاز اعجاب وزيرة الثقافة التى وجهت التحية للجميع واثنت على تكاتف ابناء المسرح لاخراج العمل بشكل مبهر رغم ضيق الوقت لافتة الى تأثير فن المسرح الايجابى على المجتمع.
واكدت عبدالدايم ان المسرح القومى له هيبته وطابعه الخاص وتاريخه الطويل الذى ترك بصمة واضحة فى ثقافة اجيال عديدة مشيرة ان الوزارة ستعمل خلال الفترة القادمة على استكمال المسيرة التنويرية للمسرح العريق الى جانب اعداد خطة لاعادة انتاج العديد من الاعمال القيمة التى لم يتم توثيقها لتضم الى ذاكرة الثقافة. واشارت الى الجولات التى ستنطلق الى المحافظات لنشر فن المسرح بهدف تعريف الاجيال الجديدة والشباب باعمال رسمت جزء هام من ملامح هويتنا الثقافية ولابراز ثراء الفكر المصرى فى هذا المجال.
وفي لفتة ذات مغزى حرص العاملون بالمسرح على اهداء الوزيرة الدرع التذكارى للمسرح تقديرًا وعرفانًا بدورها الهام فى اعادة تشغيل المسرح وانهاء الازمة مع الشركة المنفذة للاعمال، قائلين ان اعز ما نقدمه لوزيرة فنانة اعادت الحياه المسرحيه الي مسارها الصحيح هو درع المسرح القومي.
بدوره ثمن رئيس قطاع الانتاج الثقافى اهتمام وزيرة الثقافة بانهاء عقبات اعادة تشغيل المسرح القومى واشاد بحرصها على لقاء الفنانين والعاملين بالمسرح القومى والذى يبرز الجانب الانسانى الذى يعد احد ركائز النجاح. وقال رئيس البيت الفنى للمسرح ان وزيرة الثقافة وجهت بتوفير الدعم وكل الامكانيات اللازمة لاعادة التشغيل، كما اكد مدير المسرح القومى ان هذا الدعم كان سببًا رئيسيًا لازالة العقبات المادية التى تواجه المسرح. واشار الفنان القدير خالد الذهبى الى العلاقات الطيبة التى تربط جميع العاملين بالمسرح بوزيرة الثقافة،
من جانبها، وصفت الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز المسرح القومى بالمحراب الفنى لعشاق الفنون مؤكدة انه حصن للثقافة والفن الجاد والراقى وقالت ان ابناء المسرح القومى يتوارثون القيم السامية التى نشات مع تأسيسه واعلنت سعادتها بتولى الدكتورة ايناس عبد الدايم وزارة الثقافة.
وكانت الدكتورة ايناس عبد الدايم، قد نجحت فى وضع حل نهائى لعقبات إعادة افتتاح المسرح القومى والذى أغلق لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وذلك بعد اجتماع مع الشركة المنفذة للأعمال والبيت الفنى للمسرح برئاسة اسماعيل مختار.
وقد أعلنت وزير الثقافة، عن فتح ابوابه للجمهور وبدء نشاطه من جديد اعتبارًا من الأول من فبراير بالعرض المسرحى (اضحك لما تموت) تأليف لينين الرملى واخراج عصام السيد وبطولة نبيل الحلفاوى، محمود الجندى، سلوى عثمان، ايمان امام، تامر الكاشف، زكريا معروف وحمدى حسن.
يذكر، أن المسرح القومى انشئ عام 1886 كمسرح مكشوف تحت اسم مسرح حديقة الازبكية، ثم اعيد بنائه 1920 كمسرح مغلق بنظام العلبة الايطالية، وتأسست فرقة المسرح القومى عام 1935 تحت ادارة الشاعر خليل مطران وتتابع عليه قامات فنية وثقافية عظيمة فى مصر منهم يوسف وهبى، احمد حمروش، كرم مطاوع، سعد اردش، سميحة ايوب، سمير العصفورى والدكتورة هدى وصفى، وفى مشهد مؤلم احترق فى سبتمبر عام 2008 وظل مغلقًا ما يزيد عن سبع سنوات حتى افتتحه الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الاسبق فى ديسمبر 2015، وعقب الافتتاح شهد عروضًا متميزة منها بحلم يا مصر، ليلة من الف ليلة، من القلب للقلب، كلنا واحد وأمسيات رمضانية.
أرسل تعليقك