طهران ـ وكالات
رفعت شركة الخطوط الجوية الإيرانية، المملوكة للدولة،أسعار تذاكر السفر إلى خارج إيران بنسبة عالية بلغت أكثر من 90 في المائة، بعد الارتفاع الحاد في أسعار الوقود نتيجة لقرار الحكومة بوقف الدعم عن وقود الطائرات النفاثة. وقالت وكالة أنباء الطلاب الإيرانية، المملوكة للدولة، إن الأسعار ارتفعت في الثاني والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر)، وأوردت تعليمات إرشادية صدرت إلى وكلاء السفر المحليين. وبذلك أصبح سعر تذكرة السفر على الدرجة السياحية إلى لندن 17.6 مليون ريال (1430 دولاراً)، مقابل تسعة ملايين ريال في السابق.
وقالت الوكالة كذلك إن سعر التذكرة إلى دبي ارتفع من 3.8 مليون ريال إلى 6.1 مليون ريال. يشار إلى أن الخطوط الجوية الإيرانية اتخذت قرار رفع الأسعار بعد أن تراجعت قيمة الريال بنسبة 40 في المائة مقابل الدولار منذ آب (أغسطس). وقالت وكالة الأنباء إن هذا أدى إلى أن يقفز سعر كيروسين الطائرات بنسبة 83 في المائة ليصل إلى 22 ألف ريال للتر. وفي حين أن الحكومة تحمي مستوردي عدد من السلع من أسعار الصرف، من خلال منحها الدولارات بالسعر الذي يتعامل به البنك المركزي الإيراني، وهو 12260 ريالاً للدولار، إلا أن رابطة الخطوط الجوية الإيرانية قالت في أيلول (سبتمبر) إن الشركات الأعضاء في الرابطة لن يعود بإمكانها تحقيق الأرباح.
ويقول تقرير بثته "بلومبيرج" إن هذه الزيادة في الأسعار تأتي في الوقت الذي يتعرض فيه الاقتصاد الإيراني لضغوط كبيرة نتيجة العقوبات المالية والتجارية والعقوبات على الطاقة، التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بهدف تثبيط البرنامج النووي لإيران. يذكر أنه في 12 أيلول (سبتمبر) قال ميهرداد لاهوتي، المتحدث باسم لجنة التطوير في البرلمان الإيراني، إنه لا بد من السماح للخطوط الجوية الإيرانية بزيادة الأسعار، على اعتبار أن الشركة تواجه ارتفاعاً حاداً في التكاليف، ويشمل ذلك نفقات شراء قطع غيار الطائرات النفاثة، لأن العقوبات تحظر على إيران الشراء من شركة بوينج وشركة إيرباص والشركات الموردة لهما. زيادة عجيبة تقوم الخطوط الجوية الإيرانية برحلات إلى 17 مدينة أوروبية، بما في ذلك لندن وباريس وأمستردام، إلى جانب ثلاث مدن في ألمانيا، ولديها أسطول يتألف من 51 طائرة، وفقاً لموقع الشركة على الإنترنت. من جانب آخر، رفعت إيران أسعار وقود الطائرات النفاثة على الرحلات الداخلية من ألفي ريال إلى سبعة آلاف ريال. وفي حين أن إيران تنتج كيروسين الطائرات في مصفاة بندر عباس، إلا أن شركات الطيران العالمية تقوم في العادة بإعادة التزود في الوقود خارج إيران بعد القيام برحلاتها الدولية المتجهة إلى الخارج، وذلك من أجل تقليل وزن الحمولة على الطائرة، وهو ما يجعلها معرضة لأسعار السوق. يشار إلى أن تقريرا نشرته وكالة الأنباء الرسمية فارس في 14 تشرين الأول (أكتوبر) تصريحاً على لسان رستم قاسمي، وزير النفط الإيراني، قال فيه: "بالنظر إلى أن تكاليف الوقود النفاث مرتفعة في عدد من البلدان، فقد قررنا أن سعره سيرتفع كذلك".
يذكر أن شركات الطيران الأجنبية، بما في ذلك شركة الخطوط القطرية، زادت من رحلاتها إلى إيران من أجل سد الفراغ في المجالات التي تعاني فيها شركات الطيران الإيرانية نفسها متاعب في التشغيل. من جهتها، قالت مكاتب سياحة وسفر في دبي إن أكثر من 600 ألف سائح إيراني يزورون الإمارة سنويا باتوا يعيدون حساباتهم بعد أن رفعت شركات الطيران المحلية في إيران أسعار تذاكر السفر بنسبة وصلت إلى 90 في المائة بعد قرار طهران وقف دعمها لأسعار وقود الطائرات. وتعتبر دبي قبلة سياحية وترفيهية تقليدية للإيرانيين، خاصة الأثرياء منهم لقربها الجغرافي وانفتاحها وسهولة الدخول إليها، إضافة إلى وجود جالية إيرانية كبيرة في الإمارة يتجاوز عددها نصف مليون نسمة.
وأوضح صاحب مكتب سياحي وسط دبي متخصص في تنظيم الرحلات السياحية للإيرانيين - طلب عدم ذكر اسمه - " طبعا سيتأثر الإيرانيون كثيرا بارتفاع أسعار بطاقات السفر الذي يأتي أصلا مع ارتفاع تكاليف المعيشة هناك بصورة عامة نتيجة العقوبات الاقتصادية الغربية وانهيار العملة المحلية". وأضاف قائلا: "مع القرار الجديد يترتب على الراغبين في السفر جوا من إيران دفع نحو ضعف ثمن التذكرة مقارنة بما كانت عليه الأسبوع الماضي". لكن مديرا في شركة سياحية كبرى في دبي، قال إنه لا يتوقع تراجع أعداد السياح الإيرانيين إلى دبي بسبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر. وأشار نوري بازارنجي المتخصص في السوق الإيرانية في الشركة، إلى أن الإيرانيين الذين يأتون إلى دبي هم عادة من الأثرياء والتجار وكبار المسؤولين الحكوميين، وقال: "هؤلاء لن يشعروا بارتفاع الأسعار لأنهم ينفقون بسخاء". وتظهر بيانات شركات الطيران الأجنبية التي تسير رحلات من طهران إلى دبي، أن سعر تذكرة السفر ذهابا وإيابا أصبحت تراوح حاليا بين 402 دولار و570 دولارا للشخص الواحد. ويشكل السياح الإيرانيون عادة ثالث أكبر مجموعة سياحية في دبي بعد البريطانيين والهنود، حسب إحصاءات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي.
أرسل تعليقك