اندلع قتال كثيف بين قوات أذربيجان وأرمينيا بسبب الخلاف بشأن منطقة ناغورنو-كراباخ، ما أدى إلى قتل مدنيين وعسكريين، وقد اسقطت طائرة مروحية تابعة لأذربيجان في الاشتباكات، واتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشنيان أذربيجان بشن هجمات جوية ومدفعية على قوات بلاده، غير أن أذربيجان قالت إنها كانت ترد على قصف مدفعي شنته أرمينيا على امتداد الحدود، ووردت تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين على جانبي الحدود، وأعلنت أرمينيا الأحكام العرفية في المنطقة المتنازع عليها.
وكان النزاع بين البلدين والمستمر منذ فترة طويلة قد تجدد في الشهور الأخيرة، ودعت وزارة الخارجية الروسية إلى وقف فوري لإطلاق النار والبدء بإجراء محادثات لاحتواء النزاع، وكانت أرمينيا وأذربيجان جزءا من الاتحاد السوفيتي قبل انهياره عام 1991.
وتركزت الخلافات بين البلدين حول منطقة نوغورنو-كاراباخ على مدى أربعة عقود. ويعتبر القانون الدولي المنطقة جزءا من أذربيجان، ولكنها تقع تحت السيطرة الأرمينية، مع استمرار التصعيد العسكري مع أذربيجان في قره باغ، أعلن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان اليوم الأحد، أن يريفان تعتزم النظر في قضية الاعتراف باستقلال "جمهورية قره باغ".
وقال باشينيان في كلمة ألقاها في البرلمان: "نعم، يجب أن ننظر في مسألة الاعتراف باستقلال أرتساخ (التسمية الأرمنية لجمهورية قره باغ غير المعترف بها)... هذا الموضوع مدرج في جدول أعمالنا. يجب أن نبحث ذلك بجدية بالغة، ونحن ننظر في جميع السيناريوهات لتطور الأحداث".
وفي وقت سابق اليوم أعرب رئيس أذربيجان إلهام علييف عن ثقته بأن "عملية الهجوم المضاد" التي ينفذها جيش بلاده في قره باغ، "ستضع حدا لاحتلال الأراضي الأذربيجانية".
واندلعت صباح اليوم اشتبكات عنيفة في قره باغ بين الجيش الأرمني والقوات المحلية من جهة، والجيش الأذربيجاني من جهة، وسط اتهامات متبادلة بالتسبب في جولة جديدة من القتال.
وكان إقليم قره باغ قد انفصل جراء نزاع مسلح عن أذربيجان، التي كان جزءا منها في الحقبة السوفيتية، وأعلن عن استقلاقه عام 1991.
إلا أنه لم تعترف بالإقليم أي دولة في العالم بما فيها أرمينيا، رغم ما يربطها من علاقات وثيقة بالإقليم الذي يعتبره الأرمن جزءا من أراضيهم التاريخية.
وتصر أذربيجان على استعادة قره باغ وإعادة مئات آلاف المهجرين الأذريين إلى مناطقهم هناك، ولا يزال النزاع مستمرا رغم جهود وساطة إقليمية ودولية.
أعلنت الحكومة الأرمينية اليوم الأحد عن استدعاء عسكريي الاحتياط، في إطار الأحكام العرفية المفروضة مع تفاقم النزاع المسلح في إقليم قره باغ.
وجاء في نص القرار الحكومي أن "جمهورية أرمينيا نعلن التعبئة العامة وتطلق خطة استخدام القوات المسلحة وتستدعي الضباط والعرفاء والأفراد من قوات الاحتياط الذين تقل أعمارهم عن 55 سنة".
وقالت أذربيجان إن القوات المسلحة الأرمنية أطلقت النار على مناطق سكنية على خط التماس في جمهورية قره باغ غير المعترف بها، وأسفر القصف عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين.
من جانبها، اتهمت أرمينيا وسلطات جمهورية قره باغ الجانب الأذربيجاني بشن "ضربات جوية وصاروخية" على الإقليم، وأعلنت السلطات الأرمنية التعبئة العامة في البلاد.
وأكدد رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، أن حكومته ستبحث مسألة الاعتراف باستقلال جمهورية قره باغ.
أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية، الأحد، أنها تتحرى معلومات عن مشاركة مقاتلين من سوريا في القتال مع أذربيجان في اشتباكات بخصوص إقليم ناغورنو كاراباخ.
ونفى مساعد رئيس أذربيجان للسياسة الخارجية، حكمت حاجييف، صحة التقرير، الذي أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان ووصفه بأنه "هراء".
وقُتل 16 جنديا على الأقل وعدة مدنيين، الأحد، في أعنف اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان من 2016، مما أثار القلق بشأن عدم الاستقرار في جنوب القوقاز، وهو ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.
وفي وقت سابق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوصول دفعة من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لأنقرة، إلى أذربيجان.
ووفق المرصد فإن المقاتلين الموالين لأنقرة كانوا قد وصلوا الأراضي التركية قبل أيام قادمين من عفرين شمال غربي حلب في سوريا.
وتتحضر دفعة أخرى بحسب ما نقل المرصد عن مصادر، للانتقال إلى أذربيجان، حيث يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسته القائمة على التدخل في شؤون الدول، وإثارة الفتن وإشعال الخلافات الداخلية، وذلك بدخوله على خط الأزمة بين يريفان وباكو.
وكان المرصد قد نشر منذ أيام، أن الحكومة التركية قامت بنقل أكثر من 300 مقاتل من الفصائل الموالية لها، غالبيتهم العظمى من فصيلي "السلطان مراد" و"العمشات"، من بلدات وقرى بمنطقة عفرين شمال غرب حلب، حيث قالوا لهم بأن الوجهة ستكون إلى أذربيجان لحماية المواقع الحدودية هناك، مقابل مبلغ مادي يتراوح بين الـ1500 إلى 2000 دولار.
دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لوقف الأعمال العدائية "فورا" في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
وكتب على "تويتر": "إيران تراقب عن كثب أعمال العنف المقلقة في إقليم قره باغ. ندعو إلى إنهاء فوري للأعمال العدائية ونحث على الحوار لحل الخلافات".
وأضاف: "جيراننا هم أولويتنا ونحن على استعداد لتقديم المساعي الحميدة لتمكين المحادثات. منطقتنا بحاجة إلى السلام الآن".
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك