بعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، السبت، برسالة تهنئة، لكل العمال والعاملات، بمناسبة يومهم العالمي.
وجاء في رسالة رئيس الجمهورية والتي قرأها وزير العمل:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أخواتي العاملات .. إخواني العمال،
بمناسبة اليوم العالمي للعمال أتوجه إِليْكُنَّ و إليكم بالتحية والتقدير، وأُنوِّه عاليا بما يبذله العاملات والعمال من جهودٍ، وما يُبدونَه من وعيٍّ وصبْر للتَّغلب على الصعوبات والظروف الناجمة عن وباء كوفيد 19، وتأثيره على الحياة الاقتصادية والاجتماعية .
إن هذا الوعي الذي يميز مواجهة الأوضاع الاستثنائية نابع من النهج الذي سار عليه جيل من الوطنيين الأحرارا من أسلافكم الذين اختاروا أن يكونو من طلائع ثورتنا المجيدة من أجل الحرية والاستقلال وأن يخوضوابعد ذلك بشرف وإقتدار معركة بسط السيادة الوطنية على ثرواتنا.
أنحني إجلالا أمام التضحيات الجسام التي ستبقى خالدة في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.
وأترحم بخشوع على أرواح الذين نالوا الشهادة بعزة وشموخ دفاعا عن الجزائر أثناء الكفاح المسلح وخلال سنوات الإرهاب الهمجي.
وإننا نحسب إخوانهم ومن إلتحقوا بهم من مختلف الفئات والمهن وهم على جبهة مكافحة فيروس كورونا المستجد، من شهداء الواجب الوطني، عليهم جميعا رحمة الله.
أيها العاملات أيها العمال
إن إحياء مناسبة العيد العالمي للشغل ليس مجرد تقليد دأبنا عليه، بل هو فرصة متجددة للوقوف على القضايا الأساسية المطروحة في عالم الشغل وعلى ما ينتظرنا في المستقبل من تحديات تستوجب تعميق الوعي باعتبار العمل القيمة الحقيقية لأي مسار تنموي أو مشروع نهضوي وهو ما يدعونا اليوم إلى تعزيز مكانة العمال وتوفير الأسباب التي تحفظ لهم ولأبنائهم العيش في كنف الإطمئنان والكرامة.
وانطلاقا من هذه القناعة حرصنا على توجيه الحكومة، للحفاظ على مناصب الشغل بالرغم من اكراهات الأوضاع الناجمة عن الحالة الوبائية ولتسوية وضعية عقود ما قبل التشغيل.
ونحن نتجه تدريجيا لاستيعاب أعداد من شبابنا البطال في مناصب الشغل بوضع آليات لدعم المؤسسات الاقتصادية المدعوة للمساعدة في امتصاص اليد العاملة، وللتخفيف من نسبة البطالة عبر مقاربات تتلائم مع مقتضيات اقتصاد المعرفة لاسيما عبر المؤسسات الناشئة الصغيرة والمتوسطة.
وهنا أحيي كافة المجهودات التي تبذلها المؤسسات لحماية مناصب العمل والأجور برغم الوضعية الصعبة.
وأشيد باقتحام شبابنا عالم المقاولاتية مثمنا قدراتهم على خلق فرص الاستثمار بما يملكون من مهارت وابداع.
وقد بدأت بوادر مساهمة الشباب في خلق الثروة ومناصب الشغل تعطي النتائج المرجوة، وهو الأمر الذي يوجب المزيد من التشجيع والتحفيز على الإنخراط في نمط اقتصادي جذاب، يتحمل جزءا من أعباء البطالة التي نسعى بكل الوسائل والامكانيات المتاحة للتخفيف منها.
بالموزاة مع تعزيز مكانة العمال وخاصة الطبق المتوسطة والهشة وبالمحافظة على القدرة الشرائية وضمان ديمومة الحماية والتغطية الاجتماعية لكافة فئات العمال والمتقاعدين.
أيتها الأخوات العاملات أيها الإخوة العمال
وفاءً بما قطعناه على أنفسنا سهرنا منذ أكثر من سنة على الإعداد للدخول في حركية اقتصادية متحررة من قيود البيروقراطية ومن ممارسات الانتهازيين المفسدين.
وان كانت الأوضاع الطارئة بفعل الوباء حالت دون تحقيق بعض أهدافنا في الآجال المرسومة، فإن الإرادة السياسية إزدادت صلابة من أجل تسريع الإنعاش الاقتصادي في سياق حوار واسع مع الشركاء الاجتماعيين والمتعاملين الاقتصاديين.
ولنا كل الثقة في إمكانيات بلادنا وثرواتنا وفي نجاعة الإلتزام بخارطة الطريق الواقعية الجريئة التي اعتمدناها وهي كفيلة بإحداث القطيعة مع ما كان سائدا من أنماط لإدارة الشأن الاقتصادي بذهنيات الريع والاتكال والنهب.
إن عاملاتنا وعمالنا هم جوهر الطاقة المحركة لإقتصاد مدر للثورة وهم أصحاب حق فيها، ولذلك فإن كل أشكال التعبير المطلبي في كل القطاعات، ينبغي أن تراعي مصالح المواطنين وإن تكون تحت سقف قوانين الجمهورية وأن لا تكون مطية تندس من خلالها نوايا الاستغلال المشبوه.
فلقد أثبت عالم الشغل على الدوام وعيا وطنيا فائقا وحرصا قويا على تحصيل صفوفه.
وإننا في هذه المناسبة، وإذ نحيي رصيد نضالات الإتحاد العام للعمال الجزائريين وكافة الناشطين في الحقل النقابي، نستحضر رموزا وطنية تميزت بتضحياتها ومواقفها الشجاعة في التصدي للإرهاب الهمجي.
وفي هذا المقام نترحم على روح الشهيد عبد الحق بن حموده الذي غدر به الجبناء ونؤكد الإهتمام الكبير الذي نوليه لتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية لعاملاتنا وعمالنا في مختلف القطاعات.
إننا على مقربة من انطلاق الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 جوان القادم، ويشكل هذا الموعد رهانا حيويا سيخوضه الشعب الجزائري بإرادته الحرة والسيدة من أجل بناء مؤسسات قوية وذات مصداقية بعد أن تمت إحاطة هذا الاستحقاق الوطني الهام بكافة شروط النزاهة والشفافية وتسخير الإمكانيات اللازمة ليؤدي الناخبون واجبهم في كنف السكينة والثقة في المستقبل.
وإننا هنا لنهيب بالمترشحين في كل القوائم المنتمية للأحزاب أو الحرة لخوض غمار الحملة الانتخابية في إطار ما تمليه ضوابط التنافس الشريف وأخلاقيات النشاط السياسي.
وندعو الشعب الجزائري مجددا لاختيار ممثليه من النساء والرجال في المجلس الشعبي الوطني من الجديرين بحمل الأمانة وذوي الوفاء والدراية بالشأن العام الموثوق في سيرهم.
وأن يجعلوا من هذا الاستحقاق موعدا لإعلاء صوت الديمقراطية والمواطنة من أجل التغيير بالإرادة السيدة للشعب الجزائري الأبي.
أجدد التهاني والتحية والتقدير لكافة العاملات والعمال
تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قد يهمك ايضاً
صدور مرسوم رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون إلى 20 ألف دينار في الجزائر
رئيس الجمهورية الجزائري يرخّص بتغيير ألقاب 29 عائلة جزائرية
أرسل تعليقك