شلّ فيروس كورونا حياة كثير من الجزائريين وأربكها بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها رئاسة الجمهورية وكذا بداية تسجيل وفيات طالت إلى حد الآن شخصين، التي تصب في إطار حماية وسلامة الجزائريين ومحاصرة رقعة انتشار المرض والتصدي له، كإجراء احترازي ووقائي.
غلق المدارس التربوية والجامعات ومراكز التكوين والروضات وإلغاء الأنشطة ذات التجمعات الكبيرة والمهرجانات الوطنية المدرسية وكذا إلغاء الصالونات الدولية والمعارض الدولية وحرمان الجماهير من حضور اللقاءات الكروية في الملاعب وتوجيه تعليمة من وزارة الشؤون الدينية بتخفيف صلاة الجمعة وغلق مدارس قرآنية ومراكز محو الأمية والمراكز الثقافية الإسلامية.. هذه بعض الجوانب الجلية التي ألقت بآثارها على الحياة العامة وجعلت المواطنين يعيدون حساباتهم في التعامل مع هذا الفيروس الذي كانوا يتعاطون معه باستخفاف وتهكم…
وقد تلقى العديد من الأولياء والأمهات على وجه الخصوص قرار غلق المؤسسات التربوية والمدارس القرآنية والروضات ومراكز التكوين ومؤسسات استقبال الطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة بصدمة كبيرة بسبب الورطة التي وجدوا أنفسهم فيها في غياب بدائل حالية وهو ما جعلهم يفكرون في أخذ عطل مرضية أو سنوية مسبقة للتأقلم مع المستجدات الحالية، وسارع آخرون إلى العودة إلى مربيات المنازل اللواتي زاد الإقبال عليهن، فيما علقت كثيرات لو أن من أصدر القرار فكر في الأمهات العاملات ومنحهن عطلة إلى غاية مراجعة القرار أو انقضاء آجاله.
وراسلت وزارة التربية هيئاتها ومديرياتها لإلغاء مختلف النشاطات الجماهيرية مثل مهرجان الخط بالمدية ومهرجان الأنشودة واد سوف ومهرجان الأوبيرات ببرج بوعريريج وكذا اليوم العالمي للرياضيات المزمع إحياؤه في 14 مارس من كل عام.
من جهتها، راسلت وزارة الشؤون الدينية مديرياتها والقائمين على مؤسسات القطاع لتعليق أي نشاط بمؤسساتها التابعة لها إلى غاية الخامس أفريل المقبل وخاصة المدرسة الوطنية ومعاهد التكوين والمدارس القرآنية والزوايا وأقسام التعليم القرآني ومحو الأمية والمركز الثقافي الإسلامي بفروعه.
ودعت الشؤون الدينية إلى تخفيف درس الجمعة وخطبتها مع تقديم النصائح الضرورية للمواطنين لأخذ احتياطاتهم في هذا الظرف.
وفي الجانب السياحي تأثّرت الوكالات السياحية كثيرا بسبب إلغاء عديد الزبائن لحجوزاتهم أو تأجيلها إلى وقت لاحق خوفا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا، واقتصرت السفريات على بعض الحالات القصوى والضرورية المتعلقة بالتزامات مهنية أو عائلية.
وفي سياق ذي صلة، تعطلت الحياة الاقتصادية كثيرا بعد تعليق المعارض الدولية في الجزائر والصالونات الدولية والوطنية وكذا المحلية ومختلف التظاهرات التي كان من المنتظر تنظيمها هذه الأيام، ورغم أن المتعاملين أبدوا تفهمهم لهذا الإجراء الاحترازي إلا أنهم عبروا عن تضررهم الكبير من هذا وخلط حساباتهم وهو ما جعلهم يأملون في انقضاء هذا الكابوس في القريب العاجل لعودة الحياة إلى طبيعتها.
ووجد كثير من الشباب أنفسهم محرومين من المتعة والترفيه الوحيد الذي كانوا ينفسون به عن أنفسهم وهو حضور مباريات كرة القدم في الملاعب، غير أن قرار إجراء المباريات دون جمهور جعلهم يعيشون عزلة وفراغا حاولوا تعويضه بالتوجه نحو مواقع التواصل الاجتماعي لتشارك منشوراتهم وأفكارهم واهتماماتهم خاصة بعد منع التظاهرات الثقافية أيضا والتي أجلت جميعها إلى أجل غير مسمى.
وأقرت وزارة الثقافة “تأجيل كل النشاطات واللقاءات والتظاهرات الثقافية” وأوضح بيان للوزارة “هذه الإجراءات تنطبق أيضا على الفعاليات والنشاطات المبرمجة من طرف الجمعيات والمتعاملين الخواص في المرافق التابعة لقطاع الثقافة” وأجّلت هذه النشاطات إلى تاريخ لاحق دون إعطاء توضيحات أكثر.
قد يهمك ايضا:
عبد المجيد تبون يدعو إلى تدارك نقائص واختلالات الشبكة البريدية في الجزائرية
رئيس الجمهورية يستقبل وزير خارجية نيكاراغوا والوفد المرافق له
أرسل تعليقك