الجزائر - الجزائر اليوم
رافع رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، لتشكيل تحالف حكومي مرحلي جديد بعد تشريعيات 12 جوان الجاري، لإنقاذ الجزائر مما وصفه بالأزمات الداخلية التي تتخبط فيها، معتبرا في حوار لـ ” الشروق” أن قضية التحالف المستقبلي مع الفاعلين في الساحة السياسية، سواء في البرلمان أم الحكومة، استراتيجية فاعلة في الوقت الراهن، تتطلب من الجميع تقديم تنازلات، لأن الجزائر الجديدة فوق كل اعتبار .
الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 جوان تنتهي اليوم ، كيف تقيم حركة البناء مجرياتها؟
الحملة كانت فرصة للتواصل مع شعبنا، وقد أكدت لنا زيادة نسبة الاحتضان الشعبي لحركة البناء الوطني التي توسعت جغرافيا وديموغرافيا وأصبحت عاملا فعّالا في إدارة توجهات الرأي العام السياسي في البلاد، كما سجلنا منافسة على أكثر من مستوى من طرف بعض الأحزاب التي لم تهضم القفزة النوعية للحركة، ولكننا نتعامل مع المنافسين ضمن شرف العملية الانتخابية وقيمها وأخلاقها، وقد عرفت الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 جوان مشاركة واسعة للشباب والمرأة وبشكل واسع، وبلغة الشباب وفكر الشباب وثقافة الشباب وطموح الشباب وأيضا بآليات ووسائل الشباب، وأهم ما ميز الحملة الانتخابية لحركة البناء الوطني الدور الفعال لمرشحينا الذين لم نخترهم من الوعاء النضالي فقط، بل من قادة الرأي العام والنخب السياسية والأكاديمية، ومن عروش الجزائر العميقة، وهو ما أتاح أمام الحركة فضاء اجتماعيا أوسع وأكثر فعالية، ومن خلاله وعاء انتخابيا جديدا وهاما، واليوم تخرج الحملة الانتخابية إلى تحدي البرامج والخطط التنموية المستقبلية، والقدرة على التنازل لأجل الوطن، وهذا بالتأكيد يتجاوز الحملات التقليدية التي كانت تبنى على وعود فضفاضة وخيالية في بعض الأحيان، لأن التزوير كان يتحكم في النتائج، أما الآن فإنما نخاطب وعي الناخب ونستشعر المسؤولية تجاهه، مما يدفع لمشاركة حقيقية، ويصبح صوته أقوى تأثيرا في نتائج الانتخابات.
علامَ ركزت الحركة في خطابها السياسي؟ وكيف ستقنعون الجزائريين بأهمية المشاركة؟
نحن نتفهم العودة التدريجية للمواطن إلى المشاركة في العملية الانتخابية، وخطاباتنا مبنية على أرقام وإحصاءات تتعلق بالتنمية والملفات ذات العلاقة بالمواطن، والتعبير عن اهتماماته الأساسية، وخطاباتنا أيضا هي استمرار لمواقفنا السابقة الملتزمة باستمرار الدولة واستقرارها، وبناء مؤسسات شرعية تمثل الإرادة الشعبية، وتشجع الرقابة الشعبية على الثروة والسلطة، وهذا الانسجام بين الموقف والمسار والخطاب أكسبنا احترام وثقة المواطن، وأعتقد أن الشعب يتطلع لمرحلة جديدة، وينظر إلى هذه الانتخابات على أنها فرصة لذلك، ولهذا نتوقع أن يشارك فيها بحضور نوعي، خصوصا مع مشاركة واسعة للنخب الوطنية والطبقة السياسية والمجتمع المدني والشباب مما يؤهلها لتحقيق التغيير الآمن.
هل الضمانات المقدمة كافية كي تكون الانتخابات المقبلة شفافة ونزيهة؟
السلطة المستقلة للإشراف على العملية الانتخابية أخرجت الفعل الانتخابي من هيمنة الإدارة المطلقة، وهذا عامل مهم في ضمان شفافية العملية الانتخابية، كما أن قانون الانتخابات في شكله الجديد سيجعل اختيار المواطن واضحا، إذا توفرت الإرادة السياسية بنزاهتها فإنه حجم التزوير يتقلص بشكل كبير، وهي مناسبة ندعو فيها إلى رقابة شعبية أوسع ومجموعة مراقبين كبيرة من طرف الأحزاب، لكن كل هذا لا يمنع من وقوع بعض التلاعبات، لأن جزء من الطاقم المسير ليوم الاقتراع هو نفس الطاقم القديم الذي له ارتباطات حزبية حتما تمس تلك النزاهة، رغم هذا نحن متفائلون بهذه الانتخابات وصدقتيها، ونشعر بحالة من التغير الإيجابي فيها وهذا مهم لنجاح الشرعية الشعبية وترقية العملية الديمقراطية أيضا.
ما هي الاحتمالات المطروحة بالنسبة إلى نتائج الحركة في هذه الاستحقاقات؟
نحن نتعامل مع الواقع وبشكل مرحلي في إطار تغيير آمن يراعي الموضوعية والواقعية، فقد وضعنا الشعب في الرئاسيات الأخيرة في صدارة الطبقة السياسية، واليوم تضعنا الحملة الانتخابية في الصدارة السياسية بشكل واضح جدا، باعتبار حجم النشاطات وسعة الانتشار ونوعية إدارة الحملة، وكذلك الزخم الذي أحدثناه عبر وسائل التواصل وفي الإعلام، حيث نتصدر المشهد، كما أن سبر الآراء وقياسات تحول الرأي العام تضعنا في الصدارة الانتخابية، ونحن من هذا المنبر نتحمل مسؤولية ثقة الشعب باعتزاز، ونعمل بجد للبقاء في الصدارة من خلال توسيع دائرة الترشح وتغطية كل الدوائر الانتخابية، وإدارة حملة قوية شكلا ومضمونا، وفي رقعة جغرافية وصلت إلى كل الوطن، ومهما كان فوزنا بصدارة النتائج نؤكد على أن المرحلة تحتاج إلى تحالف وطني قوي وواسع يراعي حساسية المرحلة ووجوب إنقاذ الوطن لان هذه الانتخابات هي تحدي نجاح الوطن قبل الحزب.
كيف ترسمون شكل البرلمان المقبل؟
نحن نرسم المستقبل بالتحالف الواسع وبرامج تنموية متنوعة ومتخصصة، وبشراكات حول المصالح المتبادلة بين الدول والشعوب عبر حكومة وطنية قوية وبرلمان قادر على التشريع الحر والرقابة المستمرة.
وماذا عن مسألة التحالفات والتكتلات بالنسبة إلى حركة البناء؟
حركة البناء الوطني تحالفت مع الشعب في اختيار نوابه، وهي تدعو الآن إلى تحالف حكومي حول برنامج مرحلي لإنقاذ الجزائر من أزماتها المتداخلة، والتحالف عندنا قضية استراتيجية هامة ومستمرة في البرلمان والحكومة وفي المجالس المحلية القادمة أيضا إن شاء الله، ونحن مستعدون لمختلف التنازلات لأجل الجزائر الجديدة، وتحالفاتنا لا تكون داخل التيار الواحد فقط ولكن مع كل من لديه رغبة وإرادة من الطبقة السياسية باختلاف توجهاتها.
قد يهمك ايضاً
زهير بلالو يدعو لضرورة إشراك المهنيين والحرفيين في ترميم المعالم الثقافية الجزائرية
مسؤول جزائري يدعو إلى مساعدة الحرفيين في إنتاج وسائل الوقاية من "كورونا"
أرسل تعليقك