أينما تذهب في الجزائر تسمع الكلام ذاته، "سنة النحس، سنة الكوارث، سنة الفقر، سنة المرض، سنة الموت"، إنها سنة المصائب التي لم تأت فرادى، لم يردد الجزائريون ذلك الكلام مع اقتراب 2020 من نهايتها، بل منذ الربع الأول لسنة خبأت لهم الكثير من المفاجآت التعيسة والصدمات والكوارث، وكمعظم شعوب العالم، كانت جائحة كورونا "الضيف المنبوذ" عند شعب عُرف بكرمه وجوده مع الضيوف، فكسرت روتينهم اليومي والموسمي، وألغت حفلاتهم وأعراسهم، حتى إنها كانت سنة تحول مواقع التواصل إلى "منصات نعي وعزاء" لوفيات كورونا وغير كورونا، بطريقة غير مسبوقة.
وإن بقيت كورونا جاثمة على روتين الجزائريين طوال سنة 2020، فقد تخللتها كوارث من مختلف الأنواع، ووجدت الملاريا مكاناً لها بين فيروسات كورونا المتناثرة في أجواء وشوارع الجزائر.
كما تنوعت الجرائم من البشرية إلى البيئية، وارتفع معدل الجريمة، بل سجلت الجزائر خلال 2020 حوادث قتل مرعبة ذكرت بعضها الجزائريين بفظائع الإرهاب، ثم إلى الهزات الأرضية التي زادت رعب أهل هذا البلد العربي.
وبين كل ذلك، لم تخل أحداث الجزائريين المتتابعة أو المتساقطة عليهم مثل زخ المطر، من مواضيع الجدل، المتهم الرئيسي فيها "مواقع التواصل" التي أجمع إخصائيون بأنها باتت "مرتعاً للفتنة والتفرقة وسوء الفهم أو انعدامه"، بل إنها مع قصص جدل أخرى كانت فيها "مواقع للانفصال الاجتماعي".
عند الاشتباه في أول حالة نهاية فبراير/شباط 2020، اعتقد معظم الجزائريين أن الفيروس الذي يتحدث عنه العالم شبيه بـ"الإنفلونزا الموسمية"، أو بالكوليرا في أسوأ الحالات، فتعاملوا معه و"كأنه لم يكن".
سرعان ما تحولت ولاية البليدة الواقعة وسط البلاد إلى بؤرة لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وهي الولاية التي ابتليت في الأعوام الأخيرة بأمراض هجرت كل العالم بينها الكوليرا، إلى حوادث الطيران والزلازل وغيرها.
تضامن الجزائريون مع أهل المدينة، لكن استيعابهم لخطر الفيروس بقي في حدود "التضامن والدعاء بالشفاء للمرضى"، حتى أن كثيرا منهم لم يسمع بعد بفيروس اسمه "كورونا" أو "كوفيد-19".
لجأت السلطات الجزائرية إلى فرض إغلاق كامل على البليدة لمنع انتشار الفيروس، وإغلاق جزئي على معظم المحافظات، وبدأ الإعلام المحلي ينشر الأخبار العاجلة عن ارتفاع حالات الإصابة بكورونا، وحتى الوفيات التي كانت وبقيت يومية.
ازداد بعدها وعي معظم الجزائريين بخطورة هذا العدو المجهول، فالتزموا بيوتهم وجميع الإجراءات الوقائية من كورونا، رغم استغلال "تجار الأزمات" تفشي الجائحة في رفع أسعار مستلزمات الوقاية، وحتى أسعار الخضر والمواد الاستهلاكية.
وبين مدينة وأخرى، وُجد من "يعيش لنفسه" أو يسير بمنطق "أنا ومن بعدي الطوفان"، وتداول الجزائريون باستياء صور الطوابير الطويلة في الأسواق والمحلات، لتزداد مع ذلك نسبة الإصابات، وسط تعالي التحذيرات من أن الفيروس "قد لا يقتل المصاب الأول، بل قد يفتك بعائلة بأكملها".
وكان الحال كذلك، عائلات بأكملها قتلها فيروس كورونا، ومن الجزائريين من فقد واحدا من أقاربه، أو والديه في يوم واحد، ولم تخل مواقع التواصل منذ فبراير/شباط الماضي من منشورات النعي والعزاء لضحايا فيروس كورونا.
موت يبدو من منصات التواصل ومنشوراتها التي رصدتها "العين الإخبارية" على مدار عام كامل، وكأنه اختار سنة 2020 ليتغلغل في الجزائر ويخطف أرواح المئات منهم، بعضهم بحجة كورونا، والبعض الآخر لأسباب متفاوتة، بين الأمراض المزمنة، أو حوادث الطرقات، أو الموت المفاجئ الذي فجع الكثيرين في 2020، معظمهم من الشباب.
ومع اقتراب 2020 من نهايتها، يواصل فيروس كورونا جمع المزيد من الضحايا والمصابين، فقد ارتفع إجمالي المصابين به خلال الأيام الـ10 الأولى من ديسمبر/كانون الأول إلى نحو 100 ألف إصابة مؤكدة.
بينما ارتفع عدد الوفيات بـ"كوفيد-19" إلى أكثر من 2600 حالة وفاة، مقابل بقاء الأمل في شفاء العدد الأكبر من المصابين، والذين وصل عددهم إلى 58 ألفاً و146 حالة تعافٍ.
موت يبدو من منصات التواصل ومنشوراتها التي رصدتها "العين الإخبارية" على مدار عام كامل، وكأنه اختار سنة 2020 ليتغلغل في الجزائر ويخطف أرواح المئات منهم، بعضهم بحجة كورونا، والبعض الآخر لأسباب متفاوتة، بين الأمراض المزمنة، أو حوادث الطرقات، أو الموت المفاجئ الذي فجع الكثيرين في 2020، معظمهم من الشباب.
ومع اقتراب 2020 من نهايتها، يواصل فيروس كورونا جمع المزيد من الضحايا والمصابين، فقد ارتفع إجمالي المصابين به خلال الأيام الـ10 الأولى من ديسمبر/كانون الأول إلى نحو 100 ألف إصابة مؤكدة.
بينما ارتفع عدد الوفيات بـ"كوفيد-19" إلى أكثر من 2600 حالة وفاة، مقابل بقاء الأمل في شفاء العدد الأكبر من المصابين، والذين وصل عددهم إلى 58 ألفاً و146 حالة تعافٍ.
جريمة لم تكن ككل الجرائم، لهول طرق القتل والتعذيب والتنكيل التي مارسها مراهق على بنت، كشفت الأحداث بأن الحياة لم تنصفها حية ولا ميتة، عاشت ظروفاً مزرية من الفقر والحرمان المادي والعاطفي، كونها عاشت في عائلة مشتتة.
تساءل الجزائريون حينها بكثير من الصدمة والخوف والغضب: أي جرم وحقد وانحراف يحمله مراهق في ذلك العمر؟ وبأي ذنب تموت شيماء قتلا وكل ضحايا الجرائم الأخيرة بذلك التفنن في القتل؟ وإلى أين تتجه البلاد في ظل وجود وحوش بشرية تعيش وتتنفس بين المجتمع؟
تصاعدت أيضا في 2020 وتيرة اختفاء واختطاف الأطفال والمراهقات، وعاد شبح خوف الأهالي على أبنائهم ليطل من جديد في هذه السنة، بعد أن عكر حياتهم بين 2016 و2018.
ووسط كل ذلك، سارعت السلطات الجزائرية لسن قوانين رادعة ضد كل أنواع الجرائم التي استفحلت في المجتمع، بينها قانون لمحاربة "عصابات الأحياء السكنية"، وآخر يجيز للمرة الأولى عقوبة الإعدام ضد خاطفي وقاتلي الأطفال والبالغين.
قد يهمك أيضا:
دراسة تكشف عمّا يحدث لو تناول الشخص لقاحين مختلفين لـ"كورونا"
"الصحة" الجزائري يؤكد وصول اللقاح المضاد لـ"كورونا" إلى البلاد في يناير 2021
أرسل تعليقك