الجزائر - الجزائر اليوم
يبدو أن المترشحين لتشريعيات 12 جوان المقبل نسوا أن الجزائر لا تزال تحت وطأة وباء فتاك أرعب البشرية، وحصد مئات الآلاف من الأرواح، فالتجمعات والحفلات والعرس الانتخابي، كما يحلو للبعض تسميته، ضرب بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا عرض الحائط، فلا كمامة ولا تباعد، والعناق والتصافح بات سيد الموقف، دون الحديث عن “الزردات” والحفلات التي تسببت بعضها في تسممات جماعية في عز الحملة الانتخابية..
عادت أرقام الإصابات بـ كوفيد 19 إلى المنحنى التصاعدي المخيف، حيث تجاوزت الإصابات، أمس الأول، عتبة 300 إصابة، وهذا لأول مرة منذ أشهر طويلة شهدت فيها معدلات الإصابات استقرارا في حدود 100 إصابة، وما ينذر بارتفاع متزايد لعدد الإصابات حسب المختصين هو دخول فصل الصيف، حين تتلاشى إجراءات الوقاية عند كثير من الجزائريين، الذين يطلقون العنان للسهرات والحفلات والأعراس والتجمعات والرحلات السياحية والمخيمات… ناهيك عن عودة فتح الحدود و”هرج ومرج” الحملة الانتخابية التي شهدت تجاوزات بالجملة بخصوص إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، خاصة في ظل التجمعات الشعبية في القاعات المغلقة، التي لم تحترم لا التباعد ولا الكمامات التي تخلى عنها الكثير من المترشحين ومناضلي الأحزاب.
وكان على المترشحين الذين سيمثلون الشعب في أعلى هيئة تشريعية، الحرص على سلامة المواطنين، وضرب المثل في احترام إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، خاصة مع دخول فصل الصيف وعودة ارتفاع الإصابات، ما يتطلب الحذر أكثر من أي وقت مضى على الحفاظ على أرواح الناس.
وما زاد الطين بلة هو تسجيل تسممات غذائية جماعية، على غرار ما حدث في ولاية تبسة، أين تعرض ما يقارب 80 شخصا إلى تسمم غذائي ببلدية الونزة، التي تقع على 70 كلم شمال مقر الولاية، بعد تناولهم أكلا سريعا “سندويتشات”، ما تسبب في هلع وخوف واقتيد المصابون إلى المستشفى.
خياطي: تجاوزات بالجملة على البروتوكول الصحي وسط المترشحين
انتقد البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، في تصريح لـ”الشروق اليومي”، عدم احترام المترشحين والأحزاب للبروتوكول الصحي، الذي حددته اللجنة العلمية بخصوص الانتخابات التشريعية. وقال المتحدث إن التجمعات الشعبية في القاعات المغلقة ضربت إجراءات الوقاية من فيروس كورونا عرض الحائط، وهذا ما ينذر حسبه بعودة الارتفاع المخيف للإصابات من فيروس كورونا على غرار ما حدث بعد استفتاء الدستور.
وطالب المتحدث اللجنة العلمية بضرورة تحذير الأحزاب والمترشحين وحثهم على ضرورة وإجبارية احترام البروتوكول الصحي، قبل حدوث الكارثة. وقال إنه يتعين على المترشحين ضرورة ضرب المثل والقدوة في احترام إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، خاصة مع انتشار السلالات المتحورة في الجزائر، التي تعتبر الأكثر انتشارا وفتكا بالأرواح.
وقال خياطي إن العديد من المترشحين لا يهمهم إلا حشد المناضلين والمواطنين والتصفيق في القاعات المغلقة، دون اعتبار للجانب الصحي، خاصة مع حضور المسنين والمرضى لهذه التجمعات.
قد يهمك ايضاً
"الجلفة" قتيلان في حادث إصطدام شاحنة بدراحة نارية في مسعد
ندوة تحسيسية بالجلفة لحث المواطنين على المشاركة بقوة في الإستفتاء
أرسل تعليقك