بيروت ـ أحمد الحاج
أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الانفجارات التي تردّدت أصداءها في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان بالقرب من مدينة صور الساحلية، مصدرها مستودع للاسلحة داخل مسجد أبي بن كعب القريب من مدرستي الصرفند وجباليا التابعين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا".وقد بدأت سلسلة الانفجارات في الساعة التاسعة الا ربعا واستمرت ساعة تقريبا وتسببت في وقوع عدد كبير من الضحايا الذين تولّت نقلهم سيارات الاسعاف والدفاع المدني التي هرعت الى المخيم لنقل المصابين وإطفاء الحرائق التي اشتعلت في المنازل المجاورة للمسجد وإجلاء السكان من المناطق المحيطة .
وقال معلومات مؤكدة أن الحريق اندلع في خزّان مازوت قبل ان يمتد ليصل إلى المسجد المجاور مما أدى إلى احتراقه وامتداد النار إلى الطابق السفلي الذي يضم أسلحة وذخائر تابعة لحركة المقاومة الاسلامية حماس في المخيم الذي يبلغ عدد سكانه حوالي خمسة عشرة الاف نسمة.وقال شهود عيان إن حالة من الذعر تسود سكان المخيم فيما يعم الظلام الدامس المخيم بسبب إنقطاع الكهرباء والذي يعم معظم المناطق في لبنان بسبب الاوضاع الاقتصادية .وعمل الدفاع المدني اللبناني والفلسطيني على تبريد الحريق الناجم عن الانفجارات وسط طوق أمني حول المسجد يفرضه مسلحون لحركة "حماس".
وكشفت معلومات أمنية أن سبب الحادث يعود لانفجار ذخيرة وانفجار كميات كبيرة من الأوكسجين في أحد قاعات المسجد المعروف بمسجد "الصحابي أبي ابن كعب"، فيما يشدد الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية عن مدخل المخيم.وكلف النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان الأجهزة الامنية وخبراء متفجرات بالكشف على المستودع الذي وقع فيه الانفجار في مخيم البرج الشمالي.وطلبت الجهات الأمنية الفلسطينية من سكان المخيم الابتعاد عن مكان الانفجار خشية من وقوع انفجارات أخرى، والعمل جارٍ على عزل المنطقة التي وقعت فيها الحادثة.
ومن شأن مثل هذه التفجيرات أن تًثير مجدداً التساؤل في الاوساط اللبنانية والفلسطينية حول جدية تخزين أسلحة وسط المناطق المأهولة بالسكان ومن دون رقيب أو ضوابط تضع حداً لهذه التصرفات غير المسؤولة وتدعو إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه العمليات ومثل هذا يتطلب وفقة جدية من قبل قادة الفصائل المعنية في تخزين السلاح دون أدنى مسؤولية من الاخذ بعين الاعتبار الاجراءات التي تمنع كارثة مثل الكارثة التي شهدها مخيم برج الشمالي الليلة حيث يُعاني معظم سكانه من الفقر والجوع والعوز في ظل ضائقة لم يشهد مثلها منذ الايام الاولى للجوئهم إلى لبنان .
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك