الجزائر - الجزائر اليوم
لا يمكن لعاقل ومحبّ للعبة كرة القدم ومتذوق لجمالها وسحرها، أن يصمد شوطا واحدا أمام لقاء الداربي العاصمي الذي مرّ ثقيلا ومملا، ولم يشاهد فيه المتفرج جملة كروية مفيدة طوال التسعين دقيقة، ولا يمكن في كل مرة أن نتحجج بأن المباريات الكبيرة تُربح ولا تُلعب، لأن الواضح أن الكرة كلها صارت في الجزائر، تُربح ولا تلعب، من بداية الموسم إلى نهايته، بمعنى أنه لا يوجد من يلعب الكرة.
مباراة الإثنين بين المولودية والاتحاد، كانت جرسا لانهيار مستوى الكرة الجزائرية، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، فقد أساء بعض اللاعبين وحتى المدربين للكرة الجزائرية أمام القلة من الأجانب الذين تابعوا المباراة عبر قناة الكاس القطرية، ولم نلتقط حسنة في كل المباراة سوى الحكم الشاب قاموح الذي كان موفقا في أغلبية تدخلاته، ولا يلام سوى لأنه لم يشهر البطاقات الحمراء في وجه المتهجمين عليه كلما أعلن مخالفة أوضحت إعادة التلفزيون بأنها صحيحة، وكان من الفروض أن يشهر الحمراء في وجه المدرب نبيل نغيز الذي فقد أعصابه في أواخر الشوط الأول معترضا على منح الحكم لمخالفة للاتحاد في الوقت الذي انفرد مهاجم من المولودية بالحارس، حيث دخل المدرب إلى قلب الميدان وراح يحتج بعنف وبأيدي في السماء، وأوضحت الإعادة بأن قرار الحكم كان سليما، وما فعله المدرب الذي كان مساعدا لغوركوف غير مقبول، ويستحق عليه العقاب.
اللاعبون أيضا خاصة المخضرمين مثل كودري من الاتحاد أضاعوا جهدهم وتركيزهم طوال المباراة في الاحتجاج برفع الأيدي أمام حكم كان يدير المباراة باقتدار من دون أخطاء، ولو سمحت القوانين للحكام الاحتراف، مثل اللاعبين، لكان لهذا الحكم مكانا في أوربا، ويمكن الجزم بأنه الخليفة الوحيد للحكم المعتزل جمال حيمودي الذي أدار المباراة الترتيبية في كأس العالم في البرازيل.
وإذا كان هناك لوم على حكم المباراة، فلأنه ترك البطاقات في جيبه، ولو كان حكما أوربيا، لطرد نصف اللاعبين وحتى المدربين نغيز ودزيري، الذين حاولا التأثير على الحكم طوال المباراة، والنقطة السوداء التي اشتهر بها اللاعبون الجزائريون في السنوات الأخيرة كلما تعلق الأمر بلقاء مصيري أو داربي هو التدخلات الخشنة والخطيرة في الكرات المشتركة، ومن كثرتها صار الحكام يعتبرونها ضمن قوانين اللعبة وهي في الحقيقة بعيدة عن لعبة كرة القدم، حيث نشاهد لاعبا يمسك القميص أو يضرب اللاعب المنافس بشكل عنيف، وبمجرد أن يعلن الحكم عن مخالفة حتى يحتج بعنف، وهو لا يدري أو ينسى بأن الجمهور شاهد اللقطة عل المباشر في اللقطة المعادة، وللأسف يجد اللاعب المخطئ مدربا على الهامش ولا ينصحه وإنما يقف إلى جانبه.
ويضاف إلى هذه المشاهد التي تقتل اللعبة وتجعلها مملة، مشاهد تضييع الوقت، حيث لم يعد من إشكال بالنسبة للاعبين الجزائريين في النوم على العشب الطبيعي أو الاصطناعي لعدة دقائق بحثا عن ربح الوقت، ولا توجد لجان تتابع الأمر وتعاقب مباشرة بعد نهاية المباراة من يقوم بهذه الأساليب البدائية والمقيتة التي انقرضت من كل بلاد العالم، وبقيت في الجزائر فقط.
أما عن المستوى العام لمباراة الإتحاد أمام الغريم المولودية فإنها لم ترق حتى للضعيف، حيث أساء المشاركون فيها لصوة بطل القارة السمراء والمنتخب الذي يضم ماندي ومحرز ووناس وغيرهم، وإذا واصل الداربي على نفس المنوال فإن ما حدث في مباراة مرحلة الذهاب سيكون مفيدا بعدم لعبه وعدم بثه على أي قناة عربية.
الجمهور الجزائري لم يعد جاهلا لما يحدث في الخارج، فهو يتابع مباريات كبار لندن في داربيات الأرسنال وتوتنهام وتشيلسي ويرى مستواها الفني الراقي، ويتابع داربي روما مع لازيو وداربي ليفربول مع إيفرتون وداربي الريال مع أتليتيكو، وحتى داربي تركيا بين غالاتا ساراي وفينارباخشي، وداربي الترجي التونسي والإفريقي، ولقاء الزمالك بالأهلي، والرجاء بالوداد، ويلمس المستوى الراقي للاعبين والمدربين، وكيف يتم توفير كل شيء لتسويق الداربيات بما يشبه التراث، بينما جاء التنظيم في ملعب 5 جويلية دون المستوى، إذ بقيت أجزاء من المدرجات شاغرة وأعطت للصورة التلفزيونية بشاعة، كما أن الإخراج التلفزيوني لم يكن جيدا، أما عن التعليق فالجمهور صار يتابع الصورة البشعة من دون صوت على طريقة أفلام شارلي شابلين الصامتة، وفازت المولودية بهدف نظيف والكرة الجزائرية خسرت على طول الخط.
قد يهمك ايضا :
ضربة موجعة لسوسطارة قبل ديربي العاصمة
تأجيل الجينيز والديربي الإنجليزي ورويال آسكوت بدون جمهور
أرسل تعليقك