التبراع شعر المرأة الموريتانية للتعبير عن مشاعرها مع التزام الحياء والسرّية
آخر تحديث GMT06:19:37
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

النمط الوحيد المسموح للنساء بتناوله وهو خاص بمنطقة انتشار الحسانية

"التبراع" شعر المرأة الموريتانية للتعبير عن مشاعرها مع التزام الحياء والسرّية

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - "التبراع" شعر المرأة الموريتانية للتعبير عن مشاعرها مع التزام الحياء والسرّية

"التبراع" شعر المرأة الموريتانية
القاهرة ـ الجزائر اليوم

يبدأ الصوت الفتي هامسا مشحونا بالشجى، وشيئا فشيئا يمتلئ لوعة دفينة مع شحنة شجن لا يدرك أبعادها سوي صاحبتها  .. يا بالي صبرًا... إن مع العسر يسرًا.. إنه "التبراع".. شعر المرأة الموريتانية ومساحة بوحها التي لا تحمل بصمة خاصة، رغم صدق عاطفته وفرادته التي قل أن يوجد لها نظير.

قصيدة في شطرين

 التبراع هو نمط شعري فريد في شطرين متحدين قافيةً ومختلفين وزنًا، كما يوضح الشاعر حماده ولد أحمدو ياسين مقدم برامج الأدب الحساني بالإذاعة الموريتانية الرسمية: "التبراع شعر تاتي فيه  المرأة بأجمل وأرق التعابير في (تافلويتين) إحداهما من (حثو الجراد) والأخرى من (البتيت التام) تحملان تعبيرا صادقا عن شعورها في أغلب الحالات.. ويعتقد كثير من الناس أن التبراع خاص بالغزل لكنه يتناول أكثر أغراض الأدب مثل التوحيد والمدح وحتى الهجاء".

 وتحمل تبريعة واحدة  " من المعاني والأحاسيس والعاطفة والمشاعر والأفكار والروحانية ما لا تحمله قصيدة من ألف بيت" تقول الشاعرة الموريتانية الفرانكفونية عائشة بنت أحمدو متحدثة..

وتعدد بنت أحمدو من بين خصائص التبراع مع الحياء والصدق والوفاء  " أنه النمط الشعري الوحيد المسموح للنساء بتناوله وهو خاص بمنطقة انتشار الحسانية وبنسائها ويمتاز بطبيعته الفريدة التي هي الحياء والسرية... وعلى عكس الشعر عند الرجال فالمرأة تتوقف عن قول التبراع عندما تكبر في السن ولا تسمح لنفسها به وتتجاهل ما قالت منه في الماضي وحتى حكايته لا تناسبها"

شعر مجهول النسبة والتاريخ

من غير المعروف تاريخيا متى ظهر التبراع.. لكن يرجح الشيخ سيدي عبد الله أستاذ النقد ومستشار وزير الثقافة الموريتاني أن التبراع وجد إلى جانب الشعر الشعبي في القرن الثاني عشر الهجري.

ويوضح سيدي عبد الله أن التبراع "ظهر نتيجة للكبت الذي كانت تعاني منه المرأة الموريتانية في مرحلة من تاريخ المجتمع لأنها كانت مغيبة عن نوادي الإبداع ولا يمكنها التعبير عن المشاعر لأن ذلك لايليق بالمرأة..  وهناك جدل قديم حول المساهمة الشعرية للنساء فقد أورد صاحب (الوسيط) قصة الشيخ سيديا الكبير مع الشاعرة مريم بنت بُلاَّ التي أرسلت له قصيدة تمدحه فيها فقال إن المرأة كلها عورة.. غير أن صاحب كتاب (الشقرويات) وهو قريب للشاعرة يروي أن الشيخ سيديا إنما قال ذلك زجرًا لتلامذته أن يتكلموا في المرأة لا استنكارا لقرضها الشعر".

ويخلص د. الشيخ إلى أن "هذا الإشكال أدى إلى ظهور هذا النوع من الأدب الذي تعبر فيه المرأة عن مشاعرها تجاه الرجل وهو أمر غير مألوف في مجتمع إسلامي محافظ كالمجتمع الموريتاني".

 وإذا كان التبراع موجودا منذ القديم فإنه ظل في نطاق المسكوت عنه، حيث كان في أول أمره خاصا بالفتيات، كما توضح عائشة بنت أحمدو، "يتداولنه حينما يجلسن لوحدهن على كثيب في مأمن من الرقيب، يبحن من خلاله للصديقات بمشاعرهن وجديد حياتهن العاطفية"..

ويقول الباحث الحسن ولد محنض، وهو أول من قدم أطروحة حول التبراع في موريتانيا، متحدثا "إن التبراع ظل مجهول المصدر حتى الستينات من القرن العشرين حيث كان ينسب للأعصار (مجموعة أصدقاء من ذات الفئة العمرية) لا للأشخاص" وهذا ما يذهب إليه الشيخ سيدي عبد الله "ما يميز التبراع في موريتانيا أن صاحبته مجهولة..  لكن ومع الزمن وتطور الاتصال أصبحت بعضهن معروفات فيقال فلانة (براعة).. وهذا أفقد النص لذته كما يقولا رولان بارت".

تراجع في الأهمية أم تغير في الدور؟

يرى الباحث الحسن ولد محنض أن "الساحة الثقافية في موريتانيا تشهد تراجعا سواء في الشعر الفصيح أو الشعبي أو التبراع أو الموسيقى أوغيرها نتيجة أن المجتمع بلغ في مرحلة ماضية مستوى عال في هذه المجالات ومنذ فترة وهو يعيش على ذلك الرصيد".

ويصف ما يوجد الآن من التبراع بأنه "مجرد اجترار للماضي" معتبرا أن "الوقت والاهتمام الآن استغرقتهما الوسائط الجديدة.. كما أن الدافع للتبراع انتفى وهو تلك الحالة العاطفية الخاصة التي أصبحت تجد بدائل متعددة للتعبير عنها".

ويوضح الشاعر حماده ولد أحمدو ياسين أن "كثيرا من النساء تخلين عن التبراع كما تخلى الرجال عن الغزل العفيف.. ولعل مرد ذلك أن ما كان يعيشه الطرفان من حرمان من اللقاء وما ينتج عن ذلك من لوعة وشوق، لم يعد موجودا بسبب الواتساب والفيسبوك وغيرها من الوسائط التي جعلت الفراق هو المطلب بدلا من اللقاء".

ورغم أن التبراع أصبح نمطا شعريا معترفا به في المجتمع الموريتاني ومنسوبا في كثير من الحالات لقائلته فلم يصل الأمر لظهور ديوان "براعة" أوتنظيم مسابقة أدبية في التبراع.. لكن المانع من ذلك انتفى ولم يبق منه إلا رهبة البداية الجديدة.

قد يهمك ايضا:

إحياء سهرة فنية في الذكرى المائوية لميلاد الشاعر والروائي محمد ديب 

رحيل المُلحّن خليل مصطفى بعد صراع مع مرض السرطان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التبراع شعر المرأة الموريتانية للتعبير عن مشاعرها مع التزام الحياء والسرّية التبراع شعر المرأة الموريتانية للتعبير عن مشاعرها مع التزام الحياء والسرّية



GMT 07:47 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اخطفي الأضواء هذا الموسم بظلال العيون البراقة

GMT 18:30 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

متنزه بيه شهير في قونيا التركية سحرُ الطبيعة

GMT 17:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

إيرادات فيلم"عيار ناري" تبلُغ 3.3 مليون جنيه خلال أسبوعين

GMT 14:50 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تنقلب على محمد صلاح وتطالب بالتخلص منه

GMT 08:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ميريل ستريب تعرض منزلها للبيع مقابل 24.6 مليون دولار

GMT 05:43 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

كشف غموض فتاة توفى زوجها بسببها في تكساس

GMT 10:24 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

الشيخ عمار بن حميد النعيمي يستقبل سفير فرنسا

GMT 23:08 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

ماركة "Kotton" تقدم مجموعتها المميزة للرجال في شتاء 2018

GMT 02:20 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا أنيقة خلال حفلة "SAG 2019"

GMT 20:49 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

«سودوكو التضخم» يتحدى «المركزي» الياباني منذ 6 أعوام

GMT 01:12 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة الجزائرية تطبق خطة جديدة لتجاوز تبعيتها للمحروقات

GMT 00:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسة شمس تصدر لهيب الثلج للقاص المغربي حسن شوتام

GMT 14:14 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

انتصار السيسي تستقبل ميلانيا ترامب في القاهرة

GMT 05:03 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

تمتع بعطلة على أفخم الشواطئ مثل نجوم هوليوود
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria